يعد شاعر، وقاص، ومسرحي، وناقد وكاتب مقال، ظل يتأمل في الحياة والنفس البشرية حتى يصل لقمة الإبداع الأدبي، وهو يعتبر قائد للنهضة الفكرية والثقافية، كما ترك بصمة واضحة في المكتبة العربية بأعماله وكتاباته وكذلك بما كُتب حوله من كتاب ومفكرين، لم تقتصر كتاباته على اللغة العربية فقط حيث له أعمال إنجليزية أيضا أنه الأديب والمفكر اللبناني ميخائيل نعيمة والذي تحل اليوم ذكرى رحيله عن عالمنا.
ولد الأديب اللبناني ميخائيل نعيمة يوم 17 أكتوبر عام 1889م بقرية بسكنتا الواقعة في سفح جبل صنين بلبنان، التحق بمدرسة الجمعية الفلسطينية بلبنان حتى أنهى دراسته المدرسية، ثم التحق بدار المعلمين الروسية بالناصرة بعد حصوله على منحة علمية لتفوقه الدراسي، ثم انتقل للدراسة بولتافا الروسية بين عامي 1906م و1911م، وكان انتقاله لبوتافا الروسية فرصة لاطلاعه على الأدب الروسي، كما حصل على شهادتين من جامعة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية واحدة بالآداب والأخرى بالحقوق.
كانت مقالة "فجر الأمل بعد ليل اليأس" أول إنتاج أدبي للأديب اللبناني، كما شارك في تأسيس ووضع دستور وقاعد "الرابطة القلمية" بالتعاون مع الشاعر الراحل جبران خليل جبران وبعض من الشعراء المهاجرين، ولم يتحمل الكاتب المتميز والمتأمل البعد عن بلاده فقرر العودة إلى مسقط رأسه "بسكنتا" لاستكمال مسيرته الأدبية حتى النفس الأخير.
كتب ميخائيل نعيمة الكثير من الأعمال الأدبية التي تتسم بالتميز والإبداع فهو تعمد في كتاباته أن تكون جزء من النفس البشرية تعبر عنها، وبهذا الأسلوب تظل عالقة بذهن من يقرأها، وتتنوع أعماله بين المجموعات القصصية والمسرحيات، والمقالات، والشعر والروايات.
وتعتبر "كان ما كان" أول مجموعة قصصيّة للأديب ميخائيل نعيمة سنة 1937م، وفي العام 1956م نشر مجموعته القصّصيّة الثّانية "أكابر"، ثمّ المجموعة الثّالثة «أبو بطّة» في العام 1958م، و«هوامش» في العام 1965م، ومن بعض أعماله المسرحية مسرحية «الآباء والبنون» سنة 1917م، مسرحيّة «أيّوب» في العام 1967م، كما له مجموعة شعرية واحدة تسمى "همس الجفون"، بالإضافة إلى تأليفه للكثير من الروايات ومنها لقاء "1948م"، كتاب مرداد: رواية فلسفيّة رمزيّة "1948م"، اليوم الأخير "1963م".
حصل "نعيمه"على جائزة رئيس الجمهوريّة في لبنان، كما أقيم مهرجان تكريمي للأديب الراحل بتعليمات من رئيس جمهورية لبنان "إلياس سركيس" شاركت فيه الدّولة ومختلف أوساط أدبيّة وفكريّة وثقافيّة في لبنان والعالم.
ورحل عن عالمنا المفكر والكاتب والأديب الكبير ميخائيل نعيمة يوم 28 فبراير عام 1988م، حيث تميّزت آثاره بالعمق والجودة، وتأثرت المكتبة العربية بأعماله الفريدة.