- فى 2006 اعتبر معرض القاهرة الدولى للكتاب – الذى يُكمل 55 عاماً من عمره هذه السنة - ثانى معرض بعد معرض فرانكفورت للكتاب
- يقدم المعرض جائزة لأفضل ناشر عربى بالتعاون مع اتحاد الناشرين العرب، وتم اختيار سليم حسن شخصية المعرض لهذا العام، ويعقوب الشارونى شخصية كتب الطفل
- يُعد المعرض عُرساً للكتاب المصرى والعربى والأجنبى، ولمن يؤلفون الكتاب أو يُترجمونه أو يُوزعونه على مدار أسبوعين من الزمان
فى الرابع والعشرين من يناير الجارى يُفتتح معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الجديدة، ويستمر حتى السادس من فبراير. وهو عيد سنوى للكتاب العربى من الخليج إلى المحيط. يحضُر الأشقاء العرب من كل مكانٍ فى الدنيا لكى يشاركونا نحن المصريين هذا الحدث الثقافى المهم الذى استمر منذُ ستينيات القرن الماضى وحتى الآن. وبهذا فهو يعتبر أقدم عيد للثقافة المصرية والعربية وثقافة العالم الثالث أجمع.
هذا العام شخصية المعرض هو الدكتور سليم حسن، مؤسس علم المصريات ومن أحيا فى ذاكرتنا الوطنية والقومية حضارة مصر الفرعونية، وكُتبه مازالت وستظل أهم مراجع لمن يريد أن يتعرف على هذه الحضارة. أما شخصية المعرض الأخرى فهو المرحوم يعقوب الشارونى الذى رحل عن عالمنا مؤخراً، كاتب الأطفال المعروف والشقيق الأصغر ليوسف الشارونى أحد روَّاد كتابة القصة القصيرة فى الوطن العربى والعالم الثالث.
وكما قال لى رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهيى الدين، وهو من يقف وراء نجاحات المعرض لثالث سنة. لدرجة أنه أصبح حدثاً ثقافياً مُميَّزاً على مدار العام كله.
قال لى الدكتور أحمد بهيى الدين أن اختيار يعقوب الشارونى شخصية معرض كتُب الأطفال لهذا العام قد تم قبل وفاته بشهرين كاملين. وقد عرف بذلك واعتبره أهم تكريم يحصل عليه فى حياته. ورغم رحيله المُفاجئ وتلك إرادة الله التى لا دخل للبشر فيها يُعتبر الاحتفاء به هذا العام فى معرض كُتُب الأطفال أكبر جائزة يخرج بها من الدنيا. علاوة على كتاباته المتميزة لأطفال مصر والوطن العربى.
وهكذا فنحن على موعد مع أهم حدث ثقافى ننتظره على مدار العام كله. ونعد الأيام والليالى تلهُّفاً على إقامة المعرض وكل ما يُقام فيه تحت إشرافٍ مباشر من الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة المصرية التى ترعى العمل الثقافى بكل إمكاناتها.
وأعتقد أن مطار القاهرة الدولى يُعلن حالة الطوارئ أيام المعرض الخمسة عشر استقبالاً لوفود المثقفين من الأشقاء العرب الذين يأتون إلى القاهرة خصيصاً لحضور هذا المعرض ومشاركة المصريين فرحتهم غير العادية بهذا الحدث الثقافى الذى تنتظره الدنيا كلها فى الأسبوع الأخير من يناير، والأسبوع الأول من فبراير من كل عام.
وأعترف أننى أحرص أن أكون فى مصر خلال أيام المعرض. وألا أُغادرها مهما كانت الأسباب لأنه فُرصة لا تتكرر كثيراً فى العُمر للقاء المُبدعين العرب الكِبار من أشقائنا حملة الأقلام، ومن يحرصون على اقتناء الكتاب. وأذكر فى السنوات الماضية عندما شاهدنا الدورات الأولى للمعرض، فإن المصريين الذين يحضرون من مُحافظات مصر طالبوا قيادات المعرض بأن يكون لهم تخفيض فى نفقات السفر بالسكة الحديد إلى القاهرة فى الذهاب والعودة، وقد تقرر هذا. والدليل الوحيد على حضور المعرض هو تذكرة الدخول التى يشتريها الزائر قبل دخوله المعرض، ويحتفظ بها بعد ذلك.
ما من نشاطٍ ثقافى وفنى وروحى، إلا ويكون له وجود فى المعرض. فالعروض المسرحية تُشاهدها بين جنباته. وأيضاً الأفلام المصرية التى حفرت دروباً فى الوجدان العربى تراها هناك فى قاعة عرض. وكل الأنشطة الثقافية التى تخطر على البال. لدرجة أن الإنسان يخرج من المكان وقد تغيَّر عن لحظة دخوله إليه لأنه يعيش أوقاتا مع ثمرات مطابع مصر من الكتب والمجلات والمطبوعات وكل مطابع الوطن العربى والدنيا كلها.
فسُمعة المعرض الدولية والعربية لا تقل إطلاقاً عن سمعته المصرية. وكما تحتشد القطارات بالذين يحضرون من محافظات مصر. فإن مطار القاهرة الدولى يعيش حالة من الطوارئ بسبب كثرة زبائن المعرض من كل مكان فى الدنيا.
وهكذا يبدأ العُرس الثقافى الكبير عندما يُفْتَتَحْ معرض القاهرة الدولى للكتاب 2024 فى دورته الـ 55 بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية يوم الأربعاء الموافق 24 يناير فى تمام الساعة العاشرة صباحاً، حيث تفتتحه وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلانى، وفى السنوات السابقة كان رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى حريصاً على أن يحضر افتتاحه.
وفى يوم الإفتتاح يقتصر دخول المعرض على أصحاب الدعوات، والمشتركين بصالة العرض الرئيسية، والناشرين والمهتمين بصناعة الكتاب، والمهنيين، وأساتذة الجامعات بواسطة دعوات خاصة. ويفتح المعرض أبوابه للجمهور يوم الخميس الموافق 25 يناير. ويستمر العمل بالمعرض حتى 6 فبراير لعام 2024.
وقد وقع اختيار اللجنة العليا التى يرأسها الدكتور أحمد بهيى الدين على اختيار شخصية الدكتور سليم حسن المؤرخ المصرى المعروف ليكون شخصية المعرض لهذا العام. والاختيار الثانى للكاتب الكبير يعقوب الشارونى ليكون شخصية هذا العام لمعرض كتب الأطفال. وتصدر الهيئة المصرية العامة للكتاب مؤلفات كل من الدكتور سليم حسن وكاتب الأطفال الشهير يعقوب الشارونى فى المعرض.
وتم الانتهاء من إجراء القُرعة النهائية لتوزيع دور النشر والعارضين بمعرض القاهرة الدولى للكتاب يوم الأحد 24 ديسمبر. وقد فتحت الهيئة المصرية العامة للكتاب باب الحجز لحفلات التوقيع الخاصة بالمؤلفين ودور النشر بالدورة الـ 55 للمعرض يوم 10 ديسمبر الماضى وحتى 10 يناير المُقبل بمركز المعلومات بمقر الهيئة.
وتشارك هيئة الكتاب فى معرض الكتاب لهذا العام 300 عنوان جديدة أصدرتها الهيئة احتفاء بهذه المناسبة، وقد خصصت الهيئة جناحاً لدور النشر الجديدة بمعرض الكتاب مساحته 45 متراً لدور النشر الجديدة التى لم يتخط عدد إصداراتها الـ 50 عنواناً، أو دور النشر التى لم ينطبق عليها باقى شروط المشاركة فى المعرض بجناح مُستقل، وذلك لدعم صناعة الكتاب والنشر فى مصر والوطن العربى والعالم الثالث.
وتشمل فروع جوائز معرض الكتاب ثمانية مجالات هى: النقد الأدبى، الرواية، القصة القصيرة، شِعر الفصحى، شِعر العامية، الكتاب العلمى، الذكاء الاصطناعى، العلوم الإنسانية، الإعلام الجديد، كتاب الطفل، بالإضافة إلى مجالين للشباب تحت سن 35 عاماً هما: النقد الأدبى، والعلوم الإنسانية.
وهناك سِتَّ جوائز أخرى تُمنح بالتعاون بين الهيئة المصرية العامة للكتاب وعدد من الهيئات الثقافية الأخرى وهى جائزة أفضل كتاب فى تحقيق التراث، وتمنحها الهيئة المصرية العامة للكتاب بالتعاون مع دار الكتب والوثائق القومية جائزة أفضل كتاب مترجم: وتمنحها الهيئة أيضاً بالتعاون مع المركز القومى للترجمة الذى ترأسه الدكتورة كارما سامى، وجائزة أفضل مترجم للطفل، وتمنحها الهيئة بالتعاون مع المركز القومى للترجمة.
أيضاً جائزة أفضل كتاب فى الفنون فى مجال السينما فرع السيناريو وتمنحها الهيئة بالتعاون مع أكاديمية الفنون، وجائزة أفضل ناشر مصرى وتمنحها هيئة الكتاب بالتعاون مع اتحاد الناشرين المصريين، وجائزة أفضل ناشر عربى، وتمنحها الهيئة بالتعاون مع اتحاد الناشرين العرب.
وتشارك هيئة الكتاب فى المعرض لهذا العام بحوالى 400 عنوان من إصداراتها الجديدة. ومن المقرر عقد مؤتمر بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى لإعلان كل التفاصيل المتعلقة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب.
وينص البند الثانى من لائحة معرض القاهرة الدولى للكتاب أن ساعات العمل للجمهور تبدأ فى اليوم التالى للافتتاح من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الثامنة مساء، ويُتاح للعارضين الدخول قبل هذا الموعد بساعة من الأبواب المُخصصة. فيما عدا يومى الخميس والجمعة حتى التاسعة مساء. ويَحِقُ للجهة المُنظِّمة تأجيل موعد افتتاح المعرض، أو تغيير مدته، أو تعديل أوقات افتتاحه وعدم دخول الجمهور، أو إلغاء المعرض كلياً أو إغلاقه قبل موعده المُحدد.
ويُعَّدُ معرض القاهرة الدولى للكتاب من أكبر معارض الكتاب فى الشرق الأوسط، وفى عام 2006 اعتُبِرَ ثانى أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولى للكتاب. ويزور المعرض حوالى مليونى شخص سنوياً. وقد بدأ فى عام 1969، وكانت القاهرة وقتها تحتفل بعيدها الألفى، فقرر وزير الثقافة فى ذلك الوقت الدكتور ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافياً. فعهد إلى الكاتبة والباحثة الدكتورة سهير القلماوى بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب. لهذا احتفلت دورة عام 2008 بالدكتورة سهير القلماوى باعتبارها شخصية العام.
استمر المعرض فى الانعقاد منذ بدايته ولم يتوقف سوى مرة واحدة، كانت أثناء ثورة 25 يناير عام 2011 حيث تم إلغاء الحدث وقتها. ويقام المعرض فى أجازة نصف العام الدراسى فى نهاية شهر يناير بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة منذ دورة 2019، وكان يقام فى السابق بأرض المعارض بمدينة نصر.
ويقام المعرض فى العادة لمدة 15 يوماً ليشارك فيه ناشرون من مختلف الدول العربية والأجنبية، ويقام به أيضاً العديد من الندوات الثقافية بالإضافة إلى عروض السينما والمسرح والمعارض التشكيلية والعروض الموسيقية. فى الدورة 51 لسنة 2021 فاز جناح دار عصير الكتب بجائزة أفضل جناح فى هذه الدورة.
وفى عام 2021 انطلقت الدورة 52 لمعرض الكتاب فى 30 يونيو بعد تأجيلها عن موعدها الرسمى فى يناير بسبب تداعايات جائحة كورونا. وقد حمل شعار: "فى القراءة حياة"، وكانت اللجنة الثقافية العليا وقتها لمعرض القاهرة الدولى للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب قد اجتمعت لمناقشة الوضع وأعلنت فى بيان صحفى عن الخطوط العريضة للمعرض فى ظل جائحة كورونا.
ومن أهم هذه الخطوط العمل على استيعاب الناشرين المتقدمين فى المعرض كافة، وكذلك تحديد أعداد الزائرين بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية وفقاً للضوابط التى تضعها إدارة المعرض، إضافة إلى إقامة الفعاليات الثقافية على المنصة الإلكترونية باستثناء حفل جوائز المعرض والنشاط المهنى واجتماعات مديرى معارض الكتاب.
وفى العام التالى 2022، عاد المعرض فى دورته الـ 53 لموعده فى نهاية شهر يناير خلال الفترة من 26 يناير إلى 6 فبراير بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية. حيث أقيم تحت شعار: "هوية مصر .. الثقافة وسؤال المستقبل". وحلَّت اليونان ضيف شرف المعرض، والأديب الراحل يحيى حقى كان شخصية العام.
تبلغ قيمة كل جائزة فى كل تخصص مبلغ 40 ألف جنيه مصرى، خاصة بكل فرع من فروع الجائزة، وبمجموع كُلِّى للجوائز 480 ألف جنيه تقريباً. ويشترط أن يكون المؤلف مصرى الجنسية ماعدا فرع أفضل ناشر وأفضل كاتب عربى، وأن يكون الكتاب المرشح للجائزة فى نفس إصدار السنة ولا يكون مترجماً باستثناء الأفرع الخاصة بالترجمة. ويقوم المؤلف بإرسال 3 نُسَخ من الكتاب مع صورة من بطاقته التعريفية إلى مقر الهيئة المصرية العامة للكتاب بكورنيش النيل، ويوقع على التعهد اللازم بأن الكتاب المتقدم للترشيح هو الطبعة الأولى، وأنه لم يفز بالجائزة فى الثلاث سنوات الماضية.
إن هذا المعرض يُعد عُرساً للكتاب المصرى والعربى والأجنبى، ولمن يؤلفون الكتاب أو يُترجمونه أو يُوزعونه على مدار أسبوعين من الزمان. وهذا العيد السنوى يحرص كل المثقفين المصريين على حضوره.