الإثنين 29 ابريل 2024

بوتين يكشف تفاصيل الدور البريطاني الخطير في الصراع الأوكراني

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

عرب وعالم9-2-2024 | 16:25

دار الهلال

كشف الرئيس الروسي، في مقابلة مع الصحفي، تاكر كارلسون، عن معلومات تفيد بتوجيه رئيس وزراء بريطانيا للقيادة الأوكرانية للامتناع عن التفاوض مع روسيا ودعم النازيين الجدد وتحريضهم والتعهد بمدهم بكل ما يلزم لقتال روسيا.

وتوجّه الصحفي تاكر كارلسون بسؤال للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "لقد قلت بوضوح إن توسيع الناتو أصبح انتهاكا للوعود ويشكل تهديدا لبلدك.

ولكن قبل أن ترسل قوات إلى أوكرانيا، أيد نائب رئيس الولايات المتحدة، وفي مؤتمر أمني، رغبة رئيس أوكرانيا في الانضمام إلى الناتو. هل تعتقد أن هذا، ضمن أشياء أخرى، أثار العمل العسكري؟".

وقال بوتين: "أكرر مرة أخرى، لقد اقترحنا مرارا البحث عن حل للمشاكل التي نشأت في أوكرانيا بعد انقلاب 2014 بالوسائل السلمية، ولكن لم يكن يسمعنا أحد.

علاوة على ذلك، أعلنت القيادة الأوكرانية، التي كانت تحت السيطرة الكاملة للولايات المتحدة، فجأة أنها لن تمتثل لاتفاقيات مينسك، إذ لم يعجبهم أي شيء هناك، واستمرت في النشاط العسكري في هذه المنطقة.

وبالتوازي مع ذلك، تم تطوير هذه المنطقة من قبل الهياكل العسكرية للناتو تحت ستار مراكز التدريب وإعادة التدريب المختلفة، وبدأوا أساسا في إنشاء قواعد هناك وهذا كل شيء.

وتابع: "قاموا في أوكرانيا، باعتماد قانون، بإعلان الروس "أمة غير اسمية"، وفي الوقت نفسه، اعتمدوا قوانين تقيد حقوق الدول غير الاسمية، وفي أوكرانيا، بعد أن تلقوا كل هذه الأراضي الجنوبية الشرقية كهدية من الشعب الروسي، أعلنوا فجأة أن الروس في هذه المنطقة هم أمة غير اسمية، هل هم طبيعيين؟ كل هذا تسبب في قرار إنهاء الحرب، التي بدأها النازيون الجدد في أوكرانيا في عام 2014، بالوسائل المسلحة".

وأضاف بوتين: "لا أعرف، هناك تفاصيل، من الصعب بالنسبة لي الحكم عليها، ولكن أعتقد أن هذا ممكنا على الأقل. لقد قاتل والده الفاشيين، النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، وتحدثت معه ذات مرة عن ذلك. قلت له: "ماذا تفعل؟ لماذا تدعم النازيين الجدد في أوكرانيا اليوم بينما كان والدك يحارب الفاشية؟ إنه جندي في الخطوط الأمامية. ولن أقول بما أجابني، هذا موضوع منفصل، وأعتقد أنه غير صحيح.

لكن بالنسبة لحرية الاختيار، لما لا؟ لقد وصل إلى السلطة بناء على توقعات السكان الأوكرانيين بأنه سيقود أوكرانيا إلى السلام. هذا ما كان يتحدث عنه، وفاز في الانتخابات بأفضلية كبيرة بسبب هذا.

ولكن عندما وصل إلى السلطة، في رأيي، أدرك شيئين. أولا، من الأفضل عدم الخلاف مع النازيين الجدد والقوميين، لأنهم عدوانيون وفاعلون للغاية، إذ يمكنك توقع أي شيء منهم. وثانيا، الغرب بقيادة الولايات المتحدة، يدعمهم وسيدعم دائما أولئك الذين يقاتلون روسيا، لذا من المربح والآمن.

اتخاذ هذا الموقف المريح له، على الرغم من وعد شعبه بإنهاء الحرب في أوكرانيا، لقد خدع ناخبيه".

وسأل كارلسون: "هل تعتقد أن الآن، في فبراير 2024، لديه حرية التحدث إلى حكومتكم، في محاولة لمساعدة بلاده بطريقة ما؟ هل يمكنه حتى أن يفعل ذلك بنفسه؟".

وأجاب فلاديمير بوتين: ولماذا لا؟ فهو يعتبر نفسه رئيس الدولة، وفاز في الانتخابات. على الرغم من أننا في روسيا نعتقد أن كل ما حدث بعد عام 2014، كان بسبب ذاك الانقلاب فالمصدر الأساسي للسلطة هو الانقلاب، وبهذا المعنى حتى حكومة اليوم هي حكومة ناقصة. ولكنه يعتبر نفسه رئيسا، وبهذه الصفة معترف به من قبل الولايات المتحدة وأوروبا كلها وبقية العالم تقريبا، فلما لا؟ إنه يستطيع.

وتابع: لقد تفاوضنا مع أوكرانيا في إسطنبول واتفقنا وهو يعرف ذلك. وإن رئيس مجموعة التفاوض، على ما أذكر كان السيد أراهاميا، والذي لا يزال يرأس فصيل الحزب الحاكم، حزب الرئيس في "رادا" في برلمان البلاد، حتى اللحظة يجلس هناك.

حتى أنه وضع توقيعه الأولي على هذه الوثيقة التي أخبرك عنها. لكنه أعلن بعد ذلك علنا للعالم بأسره، قائلا: "كنا مستعدين للتوقيع على هذه الوثيقة، لكن السيد جونسون، رئيس وزراء بريطانيا العظمى آنذاك، جاء ومنعنا من ذلك وقال إنه من الأفضل القتال مع روسيا، إذ أنهم سوف يعطوننا كل شيء حتى نتمكن من استعادة ما فقدناه خلال الاشتباكات مع روسيا. واتفقنا على هذا الاقتراح". انظر، لقد تم نشر بيانه، وقال ذلك علنا.

هل يستطيعون العودة إلى هذا أم لا؟ هذا هو السؤال: هل يريدون أم لا؟ وبعدها أصدر السيد رئيس أوكرانيا مرسوما يحظر المفاوضات معنا، لذا دعه يلغي هذا المرسوم، وهذا كل شيء. فنحن لم نرفض أبدا التفاوض ونستمر في الاستماع: روسيا جاهزة، فهل هو جاهز؟ نعم، لم نرفض رغم أنهم رفضوا علنا. ولكن دعه يلغي مرسومه والدخول في مفاوضات.

وحقيقة أنهم خضعوا لطلب رئيس الوزراء البريطاني السابق السيد جونسون، يبدو لي أن هذا أمر مثير للسخرية، أو ربما حزين. لأنه، كما قال السيد أراهاميا: " قبل عام ونصف كان بإمكاننا إيقاف هذه الأعمال العدائية ووقف هذه الحرب، لكن البريطانيين أقنعونا، فرفضنا ذلك". أين السيد جونسون الآن؟ والحرب مستمرة".

وأردف بوتين: "اللعنة! إنه يعرف، أنا نفسي لا أفهم ذلك. لقد كان التوجه العام، لسبب ما، الكل واهم بأن روسيا يمكن هزيمتها في ساحة المعركة، وهذا ناتج بدافع الغطرسة، من قلوب ساذجة، وليس من عقول عظيمة".

Dr.Randa
Dr.Radwa