الإثنين 29 ابريل 2024

مسارح عالمية (2: 30).. «ديونيسيوس» الأكثر شهرة باليونان ومن أقدم مسارح العالم

مسرح ديونيسيوس

ثقافة12-3-2024 | 13:39

همت مصطفى

يظل المسرح بكل مراحل التاريخ البشري أبو الفنون فهو بلا شك أقدمها، وسيظل أيقونة المقاومة المستمرة ووسيلة مهمة حرة لطرح الرؤى والأفكار لكل مشارك في رحلته وستبقى مكانته عالية شامخة في قلوب وعقول الملايين من البشر، وتبقى خشبات المسرح وكل فضاء مسرحي  محرابًا للمسرحيين في مصر وعالمنا العربي والعالم كله.

ومع بوابة «دار الهلال» نلتقي كل يوم بشهر رمضان المبارك بعام 1445  هـجرية مع إحدى خشبات أبو الفنون والفضاءات المسرحية الأكثرة شهرة بالعالم  لنتعرف على بعض من ملامح تاريخها المهم.

يعد المسرح  الإغريقي "ديونيسيوس"  من أقدم المسارح في أوروبا وأوائل المسارح التي بنيت في العالم كله،  إن لم يكن هو الأول والأقدم  في تاريخ ورحلة  المسرح.

ومسرح ديونيسوس  هو الأكثر شهرة بين جميع المسارح اليونانية في أثينا، وهو مسرح مكشوف وفي القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد ، كان المدرّج مصنوعًا من الخشب فقط، وبعد انهياره تم بناء مدرّج من الحجر، والرخام.

بني مسرح " ديونيسوس" عند سفح الأكروبوليس وهو المنحدر الجنوبي في أثينا  يستوعب نحو  17,000 شخصًا، موزعه على 64 طبقة .

و بالنسبة المنطقة التي تخص  الأوركستر كانت دائرية في الأصل، فقد تم تغييرها في عهد "نيرون" إلى نصف دائرة مغطاة برصيف رخامي متعدد الألوان في الوسط، وفي هذا المسرح تم تخليد مسرحيات رواد الدراما الأوائل ومؤلفي التراجيديا اليونانية إسخيلوس ، وسوفوكليس ويوريبيدس  و مؤسس الكوميديا  ورائدها أريستوفانيس.

وبني مسرح" ديونيسيوس"  تكريمًا للإله اليوناني ديونيسيوس ، وهو أحد آلهة اليونان التي كانوا يقدسونها قديمًا ،وتعود نشأة المسرح وخصوصًا الدراما اليونانية إلى الشعائر والاحتفالات الدينية  ومنها الأغاني" الديثورامبية "التي كانت  عبارة عن طقس من الطقوس الدينية تؤدى في عبادة هذا الإله ديونيسوس.

ويحكي لنا التاريخ أنه  في اليونان القديمة ، بدأت الدراما كطقس ديني لتخليد ذكرى عذابات الإله" ديونيسوس" Dionysus"

وبعد تطور الدراما اليونانية ونضوجها في القرن الخامس قبل الميلاد على يد "إسخيلوس" ومعاصريه ومن جاءوا بعدهم، كانت جزءًا لا يتجزأ من طقوس الاحتفال بالإله ديونيسوس في "عيد الديونيسيا الأكبر".

ساهمت طقوس تكريم" ديونيسوس"التي أقيمت في إقليم فوكيس وبويوتيا بلعب دور ملحوظ في ولادة الدراما؛ حيث استقت مسرحية عابدات" باكخوس" الأحداث من تلك الطقوس، وذلك يعود لكونها أكثر عنفًا وتتبع النمط الآسيوي القديم لعبادة ديونيسوس الذي يتضمن حزنا وجدانيًا جزيلا وآداءً شتائيًا على رؤوس الجبال على عكس طقوس بقية الأقاليم اللاتينية.

و يمكن اعتبار المهرجانات الأتيكية الشتوية التي تتضمن موكب الأغنية الفاللية مهدًا للكوميديا إحدى فروع الدراما الثلاث، تأتي التراجيديا بوصفهًا مركزًا ثانويًا للكوميديا ومقر نشأتها هو مهرجانات" ديونيسوس" الربيعية ضمن أغنية" ديثورامبوس" التي تؤديها الجوقة، ومن هنا بدأت تتشكل صورة المسرحية بوصفها ثالث فروع الدراما بدءًا من النموذج الإلهي ديونيسوس الذي حظي بأحداث كثيرة في تكوينه الأسطوري، ليصبح الأب للنوع المسرحي من المأساة، وأسس قاعدةً درامية مؤهلة لأن تصبح مسرحًا، كالقوى والعابدات الذين أصبح يقوم بدورهم المؤدون، والطقوس التي تحولت بمرور الوقت إلى عرضًا مسرحيًا تنكريًا

Dr.Randa
Dr.Radwa