قد يكون الطلاق أحيانًا الحل الأفضل للطرفين، إلا أنه يترك أثرًا نفسيًا صعبًا، خاصة على المرأة بحكم عاطفتها، وفى ظل هذه الظروف تشعر المرأة أنها وحيدة ومدمرة، لكن المرأة المطلقة فى الصين ربما قد وجدت الحل للمرأة العربية والأوروبية.
واستقطبت مؤخرًا مجموعة من النساء الصينيات اهتمام وسائل الإعلام لقيامهن بطقوس غريبة للغاية، لمواجهة الحالة النفسية، نتيجة الطلاق وفشل الزواج، فالتقطت صور لنساء يرقدن فى قبور فى ضواحى مدينة تشونغتشينغ، وأًطلق على هذه الطقوس "تأمل القبور"، حيث يزعمن بقدرة ذلك على مساعدتهن فى مواجهة أزمة الطلاق.
هذه الفكرهة ابتكارتها "ليو تايجى"، مطلقة صينيه تبلغ من العمر 30 عامًا، تعمل الآن فى مساعدة النساء لتخطى أزمة الانفصال، عاشت ليو أزمة صعبة بعد زواجها حين كانت 19 عامًا، وإنجابها طفلا وهى فى الـ21، إلى أن وقع الطلاق الصعب عام 2015، كذلك فشلها فى تأسيس عملها الخاص، فقررت أن تساعد النساء المطلقات لإدراك أن الحياة مستمرة، وأن عليهن رمى الماضى وراء ظهورهن.
وتقول ليو إنها تعرف ما تشعر به المرأة عند التخلى عنها وهجرها، فقد فكرت فى الإقدام على الانتحار عند طلاقها، فحين يكون الشخص يائسا يشعر أنه على حافة الموت، وبالرقود فى القبور، فإنها تجعلها تمر بتجربة الموت، وهو ما قد يذكرهن أن هناك أشياء كثيرة فى حياتهن لم يقمن بها، وأن عليهن نسيان الماضى، والبدء من جديد.
وترقد النساء فى حفر ضحلة محفورة فى الأرض، مع إغلاق أعينهن، ووضع أيديهن على صدورهن، لم تعرف المدة التى يجب قضاؤها بهذه الوضعية، لكن الفكرة خلف ذلك، هو محاكاة الموت، ومساعدتهن على تخطى الألم والبدء من جديد.
واستغرق الأمر مع ليو قرابة العام لتتخطى أزمة الطلاق، وفى سبيل مساعدة النساء المطلقات فى النهوض على أقدامهن سريعا، قررت إعطاء دروس تأمل القبور مجانا كل عدة أشهر.
وأصبحت محاكاة الموت أمرًا شائعًا فى الصين والدول الأسيوية خلال السنوات الماضية؛ إما لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب فى تخطى مشاكلهم، وتقدير الحياة بشكل أكبر، أو استغلال الفكرة فى مدينة ألعاب مرعبة.