كنت قد سجلت مع الموسيقار الراحل حلمي بكر، حكايات الفنانين فكانوا عشرة فنانين هم "شادية، ليلي مراد، فايزة أحمد، محمد عبد الوهاب، وردة، صباح، نجاة الصغيرة، محمد رشدي، محرم فؤاد وميادة الحناوي".
تنشر بوابة "دار الهلال" هذه الحلقات الآن بعد رحيل الموسيقار الكبير حلمي بكر، فما الذي قاله عن الفنانة الكبيرة الراحلة ليلي مراد؟
قال حلمي بكر، في بداية حديثه: "ليلي مراد، القلعة الغنائية وتعتبر قمة من القمم التي تواجدت في تلك الفترة، فقد كان هناك ثلاثة لم يتكرروا بعد، الثانية بعدها كانت أسمهان، وعلى رأسهم أم كلثوم، ليلي مراد كانت تتمع بجرس غريب جداً، رنه في صوتها لم تتكرر أو حرفة غنائية تعلمتها من والدها وشقيقها منير مراد".
واستكمل حديثه عن ليلي مراد، قائلاً: "بدأت حياتها الفنية في وقت مبكرة ربما لم تتجاوز الرابعة عشر وكانت تغني في الحفلات المدرسية ودربها والدها وساعده في ذلك داود حسني، ثم بدأت تغني في الحفلات العامة وهي ما زالت صغيرة في السن وعملت في الإذاعة بعد نشأتها، وتم التعاقد معها على أن تقوم بالغناء مرة أسبوعياً، ثم اتجهت بعد ذلك للسينما التي شغلتها عن الإذاعة تماماً وذاع صيتها ونالت بعض الشهرة، استطاعت بعد ذلك أن تتواجد من خلال أنور وجدي، وهذه الحكاية معروفة للجميع وكم كانا ثنائياً ناجحاً وكم هو تاجراً واعيا وكان له رؤية خاصة به".
واستطرد: "فشلت حياتهما الزوجية بعدما يقرب من ثمانية أعوام زواج لم يثمر عن أولاد، لكنها استطاعت بعد ذلك أن تستمر بمفردها ولكنها لم تكمل الطريق فاعتزلت وهي في القمة لأسباب، سواء كان هناك أغاني خاصة بها ثم أعطيت لغيرها وهذا ما ألمها جداً وشعرت بأن الوسط الفني قد تغير ولم يعد كما كان ففضلت أن تعتزل".
وعن عودتها مرة أخرى، قال حلمي بكر: "أعدتها أنا مرة أخري في بداية عام 1961 وعادت بالفعل للغناء وقدمت لها ما يقرب من ستة ألحان وبدأت تعمل في بعض الأغاني إلى أن جاء الاختلاف مرة أخري في «جديد في جديد» لـ بليغ حمدي، وبالفعل قامت بعمل التتر وحدث الخلاف فاعتزلت للمرة الثانية وكانت نهائية.
ليلي مراد، أشهرت إسلامها وغنت أغنيتها الشهيرة "يا رايحين للنبي الغالي" وهي من أحلي ما غنت وكان إسلامها عن صدق وعن يقين، ارتبطت ليلي بـ وجيه أباظة، وهو أحد ضباط ثورة يوليو وأنجبت منه ابنها الأول وكانت في قمة سعادتها في ذلك الوقت لأن بهذا المولود قد نفت ما أشاعه عنها أنور وجدي، بأنها غير قادرة على الإنجاب.
بعد ذلك تزوجت من فطين عبدالوهاب، وأنجبت ابنها الثاني وهو زكي فطين، اختارت ليلي مراد حياتها بعد الاعتزال على أن تكون بعيدة عن الأضواء واللقاءات إلى أن وافتها المنية في شهر نوفمبر عام 1995 وكالعادة تم تكريمها بعد وفاتها عام 1998 في مهرجان السينما.