الإثنين 29 ابريل 2024

محيطات العالم تسجل درجات حرارة مثيرة للقلق

المحيطات

عرب وعالم1-2-2024 | 13:10

دار الهلال

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن محيطات العالم تشهد ارتفاعًا قياسيًا في درجات حرارة السطح؛ إذ وصل متوسطها إلى 21.1 درجة مئوية في اغسطس 2023 ومرة أخرى في يناير 2024.

وأضافت أن هذه الظاهرة، التي تعد من أعراض ظاهرة الاحتباس الحراري، لها آثار كبيرة على التنوع البيولوجي البحري وقدرة المحيطات على تخزين ثاني أكسيد الكربون.

ويدق الخبراء في هذا المجال، مثل معهد "كوبرنيكوس" الأوروبي والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية، ناقوس الخطر بشأن التداعيات المدمرة المحتملة لموجات الحرارة البحرية على النظم البيئية للمحيطات، حيث كان الوضع ملحوظا بشكل خاص في عام 2023، إذ حطمت تسعة أشهر متتالية الأرقام القياسية لدرجات الحرارة.

وبحسب الصحيفة، أظهرت مناطق مثل المحيط الهادئ الاستوائي وشمال المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط والبحر الكاريبي أرقاما غير اعتيادية في درجات الحرارة أكثر أهمية من تلك التي شوهدت في الغلاف الجوي، وتجاوزت درجات الحرارة الاستثنائية التي لوحظت في شمال المحيط الأطلسي، على وجه الخصوص، المعايير التاريخية، حيث وصلت ذروتها إلى 25.19 درجة مئوية في 31 اغسطس 2023.

وقالت الصحيفة، إن هذه الأحداث أدت إلى حدوث موجات حارة بحرية، مثل تلك المسجلة في غرب أيرلندا مع زيادة قدرها 4 درجات مئوية.

ويشير العلماء إلى أنه على الرغم من أن الحالات الشاذة يمكن أن تعزى إلى عوامل طبيعية مثل الانفجارات البركانية تحت الماء، إلا أن ظاهرة الاحتباس الحراري تظل المحرك الرئيس لهذه الاختلافات الشديدة.

ويلاحظ أيضًا وجود اتجاه مثير للقلق في التقسيم الطبقي للمياه السطحية؛ ما يحد من اختلاطها بالمياه العميقة ويعيق عملية دفن ثاني أكسيد الكربون الذي تمتصه المحيطات، وهذا التقسيم الطبقي، الذي تفاقم بسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات، يمكن أن يكون له عواقب ضارة على قدرة المحيطات على العمل كمخزن للكربون.

وتتجاوز آثار ارتفاع درجة حرارة المحيطات ارتفاع منسوب مياه البحر وذوبان الجليد، ولها أيضًا تأثير كبير على التنوع البيولوجي البحري، مع أحداث مثل تبييض الشعب المرجانية والضغط على الحياة البرية البحرية، وقد أظهرت موجات الحر البحرية الماضية، مثل النقطة التي حدثت في شمال شرق المحيط الهادئ، بالفعل انخفاضات جذرية في أعداد الكائنات البحرية، بما في ذلك الطيور.

ويحذر الباحثون من تفاقم الوضع في المستقبل، حيث تتوقع النماذج المناخية زيادة كبيرة في تواتر مثل هذه الأحداث بحلول عام 2080 إلى عام 2100، ويشيرون أيضًا إلى أن العديد من التغييرات المدفوعة بالانبعاثات السابقة وانبعاثات الغازات الدفيئة المستقبلية ستكون غير قابلة للإصلاح لعدة قرون، وحتى آلاف السنين.

واختتمت الصحيفة بالقول، إن السجلات غير المسبوقة لدرجات حرارة المحيطات تشير إلى أزمة بيئية تلوح في الأفق، وهي تؤكد على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات للحد من انبعاثات غازات الدفيئة والتخفيف من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري على النظم البيئية البحرية والكوكب ككل.

Dr.Randa
Dr.Radwa