الأحد 28 ابريل 2024

حفرية لشجرة غريبة من عصر ما قبل الديناصورات تكشف مفاجآت صادمة للعلماء

شجرة ثلاثية الأبعاد

الهلال لايت 4-2-2024 | 19:50

إيمان علي

كشف العلماء عن مفاجآت جديدة تخص هندسة الأشجار عبر تاريخ الأرض وما كان عليه العالم عندما بدأت غابات الكوكب المبكرة في التطور، وذلك بفضل اكتشاف جديد لأحفوريات تعود لشجرة ثلاثية الأبعاد فريدة من نوعها.

وبحسب دراسة نشرت في مجلة Current Biology، فقد تم العثور على 5 حفريات لأشجار دُفنت حية بسبب زلزال وقع قبل 350 مليون سنة في محجر بمقاطعة نيو برونزويك الكندية، وهي أشجار غير عادية تكشف عن أدلة حول فترة من الحياة على الأرض لا نعرف عنها سوى القليل.

وقال روبرت غاستالدو، عالم الحفريات والرسوبيات الذي قاد الدراسة "إنها كبسولات زمنية، وهي عبارة عن نوافذ صغيرة على المناظر الطبيعية والنظم البيئية في أعماق الزمن".

واكتشف المؤلفان المشاركان أوليفيا كينج وماثيو ستيمسون أولى الأشجار القديمة في عام 2017 أثناء قيامهما بعمل ميداني في محجر الصخور في نيو برونزويك، وإحدى العينات التي اكتشفوها هي من بين عدد قليل من الحالات في سجل الحفريات النباتية بأكمله - الذي يمتد لأكثر من 400 مليون سنة - حيث لا تزال أغصان الشجرة وأوراق التاج ملتصقة بجذعها.

ولم يتم العثور على سوى القليل من حفريات الأشجار التي يعود تاريخها إلى أقدم الغابات على الأرض.

ووفقًا لما ذكره غاستالدو، يساعد هذا الاكتشاف في ملء بعض الأجزاء المفقودة من السجل الأحفوري غير المكتمل.

وقال غاستالدو، أستاذ الجيولوجيا في كلية كولبي في واترفيل بولاية مين "هناك 5 أو 6 أشجار فقط يمكننا توثيقها، على الأقل في العصر الحجري القديم، تم الحفاظ عليها مع تاجها سليمًا".

وأشار الباحث إلى أن معظم عينات الأشجار القديمة صغيرة نسبيًا، وغالبًا ما يتم اكتشافها على شكل جذع متحجر متصل به جذر.

وشعر غاستالدو بالدهشة من عثوره على شجرة محفوظة كان من الممكن أن يصل طولها إلى 15 قدمًا عند نضجها مع تاج يبلغ قطره 18 قدم.

واستخرج الباحثون أول شجرة أحفورية منذ حوالي 7 سنوات، لكن الأمر استغرق بضع سنوات أخرى قبل العثور على 4 عينات أخرى من نفس النبات على مقربة من بعضها البعض. وتم تسمية الأنواع التي تم تحديدها حديثًا والتي يطلق عليها اسم Sanfordiacaulis على شرف لوري سانفورد، صاحب المحجر حيث تم اكتشاف الأشجار

وتبدو الأشكال التي اتخذتها هذه النباتات التي لم تكن معروفة سابقًا والتي يبلغ عمرها 350 مليون عام إلى حد ما مثل السرخس أو النخيل في العصر الحديث. وفي حين أن قمم السرخس أو النخيل كما نعرفها تتميز بأوراق قليلة، فإن العينة الأكثر اكتمالًا من الحفريات المكتشفة حديثًا تحتوي على أكثر من 250 ورقة محفوظة حول جذعها، حيث تمتد كل ورقة لمسافة تصل إلى 1.7 متر.

ويعد العثور على أشجار أحفورية كاملة أمرًا نادرًا وأقل شيوعًا بكثير من العثور على ديناصور كامل، وفقًا لأستاذ علوم الأرض وعالم النباتات القديمة في جامعة ولاية بنسلفانيا بيتر ويلف والذي لم يشارك في الدراسة.

وأشار ويلف إلى أن الشجرة الأحفورية الجديدة "غير العادية" كانت من بقايا فترة زمنية لم يعثر فيها على أي حفريات نباتية.

ولن تكون حفريات مثل سانفوردياكوليس مفيدة فقط في مساعدة البشر على فهم كيفية تغير الحياة في الماضي، بل يمكن أن تساعد العلماء على معرفة الاتجاه التالي الذي قد تتجه إليه الحياة على كوكبنا.

Dr.Randa
Dr.Radwa