الإثنين 6 مايو 2024

حتى لاننسى| ملحمة "الجنرال الذهبي" عبد المنعم رياض

الفريق عبدالمنعم رياض

تحقيقات8-3-2024 | 13:48

محمود غانم

تحتفل مصر، غداً السبت الموافق 9 مارس الجاري، بـ "يوم الشهيد" والذي يأتي تخليداً لمن بذلوا دمائهم من أجل هذا الوطن.

يأتي الاحتفال، بـ "يوم الشهيد" في 9 مارس من كل عام، حيث يوافق ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض فى عام 1969، حينما توجه للجبهة فى اليوم الثانى لحرب الاستنزاف ليتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق.

وأثناء مروره على القوات فى الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب الفريق رياض إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران وفارق الحياة خلال نقلة إلى مستشفى الإسماعيلية، وخرج الشعب بجميع طوائفه فى وداعه مشيعين جثمانه بإجلال واحترام ممزوجين بالحزن العميق.

 الفريق عبدالمنعم رياض

وبالنظر إلى أرشيف -دار الهلال- نجد أن عبد المنعم رياض، الذي ولد بقرية سبرباي التابعة لمدينة طنطا محافظة الغربية، تخرج من الكلية الحربية في فبراير 1938، حيث عين باحدى بطاريات المدفعية المضادة للدبابات.

في أواخر العام، عين رياض إلى البطارية الأولى في تشكيل الآلاي المصري للمدفعية المضادة للطائرات، ولم تمض شهور قليلة حتى شغل رياض نتيجة لكفاءته منصب أركان حرب الآلاي.

وفي عام 1948، اندلعت حرب فلسطين، وكان البكباشي عبدالمنعم رياض في إدارة العمليات والخطط للجيش، حيث شهد له بالكفاءة حيث قال أحد كبار القادة عنه:" كنت أحارب في الميدان في مرحلة حرجة، وكنت أشعر أن ارتباطي برياض أمر له أهميته في سير المعركة، ولم يخيب رياض ظني فيه أبداً".

أما رياض فسجل شهادة عن الحرب فقال:" الفساد ما كنش في السلاح وبس.. الفساد كان في القيادة الكبيرة، وعلشان كدة بقول الفساد لازم يتغير". وقد منح رياض "نوط الجدارة الذهبي" تقديراً لجهوده خلال معارك فلسطين.

واصل رياض تدرجه في المناصب العسكرية حتى عين عام 1964 رئيساً لأركان القيادة العربية، بعد تولي المهمة قام رياض بنفسه بمسح كافة مسارح العمليات في دول المواجهة على الجبهة، وطرق الإقتراب إليها من العمل الإستراتيجي للدول العربية المجاورة.

وفي عام 1967 (عام النكثة) تولى رياض قيادة المركز المتقدم بعمان ورغم نتائج المعركة، فإن كل العمليات التي خطط لها رياض تشهد له بأنه خطط وأدار العمليات على الجبهة الشرقية بكل ما يملك من حنكة وعلم، لكن الظروف كانت أقوى والإمكانيات العسكرية المتاحة كانت أقل.

وفي 20 يونيو 1967، وصل رياض إلى مصر ليشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وفور وصوله التقى برئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث شرح له خطته لاعادة بناء القوات المسلحة المصرية وتجهيزها إلى معركة التحرير.

حقق رياض نتائج مدهشة مع أول أيام إعادة البناء، ومنها: معركة رأس العش ونتائجها المشرفة، معركة إغراق المدمرة إيلات، إسقاط العديد من طائرات العدو بقوات الدفاع الجوي.

وفي مواجهة أعمال قواتنا المتزايدة ضد العدو، قامت إسرائيل ببناء خط بارليف لكي تحمي قواتها من نيران القوات المصرية.

وفي صباح السبت الموافق 8 مارس 1969، بدأت قواتنا بالجبهة تنفيذ الخطة التي وضعها رياض؛ لتدمير خط بارليف، وفي صباح 9 من مارس يطير رئيس الأركان عبد المنعم رياض إلى الجبهة لمتابعة تنفيذ الخطة.

وهناك كان إرادة الله، حيث انهالت نيران العدو الإسرائيلي فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي رياض.

رحم الله على الجنرال الذهبي الذي قال:"كان نفسكم تحاربوهم، لكنم لم تأخذوا هذه الفرصة بعد.. ستعبرون وستواجهونهم وستطاردونهم وهم يفرون أمامكم، مثلما رأيتموهم بعيونكم أثناء معارك المدفعية سبتمبر 1968 وهم يقفزون من دباباتهم المشتعلة ويفرون كالجراد إلى عمق سيناء، هذا هو المقاتل الإسرائيلي بحقيقته العارية، القوات الإسرائيلية برواز ساطع لامع.. لكنكم بمجرد أن تخترقوه لن تجدوا بداخله تفاصيل صورة حقيقية فليس بداخل البرواز اللامع شئ غير الفراغ"، وهذا ما تحقق بعدها بسنوات إبان حرب أكتوبر المجيدة، ولكن حينها كان رياض قد مضى إلى جوار ربه.

 

 

Dr.Randa
Egypt Air