سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على اعتزام الدول الأوروبية تدشين ممر بحري من أجل تقديم المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة لإنقاذهم من المجاعة بسبب الحرب التي نشبت في القطاع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضح المقال، الذي شارك في كتابته جوليان بورجر وجاسون بورك وهيلينا سميث، أن الدول الأوروبية سوف تقوم بإرسال تلك المساعدات من قبرص إلى غزة، مضيفا أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أعلنت أنه سوف يتم إرسال شحنة مساعدات تجريبية اليوم السبت ولكنها لم تحدد أين سترسو سفينة الشحن وأين سيتم تفريغ حمولتها كما أنها لم توضح كيفية توصيل تلك المساعدات لأهالي القطاع.
ولفت المقال إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن منذ عدة أيام عن اعتزامه تدشين ممر بحري من قبرص لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لأهالي قطاع غزة في محاولة لإنقاذهم من مجاعة محققة بسبب الظروف المعيشية القاسية التي يعيشون فيها جراء الحرب الضروس المشتعلة حاليا في القطاع.
وأشار المقال إلى تصريحات فون دير لاين خلال تفقدها لميناء لارناكا في قبرص والتي عبرت فيها عن سعادتها بقرب تدشين ممر بحري لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان غزة والذي يبدأ مهمته غدا الأحد على أن يتم إرسال شحنة على سبيل التجربة اليوم السبت.
وأضافت المسؤولة الأوروبية أن قطاع غزة يشهد حاليا مأساة إنسانية حقيقية معبرة عن تعاطفها مع المدنيين الأبرياء من سكان غزة.
وأوضح المقال في هذا السياق أن المفوضية الأوروبية والعديد من دول العالم مثل ألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، أكدوا في بيان مشترك أمس الجمعة دعمهم لفكرة تدشين ممر بحري لإنقاذ أهالي غزة من المجاعة، وأكدوا عزمهم ضمان وصول تلك المساعدات للمتضررين من الحرب في القطاع في أقرب وقت ممكن.
وأشار المقال كذلك إلى تصريحات وزير خارجية بريطانيا دافيد كاميرون التي أكد فيها عزم بلاده المشاركة في تقديم المساعدات من خلال الممر البحري، لافتا إلى أن بلاده مستمرة في بذل جهودها مع الجانب الإسرائيلي من أجل السماح بدخول كميات أكبر من المساعدات الإنسانية للقطاع عن طريق البر في أقرب وقت ممكن.
وعبر كاميرون في الوقت نفسه، كما يشير المقال، عن إحساسه بالإحباط بسبب رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية الاستجابة لكل المناشدات الدولية للسماح بفتح المزيد من المعابر لدخول المساعدات الإنسانية.
ويلفت المقال في هذا الصدد إلى تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية منذ عدة أيام التي أكد فيها عزم الجانب الإسرائيلي اجتياح مدينة رفح في جنوب القطاع على الرغم من جميع الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي للحيلولة دون قيام إسرائيل بتلك الخطوة.
ويوضح المقال أن مدينة رفح أصبحت تضم في الوقت الراهن ما يزيد على مليون فلسطيني ممن نزحوا عن ديارهم في مناطق متفرقة من القطاع هربا من ويلات القصف الإسرائيلي منذ عدة أشهر.
ويشير المقال في الختام إلى تقديرات المراقبين الذين عبروا عن مخاوفهم من أن أي هجوم من جانب القوات الإسرائيلية على مدينة رفح المكتظة بالسكان سوف ينجم عنه كارثة إنسانية غير مسبوقة وسوف يؤدي إلى زيادة حدة العنف وتفاقم الحالة الأمنية في المنطقة بأسرها.