الأحد 28 ابريل 2024

بمشاركة صناع ونجوم السينما ... 52 ساعة أفلام وورش وندوات بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

24-2-2024 | 19:41

نيفين الزهيري

13 ساعة على مدار 4 أيام تم خلالها إقامة فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ، والتي حملت شعار «إفريقيا بكل الألوان»، لتضم عروض أفلام وورش وماستر كلاس وندوات مختلفة عن فنون السينما المختلفة، حيث تم عرض أكثر من 30 فيلم روائي طويل و15 فيلم قصير في مختلف المسابقات، مابين قصر الثقافة وقاعة النيل وساحة أبو الحجاج، ليتجمع عدد كبير من الجماهير التي تابعت بشغف الأفلام وحضرت أغلب الفعاليات لتسجل القاعات في غالبية الأفلام لافتة كامل العدد، بالإضافة إلي مشاركة عدد منهم في 10 ورش يقدمها المهرجان مع عدد من صناع السينما مثل المخرج خالد الحجر وأحمد مختار وشويكار خليفة وأحمد رشوان ومحمد شفيق ومحمد غنيم وهاني سرحان وتامر عشري وتيمور وغيرهم. 

البداية

تأتي مع تكريم المهرجان هذا العام للراحلين الناقد المغربي نور الدين الصايل، مؤسس مهرجان خريبكة، وتسلم التكريم سفير المملكة المغربية بالقاهرة محمد آيت وعلي، كما تم تكريم اسم الفنان المصري الراحل طارق عبد العزيز، واسم المخرجة الراحلة صافي فاي، وكذلك تم تكريم السينما في جمهورية مالي صيف شرف المهرجان هذا العام بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها، وتسلم التكريم سفير مالي بالقاهرة بابكر ديالو، ومن بوركينا فاسو تم تكريم نجمة السينما الإفريقية آيا كيتا يارا، ومن المغرب كُرم المخرج الكبير حسن بنجلون، ومن مصر تم تكريم المنتج جابي خوري، وأخيرا تم تكريم النجمة إيمي سمير غانم والنجم حسن الرداد، وأكد المخرج الكبير خيري بشارة في كلمته بعد تكريمه “ أريد ان اتذكر أسماء كثيرة، عبد الفتاح رياض، عبد الوارث عسر، علي الزرقاني، جلال الشرقاوي، شفيق شامية، صلاح التهامي، صلاح أبوسيف، يوسف شاهين، سعد نديم، عباس كامل، توفيق صالح، علي محرز، جمال الصاوي، ممدوح مصطفى، حسين القلا، سامي العدل، إن تكريمي هذا هو تكريم لداود عبد السيد وعلي بدرخان ومحمد خان وعاطف الطيب ورأفت الميهي”.

صناعة الفيلم الإفريقي 
بينما قالت الممثلة البوركينابية آي كيتا يارا في ندوة تكريمها حيث تمثل دولة لها أهميتها في صناعة السينما الإفريقية وتعتبر رمزا من رموز القارة السمراء، وواحدة من أهم الممثلات في تاريخ السينما الإفريقية “هناك حوالي 36 عاما مع التمثيل، منذ أن دخلت الوسط السينمائي بالصدفة، وذلك بعدما رآني المخرج “ميت هوندو” بالمصادفة في الشارع، إذ كنت أدافع عن نفسي على أثر وقوع مشاجرة معي في المنطقة التي أعيش فيها، وأعجبه تلقائيتي الشديدة، وهو ما شجعه على أن يذهب لزوجي ليطلب منه أن ادخل عالم التمثيل، وأن اعمل معه في المسرح، فنجاحي في التمثيل اعتمد على تلقائيتي الشديدة في التعبير عن الناس”.
وتابعت “يارا”، أن الممثلة الإفريقية بشكل عام تتعرض لمشاكل خاصة عندما تكون سيدة متزوجة لأن المجتمعات الإفريقية بطبيعتها مجتمعات محافظة، موضحة أنها عندما دخلت إلى مجال التمثيل واجه زوجها ضغوطات كبيرة من المجتمع، وطلب منه أشقاؤه أن يكون حازما معها ويتزوج عليها إن لم تترك التمثيل، مشيرة إلى أنها رغم أن زوجها توفى منذ شهرين إلا أنها مازالت تعاني خاصة من تدخل أشقاء زوجها الراحل، لافتة إلى أنها قبل أن تأتي إلى الأقصر للمشاركة في مهرجانها للسينما الإفريقية واجهت تحذيرا من شقيق زوجها الراحل حيث قال لها إنها لابد أن تكون ملتزمة وترتدي زيًا أزرق اللون – لون الحداد في العادات البوركينابية - طوال أيام المهرجان حفاظا على العادات المجتمعية هناك”.
وأكدت “يارا” أن السينمائيين الأفارقة خاصة في دولتها الأم مالي أو الحالية بوركينا فاسو يعملون حاليا على تنفيذ أفكار سينمائية حول موضوع انتشار الجماعات الجهادية، وذلك أملًا في إيجاد حل من خلال السينما لمواجهة التشدد العقائدي.


أهملنا الإنتاج بعد شاهين
وفي تكريم المنتج الكبير جابي خوري لدوره المؤثر في الصناعة فضلا عن رحلته المهمة مع يوسف شاهين.
أشار “خوري” إلى أن أول فيلم قام بتوزيعه كان “وقفة رجالة”، وهو الذي قدم للناس بطريقة “لايت”، وهو ما جعله يحقق إيرادات كبيرة في السوق المحلي والعربي. مشددا على أن السوق أصبح لديه معايير معينة في النجاح سواء محليا أو خارجيا. لافتا إلى فيلم “الحريفة” والذي يحقق أرقاما كبيرة في إيرادات شباك التذاكر في مصر، لم يحقق إيرادات بالخارج لأن فكرته مصرية تماما. مؤكدا أن الأفلام التي تقوم بعمل إيرادات خارج مصر هي الاجتماعية مثل من “أجل زيكو”، بينما مثلا “كيرة والجن” لم يحقق إيرادات كبيرة قياسا بإيراداته في مصر لأنه أيضا يتحدث عن جزء تاريخي مصري”، واستطرد المنتج جابي خوري، قائلا: “إن السينما الأمريكية الآن أصبحت تعمل على جذب النجوم الأجانب من كل العالم، ليشاركوا في الأعمال الفنية هناك نظرا لاهتمامهم أيضا بالخارج”، موضحا أن “هناك حالة من الانتقائية حاليا في اختيار الأعمال في سوق الصناعة في الخارج”.
السينما ولدت في المقاهي
في “مستر كلاس للمخرج خيري بشارة” قال “إن المخرج بشكل عام هو رؤية للعالم، واليوم لو تحدثنا عن السينما فأنا لدي رؤية واضحة عنها، ومن الممكن أن أحب أفلاما ليست شبهي أو شبه المخرجين الآخرين، وهذا ما يجعلني أقول هناك مخرج شاطر لديه رؤية فنية ومخرج ذكي، وأنا مع كل المخرجين الذين لديهم رؤية واضحة، بعيدا عن الخيال المجرد من الواقعية”، وآضاف “أنا أعتبر أن السينما ليست شيئا واحدا، وليست تجارية بمعناها السيئ، ولكن بمعناها الشعبي”. مشيرا إلى أن “السينما ولدت في المقاهي ووسط الناس العادية، ومثل ما أحب السينما الخاصة التي أنجبت مخرجين كبار، أنا أيضا أحب السينما التي تعكس الواقع سواء حاليا أو قديما، وأعتقد أن نشأة المخرج عموما تعود إلى دور ورؤية الممثل في العرض المسرحي، ومن الممكن لكاتب السيناريو إلغاء السيناريو، والمخرج عاطف الطيب كانت أفلامه تحمل هوية ولم تعبر عن رؤيته الخاصة”.
وأشار “بشارة” إلى أن “سينما المؤلف التي يتم تداولها بأن من يكتب سيناريو لابد أن يكون مؤلف العمل هذا غير حقيقي، ولكن السيناريست شخص لديه رؤية خاصة بالرواية، وأساس الإخراج أيضا ليس فقط الحرفية ولكنها الرؤية والخبرة، وأنا عملت كمساعد مخرج في بداياتي مع المخرج عباس كامل وبدأت أرى أن هناك صراعا خفيا يتجلّى في أول تجربة لي ولكنني بعد ذلك أصبحت مدللا ومفضلا لدى المخرج عباس كامل”، وعن تكريمه في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، قال خيري بشارة: “تكريمي في مهرجان الأقصر هو احتفاء بجيل كامل، وأرى أن كل عصر يكون فيه إيجابياته وله رموزه الناجحة”، ونصح “بشارة” المخرجين الشباب قائلا: “أنت كمخرج لم تكتشف نفسك وتحب نفسك لن تكون مخرجا جيدا”. لافتا إلى أن اختيار السيناريو ليس بالضرورة أن يعكس انحيازاتك، ولابد أن يكون للمخرج رؤية وملاحظة. مشددا على أنه “من الأشياء السيئة أن يرى المخرج بأنه يتخيل العمل كاملا أو يقوم بتطبيق الفكرة التي تم تأليفها بالكامل، لأنه لابد أن يعمل وفقا لمتطلبات الواقع، والخيال لا يمكن أن يبنى على متجردات، ولابد أن يكون هناك أساس وواقع ولابد أن يكون هناك قوة ملاحظة”. 


الرداد وإيمي
مع تكريم حسن الرداد على تميزه الفني، قال في ندوة تكريمه “سعيد للغاية لتواجدي هنا بمدينة الأقصر، فهى من المدن المقربة لقلبي، وكنت معتادا دائما أن أزورها، ودائما ما أشعر في كل مرة أزور المدينة أنني أعيش بين الحضارة، وكذلك سعيد لتكريمي لأنني أعشق السينما لذلك تكريمي من مهرجان له معزة خاصة في قلبي أمر أسعدني”، مشيرا إلي أنه يحب الأعمال الصعيدية وقال: “من الادوار القريبة من قلبي دوري في فيلم “كف القمر”، وفي رمضان المقبل أقدم مسلسل”محارب” وألعب دور شخص من أصول صعيدية”، مشددا على أنه يحب أن يلعب دور الشخصية الصعيدية مجددا سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية، وإذا وجد نصا جيدا لن يتردد في تقديمه.
بينما قالت النجمة إيمي سمير غانم: “هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها مدينة الأقصر، ولم اعتد تلك الأجواء لكنني سعيدة لوجودي هنا”، وتحدثت إيمي عن تأثير والدها النجم سمير غانم فيها فنيا، قائلة: “والدي قامة كبيرة وأحبه وفي أغلب الأوقات أتحدث مثله، وكل من حولي يقولون لي إنني نسخة منه حينما أتحدث، وهو أمر يسعدني”، مشيرة إلى أن والديها تركا لها محبة كبيرة، وهما متوغلان بداخلها، وداخل كل من يحبهما، وأكدت إيمي، أنها تحب كل أفلامها، وكل الأعمال التي قدمتها قريبة منها، موضحة: “أحب فيلم “زنقة ستات” للغاية، ليس لوجود حسن الرداد معها فقط ولكن لأن المزاج العام للفيلم كان رائعا”، واختتمت إيمي حديثها، أنها تتمنى تقديم بطولة مسلسل صعيدي، وقالت: “كان هناك مشروع من قبل ولكنه لم يكتمل، وإذا عرض علي تقديم عمل صعيدي فيما بعد لن أتردد وسوف أذاكره جيدا”. وتابعت: “شقيقتي دنيا تعرف اللهجة الصعيدي وتتقنها بشكل جيد، كما أنني فخورة أن والدي من أصول صعيدية”.
4 ساعات
أما ماستر كلاس الممثل محمود حميدة فاستمر لاكثر من 4 ساعات، حضرها عدد كبير من ضيوف المهرجان وأيضا شباب وطلبة مدينة الأقصر الذين حرصوا على حضور المحاضرة التي قدم خلالها خلاصة سنوات عمله فقال “تعلمت مناهج التمثيل وأنا في عمر 18 عاما، ومنها اكتشفت بعض الجوانب الشخصية لديّ مثل حركة الجسد والصوت، وكنت أشاهد الممثلين العالميين وأذاكر أدوارهم بشكل جيد وأقارن بين ما أقدمه وما شاهدته من هؤلاء النجوم”، وتابع: “التمثيل في المسرح يختلف عن التمثيل في السينما، وأتذكر في بداياتي شاهدت عرضا مسرحيا لممثل كنت أراه للمرة الأولى وانبهرت حينها بأدائه، لكنني حينما شاهدته بعد ذلك اختلف أداؤه، لأن الممثل عندما يصعد على خشبة المسرح للمرة الأولى يكون لديه شغف ورهبة من الجمهور، لكنه مجرد ما يعتاد على الجمهور ويتخلص من الرهبة بداخله يتغير أداؤه إلى حد كبير  بينما العمل في السينما يختلف عن المسرح، لأن بعد التصوير تتم عملية المونتاج ويتم خلالها تقطيع المشهد إلى عدة لقطات تقدم تعبيرات مختلفة، بينما في المسرح لا يوجد مجال لاستخدام تعبيرات الوجه أو الجسد إلا مرة واحدة، ولذلك فإنه من المفترض أن يقوم الممثل برسم الشخصية ويركز في تفاصيل كل مشهد”.
واختتم “حميدة”: “أنا من جيل يعتبر صناعة الفيلم عملا جماعيا يقوده رب العمل وهو المخرج، فـ”فن صناعة اللقطة” يكون الممثل فيها هو الظاهر فقط، لكن هناك أفراد كثيرة لكل واحد منهم دور مهم في خروج اللقطة في أحسن صورة، بداية من مهندس الديكور ومدير التصوير والمونتير وغيرهم، والجمهور أصبح واعيا جدا في معرفة صناع السينما وليس الممثل فقط، ولابد أن يوطد الممثل علاقته مع جميع أفراد العمل”.
سينما المرأة
في ندوة “إعادة تعريف سينما المرأة” أشارت المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان إلى أن «موضوع النساء في السينما من الموضوعات الهامة، خاصة في مصر لأن عدد العاملين فيها من العنصر النسائي ليس قليلا كما يعتقد البعض، بل يتخطى نسبة 50 % من العاملين في صناعة السينما داخل مصر فقط»، بينما تحدثت المخرجة شويكار خليفة عن تجربتها في صناعة أفلام الكارتون وعن تكوين شخصياتها الفنية قائلة: “الكارتون بالنسبة لي كطفلة كان إبهارا وسببا في حبي للفن، ووالدي كان رجلا متفتحا، ويحب أن يأخذني إلى السينما، وأحببت مشاهدة الكارتون ولكن كان الغريب بالنسبة لي هو أن الكارتون المتواجد لدينا من الخارج، وهذا ما حمسني لدخول هذا العام رغم تخرجي في كلية الفنون الجميلة قسم ديكور، لكنني تعلمت وعافرت حتى وصلت لهذا العالم وتدرجت وظائفي في الكارتون حتى وصلت للفوازير.
صناعة الفيلم التسجيلي
على هامش المهرجان اقيمت ندوة نقاشية بعنوان “الفيلم التسجيلي الإبداعي.. كيف تصنع فيلما إبداعيا” بحضور المنتجة عزة الحسيني مدير ومؤسس المهرجان، والمخرج تامر عشري، والمنتج معتز عبد الوهاب والذين كشفوا اسرار صناعة الفيلم التسجيلي حيث يواجه هذا النوع من الإنتاج الفني تهميشا كبيرا رغم أهميته الكبيرة في المهرجانات الدولية، إذ أصبحت هناك مسابقات مستقلة لمثل هذا النوع من الانتاج السينمائي، وقالت الحسيني إن المهرجان هذا العام لديه 7 مشروعات في مرحلة التحضير لدخول مرحلة الإنتاج ضمن مبادرة “فاكتوري”، موضحة أن بعض تلك المشاريع بدأت بالفعل مرحلة تصويره، مشددة على أن فكرة صناعة فيلم تسجيلي إبداعي أصبحت مسيطرة، وهناك الكثير من صناع هذه النوعية من الأفلام أصبحوا يتبرعون بأجورهم من أجل إخراج عمل للنور، وأن الفيلم التسجيلي لم يعد للتوثيق بل تعدى تلك الحدود وأصبح متنوعا، وهناك قنوات متخصصة خرجت من أجل هذا النوع فقط.
حكى المخرج تامر عشري عن بداية تجربته في هذا المجال، قائلا: “أول فيلم وثائقي قدمته كلفني 2000 جنيه، وعملت بكاميرا متواضعة للغاية، ولكن قررت أن أقدم تجربة مختلفة امتدت لساعة وأكثر”. وتابع: “لكن الوضع الآن أصبح أسهل مع تطور التكنولوجيا، كذلك الكاميرات حاليا أصبحت متطورة وتسهل عملية تصوير الأفلام التسجيلية والوثائقية، لكن هذا ليس كل المطلوب لعمل عمل وثائقي جيد، إذ يجب أن يملك الشخص فكرة مؤثرة وصالحة لتقديم عمل ناجح، وأنصح من يعمل في هذا المجال أن يستمر ويقدم ما يتعلق به”.
الفن له ضرورة
وتحت عنوان “السينما والتأثير في المجتمع” أقيمت ندوة بحضور كل من المخرج هاني لاشين، والمخرجة هالة خليل، والمخرج خالد الحجر، وفي البداية قالت المخرجة عزة الحسيني، “إن السينما لها تأثير في المجتمع وهناك نظريتان إحداهما أن الفن رفاهية وليس له تأثير، والأخرى ترى أن الفن له ضرورة ومؤثر من خلال الوجدان”. وأكدت أهمية الفنون، قائلة “إن الإنسان البدائي اتجه إلى الفن ليعبر عن نفسه، بل وجميع الحضارات تم بناؤها عن طريق الفنون”. لافتة إلى أن فعل الكتابة هو أكثر فعل الإنسان يشعر فيه بالحرية، واصفة إياه بالملاذ لأي مبدع” ومن جانبها قالت المخرجة هالة خليل: “أول فيلم بالنسبة لي هو فيلم “أحلى الأوقات” وكنت أتخيل فكرة الفيلم مع السيناريست وسام خليل، الذي شاركته الكتابة بسبب تجربتي الشخصية في نقلي من مكان إلى مكان ورحلة بحثي عن الهوية، وكنت في حالة عدم ثقة في نجاح الفيلم لأنها التجربة الأولى، وبعد ذلك شارك في مهرجانات عديدة، وكنت أخشى من رد فعل الجمهور”.
وكشفت هالة خليل: “كنت أكره هذا الفيلم جدا وما زلت أكرهه لأنني كان لدي عدم ثقة في الفيلم ولا أعلم لماذا تعلق به الجمهور، وربما يكون سبب نجاحه الفطرة والعفوية الشديدة، وربما يكون ذلك ما تسبب في خوفي لأنني حينما قدمته لم أكن أعلم هل هو عمل جيد أم سيئ”، بينما قال المخرج هاني لاشين: “تعاونت مع النجم عمر الشريف في فيلمي “أيوب” و”الأراجوز”، وخلال هذه الأفلام استطاع أن يعبر عن أحلام البعض.
مشيرا إلى أن: “كل الفنون هدفها التواصل مع الناس وكلها تعمل على التأثير في الوجدان، بل أرى أن الفن يستطيع تغيير الوجدان والمعتقدات بشكل سلمي، وطيلة حياتي كنت أشاهد أعمالا تغير في نظرتي للأشياء”، وأوضح: “قيمة الحب كبرت بداخلنا بسبب تأثرنا بالفنون، والبطل الدرامي شكله تغير حاليا عن قديما، وهذا بسبب تأثير الفنون والجمهور يحب تقليد النجوم”.
فيما قال المخرج خالد الحجر: فيلم “حب البنات”، الذي أخرجته كان غير موجه ويخاطب جميع الفئات، وأرى أن الممثل هو رد فعل الشارع، والجمهور لا يقوم بتقليد النجم تقليد أعمى، لكن يحدث هو ترديد لما يحدث للشارع”، وأوضح: “تجربتي في إنجلترا كانت رصدا للواقع وخليط بين الثقافتين المصري والإنجليزي، وهذا أمر جيد، وأتمنى استمرارية وتكثيف تبادل الثقافات الفنية بين الدول، فأنا تعلمت خارج مصر السيناريو والإخراج.