حظى كل رسول أنزل ليبلغ رسالة ربه فالأرض، بالعديد من المصاعب والمشقات التي كانت تثقل كاهلهم، ولولا وجود الصحابة الكرام بجانبهم، لما هونت عليهم الرسالة وسبل تبليغها، فمن نعم الله عليهم بأن رزقهم بمن يساندهم ويشدد عضدهم، ومنهم رسول الله محمد الذي كان له عدد كبيرًا من الصحابة الكرام، وكلمة صحابة تعني، من آمن بدعوة الرسول محمد ورآه ومات على دينه، وأيضًا هم من لازموا الرسول في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه دائمًا.
ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم لعام 1445 هجرية ، يوميًا، سيرة أحد صحابة رسول الله، ممن سعوا دائمًا لنصر دين الحق، ولمؤازرته وتشديد عضده.
ونقدم في اليوم الثالث من رمضان 1445 هـ، ملامح من رحلة الصحابي «عثمان بن عفان».
ولد «عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي» بعد عام الفيل بست سنوات، لقب «بذي النورين» لزواجه من ابنتي رسول الله السيدة رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما.
وكان عثمان بن عفان من أوائل الصحابة الذين أسلموا ، فقد أخبره أبو بكر الصديق عن الإسلام واتجه به للرسول محمد في دار الأرقم وأعلن إسلامه وهو قد تجاوز الثلاثين من عمره، عرف عنه حسن الخلق والحياء الشديد، والكرم.
ومن قصص« عثمان بن عفان» مع الرسول صلى الله عليه وسلم، جاء في حديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن الرسول كان مضجعا على فراشه كاشفا عن ساقه، فجاء أبو بكر الصديق، وهو لم يتحرك، وانصرف، ثم استأذن عمر بن الخطاب، فأذن له وهو مازال على حاله، ثم انصرف، فاستأذن عثمان فاستقام من جلوسه وسوى من ثيابه، ثم قضى حاجته وانصرف، فقالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له، ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له، ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست، وسويت ثيابك، فقال: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟.
كانت وفاة عثمان بن عفان مؤلمة، فقد قتل في بيته على يد جماعة مارقة، حيث اقتحموا عليه المنزل، وقتلوه وهو صائم والمصحف بين يديه، فمات شهيدًا، وذلك في السنة الـ35 من الهجرة، ودُفن في البقيع.