الأحد 28 ابريل 2024

مركز البحوث والدراسات التاريخية يقيم مؤتمر «مصر ونهر النيل عبر العصور»

مؤتمر مصر ونهر النيل عبر العصور

ثقافة4-3-2024 | 19:07

فاطمة الزهراء حمدي

أقام مركز البحوث والدراسات التاريخية، مؤتمر "مصر ونهر النيل عبر العصور"، تحت رعاية نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة نجلاء رأفت عميدة كلية الآداب جامعة القاهرة، وبإشراف هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.

وذلك بإدارة الدكتورة إيمان عامر، وقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، برئاسة الدكتورة سحر حنفي، بالتعاون مع لجنة التاريخ بالمجلس، ومقررها الدكتور محمد السيد عبد الغني.

ويناقش المؤتمرعددًا من المحاور على مدى يومين، بمشاركة أكثر من 65 مؤرخًا وباحثًا ومتخصصًا، وتمتد فعاليات اليوم الأول حتى السادسة مساء، بقاعات المجلس بالتوازي، فيما تنتقل فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الثلاثاء 5 مارس 2024، لتعقد بكلية الآداب جامعة القاهرة.

وفي الجلسة الافتتاحية تحدثت الدكتورة إيمان عبدالمنعم عامر حول مدى تأثير نهر النيل في مصر، فمن الناحية الإيكولوجية مثل نهر النيل عاملًا مهمًّا في تشكيل شخصية المصري عبر العصور.

مشيرة إلى أن السد العالي قد نجح في عقلنة نهر النيل ونضجه، موضحة أن انسيابية النهر قد نجحت عبر التاريخ في طبع الشخصية المصرية بالسماحة والكرم، ودائمًا ما نظر المصريون إلى نهر النيل نظرة قداسة، وتوعدوا من يلوث ماءه بالعذاب في الجحيم، وكان من أهم شعارات المصري القديم "أنا لم ألوث ماء النهر".

مؤكدة أن المصريين قد آمنوا بنهر النيل، ضاربة المثل بوفاء النيل الذي يعد عيدًا يجمع بين الماضي والحاضر.

وأضافت: "ولا نبالغ لو قلنا إن النيل هو الذي وضع شكل الحياة وأسسها في مصر، لأنه أهم ركائز حضارة المصريين القدماء، فقد جاءت إرادة الله أن تحفر الطبيعة هذا النهر ليس في أرض مصر فقط، بل وفي قلوب أبنائها.

وقال هشام عزمي إن نهر النيل نهر عظيم غير مجرى التاريخ، ونهر حفر اسمه في ذاكرة شعب بأكمله، نهر بمثابة شريان الحياة للمصريين، فالعلاقة بين مصر والنيل علاقة تاريخية عميقة تمتد عبر آلاف السنين، فقد نشأت الحضارة المصرية القديمة على ضفاف النهر العظيم، وازدهرت بفضل مياهه الخصبة.

مشيرًا إلى أن النيل منذ فجر التاريخ كان رمزًا للحياة والازدهار في مصر، فقد اعتمد المصريون القدماء على مياهه في الزراعة والشرب، وطوروا أنظمة ري متقدمة ساعدتهم على بناء حضارة عظيمة.

وأكد أن دور نهر النيل لم يقتصر على كونه مصدرًا للمياه فقط، بل كان طريقًا للتجارة والثقافة، فقد ربط مصر بباقي العالم، وسمح للمصريين بالتواصل مع الحضارات الأخرى وتبادل المعارف والأفكار.

وخلال العصور تغنى الشعراء بالنيل، وخلد الفنانون صورته في لوحاتهم ومنحوتاتهم، فقد كان النيل مصدرًا للإلهام والإبداع، ورمزًا للجمال والخصوبة.

مشيرًا إلى أن دور النيل لم ينتهِ مع انتهاء الحضارة الفرعونية، ففي العصر الحديث لا يزال النيل يلعب دورًا حيويًّا في حياة المصريين، فمن خلال السدود ومشاريع الري، تمكنت مصر من استغلال مياه النيل بشكل أفضل، وزادت من إنتاجها الزراعي.

وعبر العصور شهد النيل العديد من الأحداث التاريخية المهمة، فقد غزته جيوش قوية، وشهد ثورات شعبية، وبنيت على ضفافه حضارات عظيمة، ولكل ما تقدم فإن دراسة تاريخ مصر والنيل هي دراسة لحضارة عريقة غنية بالإنجازات والإبداعات.

وجاءت الجلسة الأولى بعنوان "النيل في الوجدان المصري"، ورأس الجلسة الدكتور محمد عفيفي.

قدَّم الدكتورمحمد الكحلاوي ورقة بحثية عن نهر النيل وأثره على تراث القاهرة المعماري، مع عرض مصور لنماذج العمارة المصرية على ضفاف نهر النيل.

وتحدثت الدكتورة إلهام ذهني عن نهر النيل في كتابات الرحالة الأجانب في القرن التاسع عشر، مشيرة إلى أن جميع الرحالة دون اتفاق مسبق قد ذكروا نهر النيل في كتاباتهم، واهتموا به على نحو خاص.

وتحدث الدكتور محمد سليمان طايع عن نهر النيل والعلاقات السياسية؛ تحليل من منظور هيدروبوليتيكي، مشيرًا إلى أن أول مرة استخدم فيها التحليل الهيدروبوليتيكي كانت في مقال عن نهر النيل، عارضًا لأشكال الصراع الدولي الدائر حول نهر النيل إفريقيًّا وعالميًّا، كما عرض للسيناريوهات المستقبلية المتوقعة.

وقدم الدكتور خلف الميري ورقة بعنوان "نهر النيل في مصر الحديثة بين الملاحة والسياحة، وتحدث فيها عن العلاقة الطردية بين نهر النيل وشخصية الإنسان المصري، مشيرًا إلى مدى التفاعلية النيلية عبر العصور، وكيف مر نهر النيل بمراحل اهتمام شديد، كما مر أيضًا بمراحل تم تجاهله فيها.

ضاربًا المثل بأيام محمد علي وأبنائه، ثم فترة الاحتلال البريطاني، ثم زيادة التطور وتأسيس الهيئة العامة للنقل النهري عام 1958، والاهتمام بتطويع النهر في السياحة، ثم تأسيس شركة النيل العامة للنقل النهري.

وتحدثت الدكتورة جيهان أبو زيد عن السياحة في نهر النيل.. رؤية جغرافية، مشيرة إلى المفارقة بين حظ مصر بنهر النيل وحظ نهر النيل بمصر، إذ يعتبر الجغرافيين مصر دولة محظوظة بوجود تلك المعجزة التي تسمى "نهر النيل بها"، إذ يخترق بعد المنابع الاستوائية صحراء قاحلة حتى يصل إلى مصر، مستشهدة بصورة لنهر النيل في أسوان يمر بين الرمال، كما عرضت للحظ السيئ الذي أصاب نهر النيل بوجوده في مصر، لأنه على مسيرته الطويلة في مصر لا يرفده أي رافد، كما أنه لا يمر في مصر سوى بمرحلتي الشباب والشيخوخة، وبعد السد العالي صار في حالة شيخوخة فقط.

وشارك الدكتور خالد زيادة بمداخلة مسجلة عن نهر النيل والشخصية المصرية، إذ يعد نهر النيل هبة وهبتها مصر وشريان الحياة فيها.

Dr.Randa
Dr.Radwa