الثلاثاء 30 ابريل 2024

ماذا سيحدث في حالة إتلاف الكابلات البحرية؟

كابلات اتصالات بحرية

تحقيقات8-3-2024 | 20:00

محمود غانم

تزامناً مع العطل الذي ضرب تطبيقي فيسبوك وإنستجرام -الثلاثاء الماضي- أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بانقطاع 3 كابلات اتصالات بحرية تمر عبر مياه البحر الأحمر.

وتطرقت الوكالة إلى بيان شركة "إتش جي سي جلوبال كوميونيكيشن" الذي أوضح أن الكابلات المقطوعة تشمل كابل "آسيا-أفريقيا-أوروبا1" وكابل "أوروبا-الهند" وكابل "سيكوم تي جي إن جولف".

وبينت الشركة أن انقطاع الكابلات أثر على 25% من تدفق البيانات عبر كابل البحر الأحمر الذي قالت إنه هام لتدفق البيانات من آسيا إلى أوروبا.

في غضون الأيام الماضية، اتهم إعلام عبري جماعة أنصار الله الحوثي اليمنية بعطب 4 كابلات اتصالات في البحر الأحمر بين جدة وجيبوتي.

في المقابل، نفى الحوثيون تلك الإتهامات، إذ أكدوا أنهم يتجنبون الإضرار بأي كابلات في البحر الأحمر.

لكن بعيداً عن ذلك.. ما الذي قد يحث إذ انقطعت كابلات الإتصالات؟ 

في البداية، كابل الإتصال البحري هو كبل يوضع في قاع البحر ويربط بين المحطات الأرضية؛ لنقل إشارات الاتصالات عبر مساحات شاسعة من المحيطات والبحار.

يرجع تاريخ تلك الكبلات إلى خمسينيات القرن التاسع عشر، حيث سهلت آنذاك نقل حركة التلجراف، ومع التقدم التكنولوجي في ثمانينيات القرن الماضي إلى تطوير كبول الألياف الضوئية. 

ولكي نبرز أهمية تلك الكبلات، فإن المعاملات التي تجرى عبر الأقمار الصناعية تصل إلى 1% من المعاملات التي تجرى عبر الكبول البحرية، وذلك لأنها قادرة على تمرير المعلومات بكفاءة وسرعة بعيداً عن رقابة البشر وتغيير مسارات مرور المعلومات في حالة وقوع عطب في أحد الكبلات، بحكم أنه توجد عدة كبلات أخرى لنقل المعلومات لبلد معين، غير أن تكلفة إنجاز هذه الكبلات البحربة هي بملايين الدولارات.

ومن الوارد جداً أن تنقطع الكبول بسبب سفن الصيد والمراسي والزلازل والتيارات العكرة وحتى عضات أسماك القرش، لذلك جرى تطوير ممارسة دفن الكبول، مما تسبب في انخفاض معدل تسجيل الأعطال إلا أنها لم تنقطع، فالكالابات البحرية هشة نسبياً ويمكن إتلافها بسهولة، ففي كل عام، هناك أكثر من 100 حادثة يتم فيها قطع أو تلف الكابلات، ومعظم هذه الأسباب ناتجة عن أضرار الشحن أو البيئة، وهذه أشهر حوادث العطب المسجلة:

- في عام 2005 أتلف كبل بحري SEA-ME-WE-3 على بعد 35 كلم من جنوب كراشي التي تمكن باكستان من الاتصال بالعالم، ما أدى لحرمان حوالي 10 ملايين شخص من الإتصال بالإنترنت.

- في عام 2006 حيث أدى زلزال هونج كونج إلى تخريب كبلات بحرية كانت تربط بين الفلبين وتايوان.

- في عام 2007 قام مجموعة من الأشخاص بسرقة كبل بحري T-V-H وذلك عن طريق قطع جزء منه بلغ 11 كم بهدف بيعه كخردة تزن 100 طن، مما تسبب في ترك مستخدمي الإنترنت في فيتنام باتصال بطيء جداً بالإنترنت.

- في عام 2008 حدثت مجموعة من الأعطاب في الكبلات البحرية المارة من قناة السويس تسببت في مشاكل بالنسبة لإيران وماليزيا وتضررت الهند ودول الشرق الأوسط.

- في عام 2014 حصل عطب في كبل SEA-ME-WE 3 ما أدى لقطع الإتصال بين أستراليا وسنغافورة.

ومما سبق يتبين أن عطب الكبلات البحرية يؤدي إلى تباطؤ الإنترنت أو انقطاعة. الحادثة التي سجلت عام 2008 أدت إلى اضطرابات بنسبة 70% في مصر و60% بالهند إلى جانب مشاكل في أفغانستان، والبحرين، وبنجلاديش، والكويت، والمالديف، وباكستان، بالإضافة إلى دول أخرى في هذا النطاق.

وفي عام 2013، أدى قطع بأحد كابلات الاتصالات الرئيسية في البحر المتوسط إلى مشاكل وضعف في خدمات الإنترنت في مصر وعدد من الدول المجاورة.

فتلك الكابلات تشكل جزءاً كبيراً من العمود الفقري للإنترنت، حيث تحمل غالبية البيانات حول العالم وتربط في النهاية بالشبكات التي تزود الأبراج الخلوية واتصالات "واي-فاي" (Wi-Fi) بالطاقة. 

وتعتبر مصر المنطقة الأكثر خطورة بالنسبة للكابلات البحرية حيث يجتمع بها حوالي 17% من حركة الإنترنت في العالم، ويرجع ذلك إلى جغرافيتها التي تسهم في تركيز الكابلات في المنطقة، فالمرور عبر البحر الأحمر وعبر مصر هو أقصر طريق تحت الماء بين آسيا وأوروبا. 

إلا أنه في الأخير نقول، الإنترنت مبني على المرونة، ليس من السهل إزالة أجزاء كبيرة من الإنترنت، والشركات التي ترسل البيانات عبر كابلات الإنترنت تحت سطح البحر لا تستخدم فقط كابلاً واحداً وستكون لديها مساحة على كابلات متعددة.

ففي حالة العطب أو العطل بأحد الكابلات، يتم في النهاية إعادة توجيه حركة المرور عبر كابلات أخرى، إلا أنه في المناطق التي يوجد بها كبل واحد، يمكن أن تكون للإنقطاع فيها آثار مدمرة.

Dr.Randa
Dr.Radwa