الإثنين 29 ابريل 2024

الخميس.. «دور التقنيات التكنولوجية الحديثة في مسرح الطفل» بمؤتمر أدب الطفل

دور التقنيات التكنولوجية الحديثة فى مسرح الطفل بمؤتمر أدب الطفل

ثقافة6-2-2024 | 18:18

همت مصطفى

ضمن فاعليات المؤتمر العلمى السنوى الذى تنظمه شعبة أدب الطفل برئاسة الكاتب عبده الزراع، بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر برئاسة الأستاذ الدكتور علاء عبد الهادى، دورة الكاتب الكبير عبد التواب يوسف وذلك يوم الخميس المقبل 8 فبراير الجاري.

يقدم الباحث المصرى د. محمد جمال الدين، ضمن فاعليات المؤتمر ورقته البحثية والمعنونة بدور التقنيات التكنولوجية الحديثة فى نصوص مسرح الطفل المعاصر، إذ جاء فيها أن طفل اليوم  يمتلك عوالم خاصة تعبر عنه وتحفظ له حدوده الخاصة، ومن هذه العوالم الأدب كوسيلة تعبيرية تربوية تثقيفية، تعبر عن الطفل وتعبر منه إليه، وعليه فقد برز أدب الطفل كوسيلة حضارية إنسانية لتحقيق بناء طفل اليوم ورجل المستقبل.

ويعتبر المسرح أحد فنون الأدب الغنية بوسائل التأثير وجذب الانتباه، خاصة أن المسرح أحد أهم وسائل الاتصال الجماهيرية وأكثرها حميمية، نظراً للتفاعل المباشر بين المرسل والمتلقى للرسالة، إذ أن العلاقة بين أدب النص المسرحى الموجه للطفل والتكنولوجيا ممثلة فى التقنيات الحدثية التى من خلالها يتجلى هذا النوع من الأدب.

 

كما سمحت بظهور أشكال إبداعية جديدة وأطراف جديدة فى العملية الإبداعية غيرت من شكلها التقليدى، فالنص المسرحى الموجه للطفل، لم يكتب للقراءة فى المقام الأول، ولكن لتجسيده على خشبات المسارح، إلا أن العروض المسرحية بالشكل التقليدى وفى ظل الثورة المعلوماتية والتكنولوجية لن يكون لها نصيب مع طفل اليوم، أمام الزحف المعلوماتى والتجليات الجديدة عبر الشاشات، التى استطاعت أن تأخذ الطفل من بين أيدينا لعوالم أخرى، حيث يقابل الطفل من خلال الثورة التكنولوجية عالماً متاهياً لا بدء له ولا نهاية، تستقطبه وتستجيب لحاجاته المختلفة، وتسحره بالمعطيات الفياضة التى تقدمها له فى وقت وجيز وبتقنية عالية، وعليه أصبحت الحاجة ماسة لاستغلال الثورة التكنولوجية بتقنياتها، والطاقة الهائلة الكامنة بها والتى فرضتها النهضة العلمية، فى تقديم رؤى جديدة تعتمد على تلك التقنيات.

علماً بأنه المقصود هنا ليس موت الكاتب المسرحى المبدع لنص مسرح الطفل، ولكن أن توظف التكنولوجيا والتقنية الرقمية الجديدة فى خدمة تقديم تلك الأعمال، كما أن المقصود بتوظيف التكنولوجيا والتقنية الرقمية الجديدة ليس هو تلفزة عروض مسرح الطفل، وتقديمها له عبر وسائط متعددة كالحاسوب، وإنما ما يعنى به البحث هنا هو توظيف التكنولوجيا والتقنية الرقمية الجديدة فى تقديم نصوص مسرح الطفل.


 وتجتمع خصائص أدب الطفل فى ظل التحولات التكنولوجية الرقمية جميعها، فى ما يقدمه الفن الحركى لتقديم عروض مسرحية لطفل اليوم، فعلى المستوى اللغوى تمثل الكلمة المكون الأساسى فى عروض مسرح الطفل، ومع ثورة التكنولوجية الرقمية الموظفة داخل قاعات المسارح اعتمادا على الفن الحركى وتقنياته، يتم التوافق بين الخطاب اللغوى وبين لغة الصورة، بوصفها نصا موازيا ومجسداً للكلمة.

فعلى المستوى البصرى أى الصورة، فالطفل ذات متلقيه تتصل مع ما تراه معروضاً أمامها من خلال حاسة البصر، التى تعد الأقوى من بين الحواس فى إلتقاط الشفرات وإكتساب المعلومات، إذ يتفاعل الطفل مع النص المعروض حيث يحاكى عقله ويلبى حاجاته المتنوعة، فجودة النص فقط لا تكفى وحدها لاكتمال التلقى، إذ أن البصر حاسة تنويرية تستفز باقى الحواس وترشدها فى عملية التلقى، وعليه فالطفل يستجيب للصورة ويتفاعل معها بشكل كبير.

الصورة تختصر المعنى وتمكن الطفل من استيعاب المتخيلات، خاصة وإذا كانت الصورة متحركة، إذ تكمن شاعرية الصورة الرقمية فى أنها تشرك الطفل فى معايشة الأحداث والشخصيات، ومن ثم بناء تصور استباقى استشرافى لما ستؤول عنه الأحداث، فالحركة تصاحب الصورة وتجعل الطفل يعايش الأحداث، إذ أنه ليس مشاهد فقط بل متفرج متدخل فى شبكة الأحداث.

فالحركة فى الصورة ومؤثراتها من أهم خصائص الطفل، فهو يتحرك فى كل حالاته وبصورة غير منتهية، أيضا اللون والإضاءة فلهما تأثيرات وطابع تعبيرى على أنواع الحركة، فاللون والضوء أحد أهم العناصر تأثيراً على جاذبية الصورة، فالألوان ذات قدرة إيحائية كبيرة، كما أن الصوت بوصفه المستوى السمعى والذى لا يقل أهمية عن المستوى البصرى، بل يتم التوليف بين حاستى البصر والسمع فهو المؤثر السمعى المشكل للثقافة والمعرفة، من خلال ما يعرف بالخيال السمعى، فيقدم ثقافة سمعية تتفاوت المجتمعات فى حيازتها.


قدمت الورقة البحثية بيان ارتباط تقديم نصوص مسرح الطفل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتكنولوجيا الرقمية بشكل خاص، وبمفاهيم الفن الحركي بشكل عام، مسلطًا الضوء على بيان دور توظيف الفن الحركي عبر التقنيات والتكنولوجية الرقمية لتقديم نصوص مسرح الطفل، كما استخدم الباحث المنهج التحليلى التطبيقى فى ورقته البحثية لبيان دور توظيف الفن الحركى عبر التقنيات والتكنولوجية الرقمية لتقديم نصوص مسرح الطفل، من خلال التطبيق على عينة من النصوص التى قدمت على خشبات المسارح المصرية للطفل، معتمدة على توظيف التقنيات والتكنولوجية الحديثة لتقديم نصوص مسرح الطفل، وصولًا تتناول عدة نتائج من أهمها، أن استخدام الفن الحركى وما يحوى فى جعبته من تقنيات وتكنولوجية رقمية.

 

قد ساهم فى تقديم نصوص مسرح الطفل بشكل مغاير، لمواكبة طفل اليوم عن طريق الكلمة والحركة والخطاب البصرى والسمعى وأيضا اللون والضوء، مما يساهم فى جذب الطفل لتلك الأعمال، ومناسبة الوسائط الأخرى المتعددة والمعتمدة على التقنيات الرقمية والتكنولوجية الحديثة .

Dr.Randa
Dr.Radwa