الأحد 28 ابريل 2024

161 عام في صف الإنسانية.. كيف خرجت فكرة «الصليب الأحمر» إلى النور؟

الصليب الأحمر

تحقيقات17-2-2024 | 17:19

محمود غانم

يوافق اليوم 17 فبراير، ذكرى تأسيس الصليب الأحمر، بمبادرة من "هنري دونان" الذي قدم يد العون إلى الجنود الجرحى في معركة "سولفرينو" في عام 1859 ثم حاول اكتساب تأييد القادة السياسيين من أجل بذل مزيد من الجهد لحماية ضحايا الحرب.

 تأسيس الصليب الأحمر

في عام 1959، وصل هنري دونان إلى "سولفرينو"، وهي بلدة تقع في شمال إيطاليا، ليكتشف أن إحدى أشرس المعارك وأكثرها دموية على التراب الأوروبي منذ "معركة واترلو" قد وضعت أوزارها للتو.

رأى دونان، غبار المعركة التي خاضها الجيشان الفرنسي والنمساوي عن أجساد متناثرة في الخنادق والحقول والأودية على أطراف البلدة، إذ بلغت حصيلة الضحايا من الجنود 40,000 بين جريح وقتيل، تُركوا في العراء ليواجهوا مصيرهم.

فكر دونان، بوضع معاهدة تلزم الجيوش بتوفير الرعاية إلى جميع الجرحى من الجنود وإنشاء جمعيات وطنية تقدم المساعدة إلى الخدمات الطبية العسكرية.

وضع دونان، أفكاره في شكل كتاب لاثارة وعي الناس تحت عنوان "تذكار سولفرينو" تم نشره في 1862، وقد اعتمدت لجنة الرعاية العامة الموجودة في مدينة "جنيف" ما جاء في الكتاب، حيث شكلت فريق عمل مثل النواة الأولى التي انبثقت منها اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعيّن "دونان" أمينا له.

تم الاجتماع لأول مرة، في فبراير من عام 1963، بعدها انعقد مؤتمر دولي من أجل تجسيد مفهوم الجمعيات الوطنية، واتفق على وضع شعار موحد للتعرف على الأفراد الطبيين الذين يعملون في ميدان المعركة كان في شكل صليب أحمر على خلفية بيضاء، فيما اعتمدت الدولة العثمانية شعار الهلال الأحمر في سبعينات القرن التاسع عشر. 

وفي العام التالي، اعتمد مندوبون من حوالي اثني عشر بلداً اتفاقية جنيف الأولى التي وضعت إطاراً قانونياً لتلك القرارات وأضفت عليها الطابع الإلزامي الذي يوجب الجيوش على توفير الرعاية إلى كل الجنود الجرحى بصرف النظر عن طرف انتمائهم في النزاع.

وأصبحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بفضل هذه التطورات المصدر الذي انبثقت عنه الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي تضم اليوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر والجمعيات الوطنية، واتحادها الدولي، والقانون الدولي الإنساني الحديث، الذي يتضمن اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية الثلاثة لعامي 1977 و2006.

وقد أجريت أول عملية ميدانية لها خلال الحرب التي دارت بين ألمانيا والدانمرك في 1864، فأُرسل المندوبون إلى خط المواجهة للعمل على مستوى الطرفين.

وفي السنوات التالية، شهدت أوروبا بزوغ الجمعيات الوطنية في جميع أنحائه، وتم تعديل اتفاقية جنيف لتشمل جرحى ومرضى وغرقى القوات المسلحة في البحار واعتمدت الحكومات قوانين أخرى، من أجل حماية ضحايا الحرب.

وبعد 161 عاماً، أصبحت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تضمّ نحو 192 جمعية وطنية تقف صفاً متراصاً خلف الرغبة في تخفيف المعاناة البشرية ومدّ يد العون لكل الأشخاص الأكثر ضعفاً.

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa