قالت الرئيس التنفيذي لاتحاد المستشفيات العربية الدكتورة اليس يمين بويز إن مصر منصة مثالية للسياحة العلاجية، مؤكدة أن السياحة الصحية تمثل فرصة هائلة للنمو الاقتصادي وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة العربية.

وأضافت "نعيش في زمنٍ يشهد تحولات سريعة في العالم؛ وهو ما ينعكس - بشكل كبير - على قطاع الرعاية الصحية"، مؤكدة سعي الاتحاد لتحقيق رؤية مستقبلية لقطاع الرعاية الصحية في العالم العربي، من خلال تعزيز التعاون والشراكات الاستراتيجية وتبادل المعرفة والابتكار بين مؤسسات الرعاية الصحية في المنطقة.

جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "السياحة الصحية العالمية: الفرص والاتجاهات والابتكارات"، والتي ترأسها الدكتور أحمد السبكي رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروعي التأمين الصحي الشامل وحياة كريمة بوزارة الصحة والسكان بمشاركة الخبراء العرب والدوليين ضمن جلسات المؤتمر الدولي للسياحة الصحية في مصر، والذي ينعقد تحت شعار "صدى الماضي يتجدد اليوم"، في العاصمة الإدارية الجديدة خلال اليوم وغدا يومي 2 و 3 شهر مارس الجاري.

وأشار السبكي إلى أن هذا المؤتمر الدولي للسياحة الصحية في مصر هو فرصة قيمة لتعزيز التعاون العربي والإقليمي والدولي وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة في مجال الرعاية الصحية والسياحة الصحية، وأن مصر لديها كل الإمكانات التي تؤهلها للمنافسة في السياحة العلاجية على المستوى العالمي.

وأكد أهمية تطوير قطاع السياحة الصحية، مشددا على دوره الحيوي في تحسين الخدمات الطبية وتعزيز التبادل الثقافي بين الدول، وألقى الضوء على الفرص الواعدة والتحديات التي تواجه هذا القطاع المتنوع، كما أبرز أحدث الابتكارات والتقنيات في مجال السياحة الصحية.

من جانبه قال الدكتور هاشم الفاضل، المدير الإقليمي لـ "تيموس" في الأردن والمملكة العربية السعودية، ورئيس المجلس الاستشاري لمقيمي "تيموس"، ومستشار الجودة لاعتماد QHA Trent، "أشارككم بعض الأفكار والرؤى حول مجال السياحة الصحية العالمية والفرص والاتجاهات والابتكارات في هذا القطاع المهم، خاصة رؤية تيموس بشأن أهمية اعتماد الجودة في قطاع السياحة العلاجية، فإنه نؤمن بأن تقديم خدمات ذات جودة عالية يشكل أساس استدامة هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي، وفي /تيموس/ نسعى جاهدين لتطوير معايير الجودة وتبني أفضل الممارسات من أجل توفير تجارب علاجية متميزة، كما يتم دمج الابتكار والتكنولوجيا في خدمة المرضى، وتيموس تلتزم بتحقيق التميز في مجال السياحة العلاجية، ونعتبر هذا الالتزام جزءًا لا يتجزأ من مساهمتنا في تحسين جودة الرعاية الصحية العالمية".

وأوضح الدكتور مجدي رياض فايق، الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات الإماراتية أن الابتكار والتكنولوجيا لهما دور كبير في تطوير هذا القطاع، مثل الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي التي تساعد في تحسين تجربة السفر الصحي وتسهم في تحقيق نتائج علاجية أفضل، بالإضافة إلى توفير منصات رقمية متقدمة تسهل عملية حجز وتنظيم السفر الصحي وتوفر معلومات شاملة عن المرافق الصحية والاختصاصيين المتاحين، كما تركز على تقديم تجارب فريدة من نوعها، وتقديم برامج شاملة تجمع بين العلاج والاستجمام والسياحة في الوجهات المقصودة للمسافرين، "ونؤمن أيضًا بأهمية التعاون بين جميع الشركاء وبناء شراكات استراتيجية في هذه الصناعة لتحقيق أعلى مستويات الجودة والأمان في السياحة الصحية".

وأكدت سارينا كاراكوس، مؤسس ورئيس إحدى الشركات أن السياحة الصحية العالمية مجال متنامي ومثير للاهتمام في الوقت الحالي؛ فهي تجمع بين احتياجات السفر واستكشاف العالم مع الرغبة في العناية بالصحة وتعزيز العافية الشخصية، وتوفر هذه الصناعة فرصًا رائعة لتنمية الاقتصادات وتعزيز التنمية المستدامة في المجتمعات المضيفة.

وأشارت إلى أن المسافرين يسعون للحصول على تجارب شاملة تجمع بين العلاج الطبي والسياحة؛ "لذلك يجب أن نستثمر في توفير بيئة استثنائية وخدمات عالية الجودة تلبي تلك الاحتياجات، وتبني الابتكارات التي يشهدها هذا المجال، من أجل تحويل السياحة الصحية إلى قطاع مزدهر يعزز الصحة والسعادة للمسافرين حول العالم، مشيرة إلى أنه سيتم توقيع بروتوكول تعاون مع هيئة الرعاية الصحية على هامش المؤتمر".

وأشار الدكتور لي أوشيه، مدير الشبكة في مجموعة المساعدة AQA، إلى أن تقديم المساعدة والدعم للمسافرين الذين يبحثون عن العلاج الطبي في الخارج من خلال فريق من الخبراء والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية والسفر، من أهم الأعمال لمواجهة تحديات ومتطلبات المسافرين الصحية.

وقال إن تقديم مصادر المعلومات والاستشارات اللازمة لمساعدتهم في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن رحلاتهم الصحية يعمل على تسهيل عملية البحث عن العلاج الطبي المناسب وتنظيم السفر الصحي بشكل سلس والحفاظ على أهمية الوقت في الرعاية الصحية؛ لذلك فإن تسريع عمليات التنسيق والترتيبات ضرورية ويسهم في تحقيق تجارب سفر صحية فعّالة وموثوقة وتعزيز قطاع السياحة الصحية وجعل رحلات العلاج الطبي تجربة ناجحة ومريحة للجميع، وتابع: "نتطلع لأن تصل مصر لمرحلة الريادة في سوق السياحة الصحية العالمية بإمكاناتها وتجهيزاتها العالمية".

ولفت الدكتور أحمد منير، مؤسس ورئيس مجموعة احدى الشركات، إلى أن توفير وتنسيق خدمات السفر الطبي بشكل فعّال، مدعومة بأحدث التكنولوجيا وأفضل الممارسات في مجال الرعاية الصحية يقودنا نحو مستقبل صحي أكثر تقدمًا ومرونة وأكثر استجابة لمتطلبات العالم الصحي الحديث.

وأكد أهمية تكامل الجهود الدولية لتعزيز جودة الرعاية الصحية وتسهيل وصول المرضى إلى الخدمات الطبية المتقدمة وتقديم خدمات السياحة الصحية المبتكرة نحو مستقبل صحي أفضل وتحفيز التطور والتقدم في مجال الرعاية الصحية الدولية.

وذكر ريتشارد لينفيلدت، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة الإنقاذ الجوي في دبي، أنه في عالم يتسارع التطور، تتزايد أهمية الإخلاء الطبي العالمي لافتا إلى أن توفير وسائل النقل الطبية السريعة والمتقدمة يلعب دورًا حاسمًا في تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية على مستوى العالم، وفي سبيل تعزيز الرعاية الصحية الدولية، يجب علينا التركيز على قوة الإخلاء الطبي، هذه العمليات الحيوية لا تُقدَّر بثمن في مواقف الطوارئ الطبية.

وأكد أهمية التعاون في تطوير وتوسيع شبكات الإخلاء الطبي العالمية، والعمل على تحسين التنسيق والاستعداد للطوارئ، وذلك لتحقيق مستويات عالية من الجاهزية لتقديم الرعاية الصحية في أي مكان وزمان.

وانطلق المؤتمر الدولي للسياحة الصحية - في وقت سابق اليوم - تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ويقام تحت شعار "صدى الماضي يتجدد اليوم" في العاصمة الإدارية الجديدة.

ويترأس المؤتمر أ.د محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية ووزير الصحة الأسبق، والرئيس الشرفي للمؤتمر، خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، ويضم المؤتمر نخبة من الوزراء والمحافظين ورؤساء الهيئات وقيادات الصحة في مصر والدول العربية والعالم، بالإضافة إلى السفراء وعدد من الخبراء والمتخصصين والشخصيات البارزة وشركاء النجاح في مجال الرعاية الصحية والسياحة العلاجية والاستثمار.