الأحد 28 ابريل 2024

تقرير: تصاعد التوترات الجيوسياسية في أوروبا وآثارها على الإنفاق العسكري

ترامب

عرب وعالم20-2-2024 | 12:36

دار الهلال

تدفع الصراعات والتوترات الجيوسياسية المتزايدة حول أوروبا إلى زيادة دولها الإنفاق العسكري، مدفوعة بمخاوف من فوز المرشح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، وذلك على حساب برامج التنمية المحلية مثل الخدمات الأساسية وبناء القدرة على مواجهة المخاطر البيئية، أو المساعدات الخارجية، ناهيك عن الحرب في أوكرانيا، وصولا إلى الاضطرابات التجارية في البحر الأحمر في الأسابيع الأخيرة التي أدت إلى تقييد الموارد المتاحة.

وألقت التصريحات الصادمة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة 2024 في مطلع الأسبوع الجاري، بظلالها على مؤتمر ميونخ للأمن، وهو تجمع عالمي سنوي كبير للسياسيين والمسؤولين العسكريين والدبلوماسيين، إذ قال ترامب إنه في حال انتخابه رئيسا فإنه لن يوفر الحماية للدول التي لا تفي بالهدف الذي حدده حلف الناتو الخاص بالإنفاق الدفاعي، وإنه سيشجع روسيا على مهاجمة تلك الدول.

وفي السياق، نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مصادر، أن سلطات دول الاتحاد الأوروبي تبحث إنشاء هياكل يمكن أن تكمل بمثابة بديل لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، من شأنها أن تعمل بالتنسيق مع الضمانات الأمنية الأمريكية، ولكن يمكن أن تكون أيضا بمثابة بديل موثوق به، مضيفة أن توقف المساعدات لأوكرانيا واقتراب الانتخابات الأمريكية، في نوفمبر المقبل، تدفع القادة الأوروبيين بشكل متزايد إلى الانخراط في مناقشة القضايا الأمنية مع فريق الرئيس السابق دونالد ترامب وحلفائه، رغم صعوبة القيام بذلك.

وأضافت الصحيفة أن أوروبا كانت تراقب السياسة الأمريكية منذ أشهر، وهي متخوفة من العودة إلى الأيام التي كان فيها ترامب يهدد العلاقة عبر الأطلسي والتي أبقت أوروبا مزدهرة وفي وضع مريح تحت مظلة الأمن الأمريكي. ويقول قادة أوروبيون، إن ارتفاع معدل إنفاقهم على الدفاع يعكس وجهة نظر مفادها أن روسيا تشكل الآن تهديدا أمنيا أكبر بكثير، ويعكس أيضا وجهة نظر متنامية بين الحكومات الأوروبية مفادها أنها سوف تضطر إلى تحمل المزيد من المسؤولية عن أمنها في السنوات المقبلة بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، لكن أوروبا تنتابها حالة من القلق لا تتعلق فحسب بمستقبل حلف شمال الأطلسي في حال فوز ترامب، بل أيضا إزاء تأخر حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 60 مليار دولار في الكونجرس الأمريكي.

وأمام مؤتمر ميونخ، قال المستشار الألماني أولاف شولتس في لقاء مع العشرات من المشرعين الأمريكيين "نحن الأوروبيون علينا أن نولي اهتماما أكبر بأمننا الآن وفي المستقبل"، بينما قال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره في ميونيخ إن "من مصلحة الولايات المتحدة أن تكون عضوا بحلف شمال الأطلسي مع حلفاء أقوياء يستطيعون تعزيز النفوذ الأمريكي".

من جانبه، يقول حلف شمال الأطلسي، إنه يتوقع أن تحقق 18 من الدول الأعضاء وعددها 31 دولة الهدف المتمثل في إنفاق اثنين بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي هذا العام على الدفاع، ارتفاعا من 11 دولة في عام 2023. ومن بين الدول التي من المتوقع أن تحقق هذا الهدف ألمانيا وفرنسا، أكبر قوتين اقتصاديتين في الاتحاد الأوروبي، ووفقا لتقديرات الحلف، أنفقت الولايات المتحدة حوالي 3.5 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع في عام 2023.

Dr.Randa
Dr.Radwa