سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على الانقسامات التي تسود الدول الغربية في الوقت الحالي بسبب عزوف ألمانيا عن الاستجابة لطلب بريطانيا بتزويد ألمانيا بصواريخ بعيدة المدى لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية خلال الحرب المشتعلة بين الطرفين.
وأشارت كاتبة المقال كيت كونولي في هذا الصدد إلى تصريحات وزير خارجية بريطانيا دافيد كاميرون التي يؤكد فيها أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة سوف يسهم في تحقيق السلام وليس تصعيد الصراع.
وأوضح المقال جهود بريطانيا في هذا الصدد حيث أشار إلى زيارة كاميرون لألمانيا والتي أجرى خلالها مباحثات حول الحرب في أوكرانيا مع نظيرته الألمانية أنالينا بايربوك وسط ضغوط دولية متزايدة على ألمانيا من أجل تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى من طراز "توروس".
وتأتي تصريحات وزير خارجية بريطانيا بعد أقل من أسبوع من تسريبات لتسجيل صوتي لقادة في الجيش الألماني حول كيفية مساعدة أوكرانيا لتحقيق انتصارا عسكريا على القوات الروسية في ساحة القتال.
ويلفت المقال كذلك إلى أن لقاء كاميرون بنظيرته الألمانية يأتي في وقت بالغ الدقة بالنسبة لبرلين في أعقاب فضيحة التسريبات تلك والتي أعلنتها روسيا بعد أن تمكنت من التقاطها والتي أوضحت كذلك تدخل بريطانيا المباشر في حرب أوكرانيا.
وينوه المقال إلى أن المستشار الألماني أولاف شولتز طالما أكد رفضه السماح باستخدام صواريخ ألمانية في حرب أوكرانيا، حيث أن تلك الخطوة تستلزم إرسال قوات ألمانية لساحة القتال في أوكرانيا، كما أن امتلاك أوكرانيا لصواريخ يبلغ مداها ما يقرب من 500 كليومتر قد يشجعها على استهداف مواقع داخل العمق الروسي مما يجعل ألمانيا طرفا مباشرا في الحرب.
وأشار المقال في سياق متصل إلى تصريحات كاميرون خلال مؤتمر صحفي حول موقف كل من بريطانيا وألمانيا من نتائج الانتخابات الأمريكية في حالة فوز الرئيس السابق دونالد ترامب والتي أكد فيها أن كلا البلدين سوف يتعاونان مع الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أيا كان هو من أجل الحفاظ على تلك الشراكة المهمة عبر المحيط الأطلنطي.
وأشار كاميرون كذلك إلى أنه يجب على الدول الأوروبية التركيز في الوقت الحالي على تعزيز التعاون المشترك فيما بينها قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة.