لشهر رمضان طقوسه وعاداته المميزة التي اعتاد المصريون التمتع بها، وله أجواء خاصة تحل عليهم مع تتابع الأعوام، فتنقل إليهم إحساسًا متفردًا وتبث في أرواحهم السرور وتحيط قلوبهم بالبهجة.

ويتميز شهر رمضان أيضًا ببروز مهن حرفية وإبداعية ارتبطت ارتباطًا جوهريًا بقدومه، فضلًا عن ظهورها بتوازٍ مع حلول، هذه المهن الحرفية المتعددة والمتميزة نالت حب المصريين، حتى غدت جزءًا لا يتجزأ من روح هذا الشهر المعظم، والذي سنستعرض بعض منها في هذا الموضوع  خلال أيام شهر رمضان المبارك  لهذا العام 1445 هجريا.

الأراجوز

يُعَدُّ الأراجوز من بين أهم المهن التراثية التي تعكس تراث الشارع المصري، وتتألق بشكل خاص في شهر رمضان، حيث يتجول عارض الأراجوز في الشوارع، ويجذب حشود الجماهير التي تحيط به ليبدأ في تقديم عروضه الفنية.

في أوقات سابقة، كان الأراجوز يتميز برأس مصنوع من مادة خفيفة وصلبة مثل الخشب، حيث كانت مرسومة بوجه يحمل تعبيرات حادة، ينتهي الرأس من الأعلى بـ "طرطور" أحمر اللون، في حين يكون صدره عبارة عن جلباب أحمر طويل، يتحكم العارض في حركات الأراجوز باستخدام إصبعه السبابة على عربة صغيرة تتجول في الأحياء الشعبية أثناء الموالد والأعياد وفي جميع المناسبات الخاصة.

يُعود أصل الأراجوز إلى عصور القدماء المصريين، حيث كانت تُعرف الدمية المتحركة باسم "أرجوس"، الذي يعني حرفيًا "يُصنع كلامًا معينًا".. ومن هنا اشتقت كلمة "أراجوز" التي تعود إلى العصر العثماني، حيث كان يُطلق عليها آنذاك "قراقوز" أو "الأرا أوز"، ازدهر هذا الفن الساخر في أواخر العصر المملوكي قبل الغزو العثماني لمصر.