اهتم كبار الكتاب في مقالاتهم بالصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم الجمعة، بعدد من الموضوعات التي تهم المواطن المصري والعربي.
فمن جانبه قال رئيس تحرير "الأهرام" الكاتب علاء ثابت، في مقاله الصادر صباح اليوم الجمعة، تحت عنوان "كيف نحول المحنة إلى منحة"، إن الشعب المصرى نجح فى معركته الصعبة، وأثبت القدرة على الصمود فى مواجهة أعتى الأزمات، وأنه يستحق وقادر على تحقيق المنحة التى سيجنيها الشعب المصرى نتيجة نجاحه فى هذا الاختبار الصعب، وأن يجنى ثمار صبره وتحمله، من خلال نتاج عرقه وإنجازه المشروعات القومية الكبرى، واستكماله مسيرة العمل والتقدم والتحديث التى مازالت تتقدم إلى الأمام، ولم تتوقف لحظة، واقترب موعد إثمارها، وأن نحصد ما زرعناه وما بنيناه وما عمرناه بسواعدنا، تحت قيادة لا تعرف إلا المضى نحو النجاح والتقدم.
وأكد أن ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال احتفال ذوى الهمم السنوى شديد الأهمية، وإن كان لم يستغرق إلا بضع دقائق، لكنه حمل الكثير فى طياته، مؤكدا الدعم المتواصل لسكان غزة، ومشيرا إلى التعقيدات التى قد لا يعرفها كثيرون، فالبعض منهم أساء فهمها، ومنهم من فسرها بطريقة خاطئة، بعيدة عن الحقيقة، لكن الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد قيم الصدق والعدالة والاستقامة، وأن الموقف المصرى لا يعرف التآمر ولا الخطاب المزدوج.
ولفت الكاتب إلى أن الصعوبات أو التحديات التى واجهتها مصر خلال حرب غزة سوف تتكشف فى يوم من الأيام، وتؤكد الدور المصرى الذى تصدى لكل محاولات إقصاء القضية الفلسطينية، مثلما تصدى لمخطط التهجير بكل قوة ووضوح، وسعى مصر للتخفيف عن شعب غزة – ما أمكن – وهنا يشير الرئيس السيسى بكل وضوح إلى عاملين، أولهما الإرادة المصرية قيادة وشعبا للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطينى، وتقديم يد العون والمساعدات الغذائية والطبية وغيرها من مواد الإغاثة الإنسانية، والعامل الثانى يتعلق بالتحديات والخلافات والضغوط التى تصدت لها مصر فى الحدود التى تحتوى الأزمة، دون تفجيرها، والرهان على إقناع الدول المؤثرة عالميا وإقليميا فى العمل معا من أجل إنهاء الحرب، وفتح المسار السياسى والتفاوضي، الذى يؤدى إلى نزع فتيل الحرب، وإيجاد الحل العادل والدائم على أسس القانون الدولى والإنساني.
وأشار إلى أن المحنة التى تحدث عنها الرئيس عبد الفتاح السيسى تجسدت فى ارتفاع أسعار الكثير من السلع، وتراجع سعر الجنيه المصرى مقابل الدولار الأمريكى وباقى العملات الصعبة، ومع ذلك تحمل الشعب المصرى بكل قوة وثبات هذه الموجة من ارتفاع الأسعار، وصمد بكل بسالة، وقدم التضحيات، وتحمل الصعاب، وهذا الجانب الإيجابى دليل على قوة الشعب المصرى وقدرته على مواجهة أى محنة، و على الانتقال من التحمل إلى العمل الجاد وبذل الجهد والعرق من أجل زيادة الإنتاج والتصدير، والتخلى قدر الإمكان عن بعض الواردات التى يمكن إنتاجها فى مصر، وبذلك تتحول المحنة إلى منحة، بفضل السواعد المصرية، وقوة وثبات ووحدة الشعب المصري، الذى أثبت قدرة فائقة على مواجهة التحديات والأزمات مهما كانت الصعاب، لكى يمكن تجاوزها بخطوات ثابتة ومدروسة من أجل تحقيق الهدف الأسمى، والاستمرار فى بذل الجهد والعرق، ليحقق الازدهار والتقدم الذى يبتغيه.
وأكد أن الاحتفال بذوى الهمم كان مناسبة لتأكيد القدرة على التحمل، وشحذ الطاقات الكامنة فينا، وأن يكون تحدى ذوى الهمم نبراسا نقتدى به، يحمل معانى القدرة على التحدي، والقدرة على البناء والتقدم والنبوغ رغم أى تحديات أو معوقات، وأن نجتاز أى محنة، وأن نعرف الطريق نحو المنحة الكبرى، وهى أن تصبح مصر قوة اقتصادية كبيرة بفضل سواعد أبنائها.
فيما قال رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" الكاتب عبدالرازق سلامة، في مقاله اليوم إن «مصر- السيسى» تحرص دائماً على بناء علاقات أخوة ومصير وشراكة مع الأشقاء من دول الأمة العربية وتعمل على تعزيز العمل العربى المشترك.. مشيرا إلى الاحتفالية الخامسة لـ«قادرون باختلاف» التي قدم فيها الرئيس السيسى الشكر للإمارات الشقيقة ورئيسها الشيخ محمد بن زايد على الدعم والمساندة لمصر فى فترة صعبة.. وعرض الموقف المصرى الواضح والشريف والأمين والمخلص فى قطاع غزة للحفاظ على الحقوق المشروعة للأشقاء وتخفيف معاناتهم.. وأمس أيضا استقبل الرئيس السيسى الفريق أول عبدالفتاح البرهان وناقش معه تطورات الأوضاع فى السودان الشقيق الذى تجمعه بمصر علاقات تاريخية وأخوية ذات خصوصية شديدة.
وأكد علاقة مصر بأمتها العربية علاقة راسخة وأخوية ومصيرية.. فهى من تسعى بكل جهد ودأب إلى تفعيل العمل العربى المشترك وإحداث التكامل والشراكة.. وحل أزمات بعض دول الأمة.. تقدم الشكر والتقدير لمواقف الأشقاء الصادقة.. وتدافع عن الحقوق المشروعة لمن يعانون من الظلم وازدواجية المعايير وحرب الإبادة والتجويع والحصار بكل ما تملك من قوة وتكافح بكافة الوسائل والطرق لتوحيد الصف الوطنى وإعلاء المصلحة الوطنية فى دول الأزمات وعلى كافة المسارات.. تبذل مصر جهوداً صادقة ومخلصة ومتواصلة.. من أجل مصلحة الأمة العربية.. فهى من تعتبر الأمن القومى المصرى جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومى العربي.. وهى أيضاً من تعتبر ان الأمن القومى المصرى جزءاً لا يتجزأ من أمن الخليج وهى فى قلب ووجدان كل مواطن عربى يعتز بعروبته وأمته.
أما الكاتب الدكتور خالد قنديل فقال في مقاله، بصحيفة "الأهرام" إنه لم يكن مستغربًا أن تظل محاولات التشكيك فى نيات وتوجهات الدولة المصرية حيال كل خطوة من خطوات البناء والتنمية ودعم الاقتصاد مستمرة حتى هذه اللحظة، فكان طبيعيًا مع تزايد هذه الخطوات الواثقة، أن تتوالى موجات حرب الشائعات من قوى الشر التى تلتهمها نار الحقد كلما استطاعت القيادة السياسية إثبات بُعد رؤيتها ونجاحها كدولة مؤسسات تدعم بكل قوةٍ مصلحة الوطن والمواطن عبر المشروعات والمبادرات المهمة والخلاقة التى بلا حصر.
وأكد قنديل أن الدولة فى كل مرةٍ تثبت بالدليل القاطع صدق وبعد رؤيتها، ليكون أبلغ رد بمواصلة الجهد والعمل فى ظل أجواء عالمية صعبة للغاية وتوترات مستمرة منذ الحرب على الإرهاب والمرور بجائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، وأخيرًا الحرب فى غزة ورغم كل ذلك كان الاقتصاد المصرى بكل هذا الإصرار الأقل تضررًا، وإن كان متضررًا بشدة بطبيعة الحال، مما أوجد حالة من النهم والجشع لدى عدد ليس قليلا من التجار، ونشطت كذلك السوق الموازية للعملة، الأمر الذى احتاج إلى روشتة علاج تم صرفها فورًا لإيجاد بيئة استثمارية فاعلة، متضمنة إصلاحات مؤسسية وتشريعية لتسيير طريق المستثمرين وتهيئة الأجواء للاستثمار فى مصر، وصولًا إلى مشروع «رأس الحكمة» الذى أُعلن عنه أخيرا كصفقة شراكة كبرى مع دولة الإمارات الشقيقة،
ولفت إلى أن هذه الصفقة الكبرى والمشروع الاستثمارى الضخم تعد من أهم صفقات الاستثمار الأجنبى المباشر فى مصر، من حيث الحجم ومن حيث التوقيت المهم للغاية، مشيرا إلى أنها جاءت أولًا كرد قاطع على شائعات وأكاذيب واتهام الحكومة المصرية ببيع الأرض، ولتسهم بشكل كبير وفاعل ومؤثر فى علاج جزء من أزمة وفرة الدولار، وسعر صرفه مقابل الجنيه فى السوق الموازية، وبالتالى حل أزمة تعدد سعر الصرف، ولأن الشركة المنشأة لهذا الغرض هى شركة مساهمة مصرية ستتولى تنفيذ المشروع، فهناك أيضا فى الأفق ثمار أخرى مهمة ومطلوبة مثل وجود تنمية كبرى صناعية واستثمارية، فضلا عن إنشاء ميناء ومطار ومرسى عالمى لليخوت، والأهم الاستفادة القصوى من الصفقة فى تنمية قطاع الصناعة المصرية الذى يحتاج فى أول المقامات إلى دعم وفرصة أكبر، لأنه بر الأمان عبر التاريخ فى تحقيق الإنتاج والقدرة على توفير المتطلبات وكذا المنافسة التجارية العالمية فى مجال التصدير، وذلك عبر توفير المواد الخام والمنتجات المصرية اللازمة للمشروعات الاستثمارية، ومن ثم ضخ مزيد من الاستثمارات فى القطاع الصناعى المصرى البالغ الأهمية فى تحسن أداء الاقتصاد المصرى وزيادة معدلات النمو وبالتالى تحسين مستوى معيشة المواطن.