الأحد 12 مايو 2024

100 عام من التعاون والروابط الوثيقة.. محطات في تاريخ العلاقات المصرية البرازيلية

القمة المصرية البرازيلية

تحقيقات15-2-2024 | 13:04

أماني محمد

تعقد في القاهرة اليوم القمة المصرية البرازيلية، إذ يزور الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا مصر ويلتقي بالرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تتزامن مع مرور 100 عام على العلاقات بين البلدين، ويبحث الرئيسان عددا من القضايا وأوجه التعاون الثنائية والملفات ذات الاهتمام المشترك.

 

تاريخ العلاقات المصرية البرازيلية

وتتسم العلاقات المصرية والبرازيلية بالتعاون والتنسيق المتواصل على المستوى الثنائى على مر العقود، حيث يعود تاريخها إلى للقرن الثامن عشر تحديداً فترة الخديوي أسماعيل التي شهدت تطوراً ملحوظا في العمران المصري مما دعا العديد من ملوك وقادة الدول الأجنبية لزيارة مصر وكان من بينهم الملك دوم بدرو الثاني الذي زار مصر في أول زيارة رسمية بين البلدين عام 1871 بصحبة أبيه الملك بدرو الأول برفقة وفد رفيع المستوى لدراسة حالة الحداثة التي تمر بها مصر بهدف الاستفادة من التجربة ونقلها للقارة اللاتينية.

وزار الملك بدرو مصر مرة أخرى عام 1876 وأهداه الخديوي إسماعيل عدد من القطع الأثرية المصرية لتعرض في المتحف الوطني البرازيلي في ريودي جانيرو، واستمرت العلاقات ففي فترة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين في إطار حركات سياسية مثل "عدم الإنحياز" ، واقتصادية مثل مجموعة الـ 77، كما دعمت البرازيل مصر في عدد من المواقف والأزمات من أبرزها العدوان الثلاثي على مصر 1956، حيث كانت البرازيل من أوائل الدول التي شجبت العدوان وطالبت بانسحاب كافة القوات الأجنبية من على الأراضي المصرية.

ثم طرحت البرازيل في 14 ديسمبر 1956 مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتطهير قناة السويس، إذ لعبت دورا بارزا في هذا الشأن لتطهير القناة وإعادتها كمجرى ملاحي دولي يخدم جميع دول العالم، إلا أن الجمود أصاب العلاقات فيما بعد خلال فترة أواخر الستينيات والسبعينيات، بسبب تباين المواقف لكن عادت العلاقات مرة أخرى لقوتها مع بداية الثمانينيات، قم في مارس عام 1985 تم توقيع أتفاق بإنشاء لجنة مشتركة مصرية – برازيلية بمدينة برازيليا، وكانت هذه الاتفاقية البداية لعدد من الاتفاقات والتفاهمات السياسية والتجارية والاقتصادية.

 

العلاقات الثنائية في عهد السيسي

وخلال فترة حكم الرئيس السيسي، تعددت أوجه المباحثات مع نظيره البرازيلي، حيث أجرى الرئيسان عدة مباحثات كان آخرها تلقي الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من نظيره البرازيلي فى 14/10/2023 لبحث مختلف أبعاد الأوضاع الأمنية والإنسانية المتردية فى قطاع غزة، وتطورات التصعيد العسكرى الجارى، وذلك فى ضوء الرئاسة البرازيلية الحالية لمجلس الأمن الدولي، وتوافق الرئيسان بشأن أهمية تعزيز التنسيق للجهود الدولية والإقليمية لوقف التصعيد. كما استعرض الرئيس نتائج الاتصالات التى تقوم بها مصر مع جميع الأطراف لدفع جهود التهدئة، وتوفير النفاذ الآمن والعاجل للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدا ضرورة تحمل المجتمع الدولى مسئولياته فى هذا الصدد.

 

وسبقها فى 10/9/2023 عندما التقى الرئيس مع لولا دا سيلفا على هامش انعقاد قمة مجموعة العشرين بنيودلهى، بحث الجانبان سبل دعم العلاقات بين البلدين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وعقب انتخاب دا سيلفا رئيسا للبرازيل تقدم السيسي بتهنئته فى 31/10/2022 متمنياً له كل التوفيق في تحقيق تطلعات الشعب البرازيلي الصديق للتنمية والازدهار .

كما عقدت عدة مباحثات على مستوى الوزراء، منها لقاء سامح شكري وزير الخارجية، "ماورو فييرا" وزير خارجية البرازيل على هامش اجتماعات وزراء خارجية مجموعة العشرين التي عقدت في العاصمة الهندية نيوديلهي فى 2/3/2023، ورحب شكري بسعي البرازيل لتنشيط دورها على الساحة الدولية، والعودة لمواقفها التقليدية والمتمسكة بالقانون الدولي، لاسيما إزاء قضايا الشرق الأوسط. كما أعرب سامح شكري عن تقديره لمشاركة الرئيس "لولا دا سيلفا" في أعمال مؤتمر المناخ في شرم الشيخ وأهمية الكلمة التي ألقاها والتي تضمنت تأكيدات على تغير إيجابي في سياسة البرازيل البيئية والمناخية، ورؤية تعكس عزم البرازيل التفاعل بشكل أكثر إيجابية وفاعلية في الأطر المختلفة للعمل الجماعي متعدد الأطراف.

وفى 11/5/2022 قام برونو دانتس نائب رئيس محكمة المحاسبات الفيدرالية البرازيلية بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى، أشاد الرئيس السيسى بتميز علاقات الصداقة التي تجمع بين مصر والبرازيل، ومؤكداً حرص مصر على تعميقها في مختلف المجالات، لاسيما في مجال الرقابة المالية العامة والمحاسبة، وذلك في ظل الرؤى المشتركة والخبرات المهنية الواسعة التي يتمتع بها كلٌ من الجهاز المركزي للمحاسبات في مصر ومحكمة الحسابات الفيدرالية البرازيلية، مستعرضاً في هذا الإطار الجهود التي تبذلها مصر من خلال استراتيجياتها المختلفة لمكافحة الفساد ومراجعة الأداء الحكومي وتوفير مناخ من الشفافية والنزاهة والمساءلة .

 

وعقدت جولة للمشاورات السياسية بين مصر والبرازيل، عدة مرات طوال السنوات الماضية، منها جولة في 28/7/2020 عُقِدت بمقر وزارة الخارجية، عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" تناولت المشاورات الرؤى المتبادلة حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك؛ وعلى رأسها قضيتا ليبيا وسد النهضة، فضلًا عن القضية الفلسطينية .

وفي 21/4/2018 استضافت وزارة الخارجية المصرية، اجتماعات جولة المشاورات السياسية بين مصر والبرازيل، حيث ترأس الجانب المصري السفير رضا حبيب، مساعد وزير الخارجية للشئون الأمريكية، بينما ترأس السفير فرناندو أبرو، وكيل وزارة الخارجية لشئون الشرق الأوسط وإفريقيا الجانب البرازيلي، تعد المشاورات السياسية بين مصر بمثابة آلية مراجعة لمجمل العلاقات الثنائية.

 

 

تعاون اقتصادي

وعلى المستوى الاقتصادي، تربط البلدين عدة مشروعات ومجالات للتعاون، حيث ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى البرازيل لتسجل 444 مليون دولار خلال عام 2023، مقابل 438 مليون دولار خلال عام 2022 بنسبة ارتفاع قدرها 1.3%، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فيما انخفضت قيمة الواردات المصرية من البرازيل 3 مليارات دولار خلال عام 2023، مقابل 3.7 مليار دولار خلال عام 2022 بنسبة انخفاض قدرها 20%.

و بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والبرازيل 3.4 مليار دولار خلال عام 2023، مقابل 4.2 مليار دولار خلال عام 2022 بنسبة انخفاض قدرها 18%، واحتلت الأسمدة المرتبة الأولى ضمن أهم المجموعات السلعية التي صدرتها مصر إلى البرازيل خلال عام 2023، بقيمة صادرات بلغت 183 مليون دولار، يليها حديد وصلب بقيمة 46 مليون دولار، ومحضرات خضر وفواكه بقيمة 38 مليون دولار، وخضروات وفواكه بقيمة 30 مليون دولار، وزجاج ومصنوعاته بقيمة 21 مليون دولار .

وجاءت الحبوب في مقدمة أهم المجموعات السلعية التي استوردتها مصر من البرازيل خلال عام 2023، بقيمة واردات بلغت 726 مليون دولار، يليها خامات حديد بقيمة 607 ملايين دولار، وسكر بقيمة 568 مليون دولار، ولحوم بقيمة 392 مليون دولار، حبوب بقيمة 99 مليون دولار.

Dr.Radwa
Egypt Air