ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية نقلا عن مسئولين اقتصاديين في مجموعة السبع "جي – 7" أن روسيا استطاعت ببراعة الالتفاف على نظام العقوبات الاقتصادية المفروض حاليًا عليها بعدما تبين عدم جدوى سياسة السقف السعري التي وضعها قادة المجموعة لمبيعات النفط الروسي في الأسواق الدولية".
ونقلت الصحيفة القول عن مسئول أوروبي رفض الإفصاح عن هويته، إن شحنات نفط روسية قد تم تصديرها أعلى عن سعر 60 دولارًا للبرميل وهو السقف السعري الأعلى الذي يحاول الغرب فرضه على مبيعات النفط الروسي التي لا يستغنى الغرب عنها وفى نفس الوقت يسعى لحرمان روسيا من التمتع بإيراداتها.
وأضاف المسئول الأوروبي -وفقا للصحيفة البريطانية- أن صفقات نفط روسية قد نفذت في أكتوبر الماضي بسعر 80 دولارًا للبرميل وهو ما يكشف عن أنه لا يزال بإمكان روسيا الالتفاف على العقوبات الغربية ببراعة بحسب تعبيره.
كما نبه مسؤول مجموعة السبع إلى خطورة نجاح روسيا في الوصول إلى و التعامل مع ناقلات النفط المنتهية صلاحيتها الافتراضية للإبحار في نقل شحناتها النفطية للالتفاف على العقوبات و الحظر الغربي.
وبحسب "فاينانشيال تايمز" كانت مجموعة السبع التي تضم: بريطانيا، إيطاليا، فرنسا، كندا، اليابان، ألمانيا، الولايات المتحدة، قد اقترحت تحديد سقف سعري لا يتعدى 60 دولارًا لبرميل النفط الروسي كحد أقصى واتخذ ذلك القرار قادة المجموعة في ديسمبر 2023 بهدف الإضرار بالمصالح الاقتصادية لروسيا وعائداتها من تصدير النفط، وكذلك دعا قادة المجموعة في ديسمبر الماضي شركات النقل والتأمين الملاحي وشحن النفط إلى الامتناع عن تنفيذ أية عمليات لحساب روسيا إذا كان سعر البرميل يتعدى سقف 60 دولارًا ويتم شحنه عبرها.
وكشفت مصادر أوروبية للصحيفة أن روسيا قد نجحت في الالتفاف على هذا الإجراء العقابي باستحداث ما يسمى "أسطول الظل لنقل النفط الروسي" الذي يتكون من ناقلات نفط قديمة لجأت موسكو للاعتماد عليها في نقل النفط الروسي.
وأوضحت الصحيفة نقلا عما توافر لها من معلومات، أنه بحلول سبتمبر 2023 كانت نسبة 75% من شحنات النفط الروسية المصدرة إلى الخارج تتم عبر "أسطول الظل" وبلا أي "تأمين ملاحي للنقل"، وفي أكتوبر الماضي كان عدد سفن نقل النفط الروسي من خارج "أسطول الظل" والتي تعمل وفق النظام التقليدي وعبر بوالص تأمين غربية لا يتعدى 37 ناقلة نفط من إجمالي 134 ناقلة تنقل النفط الروسي إلى أسواق العالم الخارجي.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه لو تم الأخذ في الحسبان إحجام شركات النقل الملاحي الغربية عن نقل النفط الروسي بدأت شركات التأمين الملاحي الغربية في طلب مبالغ مالية باهظة للتأمين على شحنات النفط الروسية وهو ما يحمل سعر برميل النفط الروسي كلفة إضافية لا تقل عن 36 دولارًا أمريكيًا لكى ينقل وفق المسارات التقليدية للتصدير.
ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن خبراء قولهم إن تلك الكلفة الإضافية هي في حد ذاتها "أداة عقابية" من وجهة نظر الغرب للتعامل مع روسيا التي لا يستطيع الاستغناء عن نفطها وفى نفس الوقت يفرض شروطا قاسية عليها لحرمانها من إيرادات تصديره واستنزافها ماليًا.