واجه كل رسول، بُعث ليبلغ رسالة ربه في الأرض، العديد من المصاعب والمشقات التي أثقلت كاهلهم، ولولا وجود الصحابة الكرام بجانبهم، لما هونت عليهم الرسالة واستصعبوا تبليغها، فمن نعم الله عليهم أن رزقهم بمن يساندهم ويشدد عضدهم، ومنهم رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، الذي كان له عدد كبيرا من الصحابة الكرام، وكلمة صحابة تعني: من أمن بدعوة الرسول محمد ورآه ومات على دينه، وأيضا هم من لازموا الرسول في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة.
ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، سيرة أحد صحابة رسول الله، ممن سعوا دائما لنصر دين الحق.
ونفي اليوم الخامس من رمضان 1445هـ، نذهب في جولة مع الصحابي الجليل«الزبير بن العوام»
الصحابي الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد القرشي، رضي الله عنه، هو ابن عمة النبي وابن أخ زوجته السيدة خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، كما أنه لقب بحواري رسول الله، فقال عنه النبي: «إن لكل نبي حواريا، وحواري الزبير».
نشأ الزبير بن عوام يتيم الأب، فقد قتل والده في حرب الفِجَار (43 ق هـ / 580م - 33 ق هـ / 590م) وهي إحدى حروب العرب في الجاهلية وحصلت بين قبيلة كنانة (ومنها قريش) وبين قبائل قيس عيلان.
ودخل الزبير بن عوام الإسلام وهو صغير السن، وكان من أوائل المسلمين، فقد كان من الذين أسلموا على يد أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، وتزوج "الزبير" من أسماء بنت أبي بكر الملقبة بذات النطاقين.
شارك "الزبير" في جميع الغزوات في العصر النبوي مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فكان قائد الميمنة في غزوة بدر، و حامل إحدى رايات المهاجرين الثلاث في فتح مكة.
ومن مأثر الزبير بن عوام مع الرسول أنه كان ابن الثانية عشرة سنة، وسمع بأن رسول الله قد قتل، فخرج بسيفه باحثا عن قاتله، فقابل رسول الله، فتعجب من شكله وأخبره أين أنت ذاهب يا زبير، وقال: أخبرت أنك أخذت، فأخبره وماذا كنت ستصنع بسيفك، قال له الزبير كنت سأخذ به من أخذك يا رسول الله، فدعى له الرسول ولسيفه، ولذالك عرف بأنه أول من سل سيفا في الإسلام.
واستشهد الزبير بن عوام في نهاية حياته غدرًا، على يد جرموز، سنة 36 هجري، وكان عمره حين ذاك أربع وستين عامًا.