لشهر رمضان طقوسه وعاداته المميزة التي اعتاد المصريون التمتع بها، وله أجواء خاصة تحل عليهم مع تتابع الأعوام، فتنقل إليهم إحساسًا متفردًا وتبث في أرواحهم السرور وتحيط قلوبهم بالبهجة.
ويتميز شهر رمضان أيضًا ببروز مهن حرفية وإبداعية ارتبطت ارتباطًا جوهريًا بقدومه، فضلاً عن ظهورها بتوازٍ مع حلول، هذه المهن الحرفية المتعددة والمتميزة نالت حب المصريين، حتى غدت جزءًا لا يتجزأ من روح هذا الشهر المعظم، والذي سنستعرض بعض منها في هذا الموضوع خلال أيام شهر رمضان المبارك لهذا العام 1445 هجريا.
المسحراتي
"اصحى يا نايم وحد الدايم"، تلك العبارة التي نسمعها يوميا على مدى شهر رمضان الكريم، تُنطق بواسطة رجل يتجول في شوارع المدن وأحيائها، بهدف إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور.
يُعتبر المسحراتي، الذي يشير إلى وقت السحور، مهنة موسمية مرتبطة بشهر رمضان، حيث يتولى المسلمون تسميتها للشخص الذي يقوم بإيقاظ الصائمين خلال ليالي هذا الشهر الفضيل.
تعتبر عادة "المسحراتي" من أقدم التقاليد، يعود تاريخها إلى عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. في شهر رمضان، قام بلال بن رباح وابن مكتوم بتأسيس هذه المهنة قبل أكثر من 14 قرنًا تقريبًا.
ورغم تقدم التكنولوجيا في عصرنا الحالي، يظل الريف المصري وبعض المناطق الشعبية ملتزمين بهذه العادة التقليدية، تمنح هذه العادة فرحًا خاصًا للناس في شهر رمضان، وتظل جزءًا لا يتجزأ من تراثهم وثقافتهم.