الإثنين 6 مايو 2024

يوسف السباعي في حوار نادر لمجلة «الهلال»: الموهبة تفرض نفسها على الفنان

يوسف السباعي

كنوزنا18-2-2024 | 14:08

بيمن خليل

يُعدّ الأديب الكبير يوسف السباعي من أبرز أدباء مصر في القرن العشرين، فهو من نوابغ شباب جيله، حيث برع في فنّي القصة القصيرة والطويلة، وقد نال بعض إنتاجه الأدبي نجاحًا سينمائيًا كبيرًا عند تحويله إلى أفلام.

وفي هذا السياق، قدّمت مجلة "الهلال" الأديب الكبير لقرائها من خلال حوار نادر أجرته معه، نُشر في عددها الصادر في شهر أكتوبر من عام 1959م.


1- متی هویت فن القصة؟ ومن هو القصصى الذي أثر في مجرى حياتك؟

هويت فن القصة وأنا في الرابعة عشرة من عمري، وكنت قد قرأت معظم ما ترجمه أبي عن آساطين القصة في أوروبا مثل تشيكوف وموبسان وغيرهما.. وكنت أشترك مع أبي في مراجعة تجارب (بروفات) ما يطبعه من الكتب وكان كثيرا ما يأخذ رأيي فيما يكتب، ولست أدري على التحقيق أهي الوراثة أم تأثير البيئة هو ما جعلني أتلهف إلى كتابة القصة، ولكني وجدت نفسي في تلك السن أحاول الكتابة وقد استطعت بعد سنة من بدء المحاولة أن انشر بعض ما كتبت في بعض المجلات الأدبية المعروفة كمجلة الهلال الشهرية والمجلة الجديدة التي كان يصدرها أحمد الصاوي، وغنى عن البيان أن الكاتب الذي أثر في مجرى حياتي ووجهني هذا التوجيه هو "أبي".

 

2 - لماذا اخترت فن القصة في الأدب دون غيره من أنواع الأدب؟

اخترت فن القصة دون غيره لأني كما قلت كنت أكثر انطباعا به منذ الصغر لكثرة ما قرأت منه وربما لأن موهبتي قد دفعتني إلى ذلك ولو كنت أملك موهبة الشاعر لجرفني تيار الشعر.. على أني لا أعتقد أن الفنان يختار فنه وإنما تفرضه عليه موهبته.

 

3-  ما الذي تفضله في الكتابة القصصية.. أهو النوع الاجتماعي أم الفكاهي أم الدرامي؟

الواقع أني لا أفضل نوعا معينا بالذات، وإنما أختار الموضوع الذي يدفعني اليه انفعالي حين أهم بالكتابة.. وأعتقد أن إنتاجي يضم الاتجاهات الثلاثة، فقد كتبت في الناحية الاجتماعية قصة "أرض النفاق" ومجموعة قصص "يا أمة ضحكت"، وكتبت في الناحية الفكاهية "أم رتيبة"، و"جمعية قتل الزوجات"، وفي الناحية الدرامية "إني راحلة» و «بين الاطلال».

 

4-  ماهي رسالة القصة العربية في رأيك؟

رسالة القصة العربية هي رسالة كل فن وهي أن تجعلنا نأخذ من حياتنا خير ما فيها من جمال، وخير وحرية، ومحبة، وصداقة وسلام وأعتقد أن القصة العربية تحاول أن تحقق لنا هذا الهدف.

 

5 - هل المستقبل للقصة السينمائية أم القصة المقروءة؟

لا شك أن السينما والإذاعة والتليفزيون تعتبر من أوسع وسائل نشر الأدب والفن، وإن كنت أعتقد أن الأدب المقروء لا يمكن أن تقضى عليه إحدى هذه الوسائل.. بل هي تعاون في تغذيته كما تعاون في نشره.

 

6 - ما هي القصة التي نالت أكبر نجاح من قصصك ؟ وما هي الأسباب التي تعزو اليها هذا النجاح ؟

أعتقد أن أكثر قصصي نجاحا من ناحية سعة الانتشار هي قصة و"إني راحلة"، لأنها تمس احساس الإنسان في سن معينة هي سن التفتح للحب وأعتقد أننا كلنا مررنا بهذه السن ومن أجل ذلك لن ينتهى الجيل القارئ لها أبدا لأنه كلما كبر جيل، حل محله جيل جديد، وأعتقد أن "بين الاطلال" توشك أن تنافس و"أني راحلة" في سعة الانتشار.

 

7- أقیمت مسابقة لتكملة قصة الرئيس عن معركة رشيد.. فما هو رأيك في هذه المسابقة؟ وهل ترون أن عناية الرئيس بالقصة ستدفع الشباب إلى تجويد هذا الفن الأدبي؟

لقد أقبل الشباب على مسابقة قصة الرئيس بلهفة.. فالقصة ترسم الخطوط الأولى لمعركة من أكبر معاركنا وأعظمها فخرا لنا، فقد هزمنا فيها الاستعمار، ورددناه على أعقابه. وقد رسم فيها الرئيس ملامح بطولية رائعة وأعتقد أن هذه المسابقة ستدفع الشباب بلا جدال إلى محاولة الكشف عن مفاخرنا وصياغتها في القالب القصصي.

 

Dr.Randa
Egypt Air