نجحت المجاعة التي تضرب سكان قطاع غزة، في شغل العالم عن المجاز التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان القطاع، إذ يعاني سكان القطاع من نقص حاد في الماء والغذاء جراء القيود الأمنية والإغلاق المؤقت للمعابر من قبل سلطة الإحتلال.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، اليوم الثلاثاء، إن أكثر من مليوني شخص في غزة، معرضون يوميا للخطر ويعانون من نقص الغذاء.
وأشار إلى عدم تمكن أي من قوافل الأمم المتحدة الإنسانية من الوصول إلى شمال غزة منذ 23 يناير.
وقد أكدت الأونروا في وقت سابق، أن الإمدادت التي دخلت غزة انخفضت إلى النصف في فبراير الجاري، مقارنة مع مستواها في يناير.
وبناء على ذلك، نفذت مصر والأردن والإمارات وفرنسا وقطر عملية إسقاط لأطنان من المساعدات الإنسانية فوق قطاع غزة.
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصدر أمني مطلع قوله إن مصر تهدف إلى إغاثة وإيواء وعلاج آلاف الفلسطينيين النازحين بفعل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
المجاعة بالقطاع
وباتت المجاعة التي يتعايش بها سكان القطاع لاسيما بالشمال حديث العالم، حيث قالت منظمة "أوكسفام" إن خطر الإبادة الجماعية في شمال غزة يتزايد وسط تنامي المخاوف من مجاعة.
واتهمت أوكسفام إسرائيل بتجاهل حكما رئيسا لمحكمة العدل الدولية، وهو توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية.
في الوقت نفسه، أكدت اليونسيف، أن أكثر من 4 أشهر من الحرب يعاني مليون طفل في غزة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويواجهون كارثة صحية.
وأوضحت، أن أكثر من 95% من الأسر في غزة قلصت حصة البالغين من الطعام لضمان حصول الأطفال على وجبات أكثر.
وأضافت الوكالة الأممية، أنها تحتاج لوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وغير مقيد للسكان المتضررين أينما كانوا في قطاع غزة.
بدوره، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه إنه "أصبح من شبه المستحيل تنفيذ عمليات لإجلاء المرضى والجرحى وتوصيل مساعدات في شمال غزة، كما يزداد الأمر صعوبة في جنوب القطاع".
وكشف عن حادث وقع أول أمس الأحد حين تم منع قافلة نظمتها منظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر الفلسطيني لإجلاء المرضى من مستشفى الأمل المحاصر في مدينة خان يونس طيلة 7 ساعات واحتجاز عدد من المسعفين.
وتابع على الرغم من التنسيق المسبق لجميع الموظفين والمركبات مع الجانب الإسرائيلي، فإن القوات الإسرائيلية أوقفت القافلة التي تقودها منظمة الصحة العالمية لحظة مغادرتها المستشفى ومنعتها من التحرك لعدة ساعات.
من جهته، أكد الأمين العام للإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاجان تشاباجين، على أن خطر الجوع في غزة يتزايد يوما بعد يوم، في ظل تراجع حاد للأمن الغذائي، وانخفاض حجم المساعدات المقدمة لسكان القطاع إلى النصف في شهر فبراير الحالي، مقارنة بالشهر السابق، وفقا لمعطيات الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن نحو 80% من سكان غزة يواجهون بالفعل ظروفا طارئة أو كارثية لانعدام الأمن الغذائي.
وبين تشاباجين، أن أكثر من مليون طفل ومسنّ في مراكز الإيواء يواجهون خطر الجفاف وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض الجلدية وفقر الدم، حسب تقارير الهلال الأحمر الفلسطيني.
خسائر الاحتلال
من ناحية أخرى، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بإصابة 7 عسكريين في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وأوضح الجيش الإسرائيلي، أن 2981 ضابطا وجنديا أصيبوا منذ بداية الحرب على قطاع غزة، منهم 1421 أصيبوا خلال العملية البرية.
وأكد أن 322 عسكريا لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفيات، إثر اصابتهم بمعارك قطاع غزة حالة 38 منهم خطيرة.
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع حدث أمني صعب جدا في غزة ونقل جنود قتلى وأشلاء إلى مستشفيات إسرائيلية.
وفي وقت لاحق، ذكرت مقتل قائد سرية برتبة رائد في لواء جفعاتي، خلال المعارك في غزة.
وفي غضون إعلان سرايا القدس أنها قصفت عسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية باحتراق سيارة في عسقلان جراء سقوط صواريخ أطلقت من غزة، مشيرة إلى أنه تم تفعيل أجهزة الإنذار في المدينة بعد هدوء دام 10 أيام.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، أدت إلى استشهاد 29.878، فضلا عن إصابة 70.215 بجراح مختلفة.