وقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء اليوم الجمعة، مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بقصر الإليزيه، اتفاقا أمنيا ثنائيا؛ لتعزيز الشراكة الأمنية بين باريس وكييف.
وتحدد الاتفاقية إطار عمل للمساعدات الإنسانية والمالية طويلة الأجل، بالإضافة إلى دعم إعادة الإعمار والمساعدات العسكرية، وفقا للإليزيه.
وفور التوقيع على الاتفاقية.. أكد الرئيس الفرنسي تصميمه على استمرار دعم أوكرانيا، وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأوكراني: "نتوجه لكل الشعب الأوكراني لنعبر عن تصميمنا للاستمرار في دعم أوكرانيا لفترة طويلة".
وأضاف أن هذا الاتفاق الأمني الثنائي يمثل التزاما اتخذته فرنسا مع جميع دول مجموعة السبع في قمة حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا، من أجل تقديم دعم طويل الأجل وفي إطار خطوة جماعية، حيث إن المملكة المتحدة وألمانيا قامتا بنفس هذه الخطوة، وأن مجموعة السبع والدول الأخرى ستقوم بنفس الطريقة.
وأكد ماكرون، تصميم بلاده للوقوف إلى جانب أوكرانيا "من أجل إفشال الاعتداء الروسي"، مشيرا إلى أن شجاعة المقاومة الأوكرانية أفضت إلى سلسلة من الإخفاقات الاستراتيجية لروسيا، بينما "أوكرانيا ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي، وأتمنى أيضا أن تنضم إلى الحلف الأطلسي".
كما اعتبر أن "وفاة نافالني (في إشارة إلى المعارض للنظام الروسي أليكسي نافالني في زانزانته اليوم) تعبر عن ضعف الكرملين والخوف من أي معارضة ".
وأكد الرئيس الفرنسي، مجددا، على أن بلاده ليست في حرب لا ضد روسيا ولا ضد الشعب الروسي، فقد قامت فرنسا بكل ما تستطيع من أجل منع هذه الحرب.. "لكننا نريد أن نقوم بإفشال الاعتداء الروسي على أوكرانيا".
كما شدد على أن فرنسا ستستمر في دعم أوكرانيا لفترة طويلة الأجل في إطار هذا الاتفاق لمدة عشر سنوات، وأعلن أن فرنسا تتعهد بتقديم "ما يصل إلى 3 مليارات يورو" كمساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا في عام 2024.
وقال إن هذه المليارات هي بهدف مساعدة أوكرانيا للدفاع عن سيادة أراضيها، وإن فرنسا تلتزم بالاستمرار في دعمها لأوكرانيا على جميع المستويات، منها تقديم المعدات العسكرية والتعاون في مجال الصناعات العسكرية مع تطوير الإنتاج المشترك والتدريب والاستخبارات والمساعدة المدنية".
وقال: "إننا بذلك نساعد الشركاء الأوكرانيين ونعزز أمن أوروبا ونعزز الصناعات التكنولوجية والعسكرية الأوروبية".
وختم حديثه مخاطبا الرئيس الأوكراني: "ستجد دائما فرنسا إلى جانبك، ونقدم لك الدعم اليوم وغدا وطالما استلزم الأمر ذلك".
ووصل زيلينسكي إلى مطار أورلي بالعاصمة الفرنسية باريس، وكان في استقباله وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، وتوجه الموكب مباشرة إلى قصر الإليزيه للقاء الرئيس الفرنسي.
وتعد هذه الزيارة، وهي الثالثة التي يقوم بها زيلينسكي إلى باريس منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، فرصة لفرنسا لتأكيد دعمها لكييف في حربها ضد روسيا، وفرصة أيضا "للاستماع إلى احتياجات أوكرانيا"، و"الاستمرار في تعزيز العلاقات الثنائية" بين البلدين ودعم كييف "في مسارها الأوروبي"، وفقا للرئاسة الفرنسية.