الأحد 28 ابريل 2024

مقامات وأضرحة| «ضريح سيدي الذوق» (4:30)

ضريح سيدي الذوق

ثقافة14-3-2024 | 21:22

بيمن خليل

الأضرحة تشكل معالم معمارية تُقام على قبر فرد ما، بهدف الإبقاء على ذكراه وتأريخ موقع دفنه، وفي مصر، تبرز العديد من الأضرحة التي تحمل أهمية خاصة لشخصيات دينية كبيرة تركت بصمتها في تاريخ الإسلام، يعتبر بناء الأضرحة وتزيينها بالزخارف والنقوش جزءًا من التقاليد المصرية لتخليد ذكرى الأفراد الذين قدموا إسهامات كبيرة في المجتمع.

يتميز المقام عن الضريح، إذ لا يكون بالضرورة مكانًا للدفن، بل قد يُقام في مكان قضى أو مارس فيه طقوسه الدينية، يُستخدم المقام لتخليد الشخصية والذكريات المرتبطة به، وقد يكون مكانًا للعبادة أو الزيارة من قبل الناس.. من بين الأضرحة الشهيرة والمقامات:

ضريح سيدي الذوق

سيدي الذوق هو ضريح صغير أسفل سور القاهرة الفاطمية الشمالي، عند نهاية شارع المعز، يعود تاريخ بنائه إلى عصر المماليك، حيث يتميز بحجاب خشبي وقبة خضراء تُزينها هلال ذهبي، وعليها كتابات سوداء تحمل عبارة "ضريح العارف بالله سيدي الذوق".. اشتهر الضريح بالقول "الذوق مخرجش من مصر" الذي يرتبط به.

تدور عدة روايات حول صاحب الضريح، ففي إحداها يُقال أنه كان تاجرًا في منطقة الحسين، يُدعى حسن الذوق، وكان يعيش في منطقة فتوات المحروسة.. كان يتميز برغبته الدائمة في حل مشكلات أهالي الحي القديم. ويرجح أن لقب "الذوق" لم يكن اسم عائلي، وإنما كان وصفًا أطلقته الناس عليه.. رغم حب الناس له، إلا أنه شعر بالضيق نتيجة للمشاجرات المتكررة، فقرر مغادرة القاهرة.. ولكنه، بسبب حبه الكبير للمدينة وحزنه عند فراقها، لم يتمكن من استكمال الرحيل وسقط ميتًا، دُفن بجوار باب الفتوح.

روايات أخرى تقول إن الحاكم في ذلك الوقت قرر وضع الفتوات في السجون، مما دفع "الذوق" للشعور بالحرج لتميزه بين الأهالي، واستقرار قراره بالخروج من مصر، ولكنه لم يتحمل فراق وطنه، فسقط ميتًا عند مروره بباب الفتوح، وحزن عليه أهل المحروسة، فقرروا دفنه في نفس المكان الذي سقط فيه.

رواية أخرى تشير إلى أن صاحب الضريح كان شخصًا مباركًا قرر الرحيل بسبب ضيق ذراعيه بسبب الأوضاع الصعبة.. ولكنه توفي عند مروره بباب الفتوح قبل أن يغادر، فأقام الأهالي الضريح في نفس الموقع.

Dr.Randa
Dr.Radwa