الإثنين 29 ابريل 2024

دعوة إلى إقامة اتحاد اقتصادي عربي برئاسة مصر

مقالات8-3-2024 | 13:03

أعتقد كثيرا في صحة الأثر الإنجليزي القائل "الحاجة أم الاختراع"، عندما توجهنا مشكلة معينة، فإنها تفترض منا أن نخترع علاجا لحلها، ونبحث هذا المثل أو الأثر حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب، فقرار الحرب مثلا تأخذه دولة ما حماية لحدودها ولوقف أطماع أعدائها، وقرار آخر بالسلام أو الهدنة تتخذها دول أخرى لوقف نزيف الدم ولوقف الخسائر البشرية والاقتصادية، وهكذا الحاجة هي أم الاختراع. ولما تكسر عظام جامعة الدول العربية، التي كانت بيتا حاميا للعرب ومحافظة على وحدتهم وأمان لمصالحهم، فإنها اليوم صارت أطلالا تبكيها الأيام الخوالي، ولم يعد قرار واحد يكتب بحبرها قابلاً للحياة على أرض الواقع العربي المرير، والذي يعكس تشظيا ليس مثل تشظي وتفتيت لوحدتنا أعجز حتى إبليس عن فهمه. فالدول العربية حاربت بعضها البعض، ولم تحارب عدوها، بل إن الدولة الواحدة حدثت فيها انقسامات وطنية قبلية وعشائرية ظلوا يتقاتلون فيما بينهم إلا ما رحم، كما في العراق واليمن وسوريا و... وحتى يومنا هذا، وطبعا ظهرت جماعات الإرهاب والفكر المتطرف لتجهز على وحدة الدولة العربية الوطنية. الحروب الطائفية والاقتتال الداخلي والانقسام السياسي في الدول العربية التي لم تعد تستند إلى مقومات الوحدة العربية وجامعتها "الطائرة الورقية"، فوقعت الكوارث والثورات، واندلعت النيران التي أحرقت أبناء الأوطان بسوريا العراق واليمن وليبيا، أريقت دماء الملايين، وهجر الملايين في ظروف قاسية، وابتلع بحر المتوسط الكثير من أبنائنا. ونتيجة أيضا عملية جدا لهذه التشظي العربي أنهكت الاقتصاديات العربية، وبرز في السنوات الأخيرة قبل كورنا وكأن هناك مخططا دوليا لتجويع الشعوب العربية الثرية بالنفط والغاز الطبيعي، فما أن تلتقط مصر أنفاسها من أزمة اقتصادية تدخل الأردن في هذا النفق، وما أن تلتقط أنفاسها هي الأخرى بعض الشيء حتى تدخل لبنان؛ وهكذا وفق مؤامرة مقصودة أكملت فخاخها ومصائدها جائحة كورونا. اليوم، أمام هذا التداعيات الخطيرة للأزمة الاقتصادية، فإنني أدعو لإنشاء اتحاد اقتصادي عربي على غرار الاتحاد الأوربي، تقوده مصر باعتبارها أكثر الدول العربية استقرارا وقدرة على حماية مصالحها ومصالح الدول التي ستنضم إلى هذا الاتحاد. أتمنى لهذا الاتحاد أن ينجح فيما فشلت فيه الجامعة العربية، لأنها قامت على أساس مؤسسة للدول العربية، وليست للشعوب العربية، والفرق بينهما طبعا شاسع. فهذا الاتحاد الاقتصادي الذي أدعو إليها يجمع بين الصفة الرسمية للدول العربية، القطاع الخاص في كل دولة. ويأتي اختياري لمصر، رغم أن هناك دولا عربية أخرى مستقرة كالسعودية والأردن، إلا أن مصر تبقي الدولة الوحيدة التي تملك مقومات الدولة القوية المتماسكة والقوية، هذه المقومات تجعل أي مواطن عربي من أية دولة يشعر بالـمان الكامل في مصر. والحقيقة التي لا يغفلها أحد من العرب أن مصر لا تقع، وإذا وقعت تقع واقفة بخبرتها السياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية. لذلك فإن أدع لاستثمار مقومات مصر الأمنية والثقافية والسياسية لإنشاء اتحاد اقتصادي عربي يعمل حتى تحقيق التكامل الاقتصادي العربي، ويحقق نموا وازدهاراً للاقتصاديات العربية بما ينتشلها من ضياعها وأطماع الأعداء فيها، فالقوة في الجماعة والضعف في الفرقة. وإنه آن الأوان أن يتحد العرب جميعا على كلمة واحدة وهي لغة المصالح الاقتصادية المشتركة التي نحتاجها جميعا، فهل من مجيب لهذا النداء؟ Sarah Alsouhail [email protected] Instagram account https://instagram.com/sarahalsouhail?igshid=YTQwZjQ0NmI0OA%3D%3D&utm_source=qr Po box 2824 Amman 11181 Jordan Twitter Take a look at sarah Alsouhail (@Sarah_alsouhail): https://twitter.com/Sarah_alsouhail?s=09 Blog http://sarahalsouhail2000.blogspot.com/?m=1 Facebook page https://www.facebook.com/sarahalsouhaail/ الموقع الالكتروني http://sarah-planet.com/me/
Dr.Randa
Dr.Radwa