كان الجندي “شويتشى يوكوى”، مقاتلاً فى صفوف فرقة المشاة 29 فى جزر ماريانا، حيث هبط فى منطقة "غوام" عام 1943، عندما استولى الأمريكيون على الجزيرة فى عام 1944، وبدأت معركة "غوام"، واختبأ الجندي يوكوى مع 10 آخرين من فرقته واختفوا عن العدو.
وبقى الجنود فى مخبئهم حتى عام 1964، حيث خرج الآخرون من المخبأ وظل يوكوى فيه رافضًا تسليم نفسه للعدو على حد ظنه من أجل البقاء على قيد الحياة، وكان يوكوى يصطاد في الليل ويستعمل النباتات كملابس وفراش.
ويوما بعد يوم اعتاد حياته في الكهف الضيق، لكن ما كشف أمره هو صيادين كانا يتحققان من فخاخ الروبيان على طول النهر، وهاجمهم يوكوى، لكن الصيادين أمسكوا به وقيدوه وأخرجوه من الغابة فى 24 يناير من عام 1972.
عندما تم تسليم يوكوي إلى اليابان بعد غياب طويل، انفجر فى البكاء عندما شاهد جبل فوجى يلوح فى الأفق، كلماته للشعب اليابانى الذي خرج بجموع ضخمة للترحاب به وتحيته كانت مؤثرة.
يوكوي عاش في كهفه مدة 28 عامًا وسط الغابة، ولم يعرف أن الحرب انتهت إلا عام 1952، لكنه كان يخشى الخروج من مخبئه. فقد قائلا “إنه ورجاله كانوا يفضلون الموت على العار الذى كان ليلحق بهم لو قبض عليهم وهم على قيد الحياة، فحبس نفسه طوعا في مخبئه ولم يخرج من تلقاء نفسه حتى عثر عليه.”
بعد عودته إلى دياره، تلقى يوكوى راتبه ومتأخراته وتزوج في نهاية المطاف واستقر في منطقة ريفية في اليابان، وكان واحدا من حوالة ألف جندى يابانى اختبؤوا في الغابة بعد معركة "غوام"، لكن الآخرين قبض عليهم أو قتلوا أو ماتوا من الجوع في الغابة.
توفي “يوكوى” في سن الـ 82 عامًا بعد حياة مثيرة تصلح لأنه تتحول إلى فيلم يروي قصة حياته، قصة يوكوي كانت ملهمة للكثيرين من اليابانيين، خاصة أنه تكيّف بصعوبة بالغة مع حياته الجديدة بعد تطور اليابان الكبير إبان الحرب العالمية الثانية.
كما كانت قصته ملهمة للحكومة اليابانية للبحث عن معاقل أخرى يمكن أن يكون الجنود قد استعملوها كمخابئ، ولم يخرجوا منها حتى اليوم.
أما الجندي الياباني “هيرو أونودا” فقد اختبأ فى جزيرة لوبانج في الفلبين، ورفض الاستسلام واختار القتال أو الموت، فعلى الرغم من الإشارات المتتالية التى أخبرت أونودا وجنوده بانتهاء الحرب، لكنهم اعتقدوا أنها مجرد خدعة من الحلفاء، وأن الحرب لا تزال مستمرة فرفض الخروج من مخبئه.