السبت 29 يونيو 2024

المترجم البريطاني ترافر ليجاسيك : الفيلم المكسيكي "زقاق المدق" تجنى على محفوظ لدرجة الجنون

25-2-2017 | 18:34

د. وجدان الصائغ - ناقدة عراقية، أستاذة بقسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة ميشيجان

  في مكتبه بقسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة ميشيجان ـ المزدحم دائما بطلبة الدكتوراه الذي يعملون تحت إشرافه للتباحث في شؤون بحوثهم الأكاديمية ـ التقيت المترجم البريطاني البروفيسور ترافر ليجاسيك Trevor Legassick أستاذ الأدب العربي. يقع مكتبه في نهاية الممر الذي يقع فيه مكتبي، وهذا الممر المشترك يمنحنا فرصا لنلقي التحايا على بعضنا البعض، على عجل أحيانا، وأحيانا نقف لتجاذب أطراف الحديث على عجل عن فصولنا الدراسية وعن طلابنا، حيث يدرّس ترافر ليجاسيك مقدمة عن الأدب الروائي والقصصي، وأدرّس أنا الكتابة والمحادثة والإعلام العربي. ولكن بتأن أكثر تجمعنا الاجتماعات الرسمية أو مآدب القسم التي تجمع الأساتذة وطلبة الدراسات العليا بمناسبة بداية فصل دراسي أو توديع فصل دراسي.

   وأنت في مكتبه تجد على رفوف مكتبته العامرة روايات وكتبا ومعاجم باللغة العربية، فضلا عن مجلات عربية منها "الهلال"، أما عن دوره الأكاديمي فهو من الرواد المؤسسين لهذا القسم إذ يعمل فيه منذ عام ١٩٦٦ أستاذا مساعدا للرواية والأدب العربي، ثم أستاذا مشاركا، وصولا إلى رتبة الأستاذية فضلا عن تنقله في إقامته العربية في أكثر من بلد عربي، بدءا بالكويت ومرورا بلبنان وانتهاء بمصر. وقد منحته تلك المعايشة قدرة على فهم الثقافة العربية وتثمين دور مبدعيها فكانت له ترجمات رائدة لكتّاب لنجيب محفوظ ويحيى حقي وحليم بركات وإميل حبيبي وسحر خليفة ويوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس وغيرهم. وحين التقيته لإجراء الحوار كان عائدا من تكريم له في إحدى المدارس الثانوية في مدينة ان اربر، احتفاء بدخول ترجمته لرواية "زقاق المدق" عامها الخمسين.

  تعود معرفتي بترافر ليجاسيك إلى أكثر من سبع سنوات، حين دعيت لندوة بالمتحف العربي الأمريكي في مدينة ديربورن، وكان مشاركا وتحدث باستفاضة عن صلته بالأدب العربي وعلاقته بروايات نجيب محفوظ وترجمته الإنجليزية لرواية "اللص والكلاب" والتي تم توزيعها على الحضور آنذاك. لفت انتباهي علمه الجم وتقديره للأدب العربي على وجه العموم وأدب محفوظ على وجه الخصوص. وقبل أن أبادره بأسئلتي دار حوار حول مجلة "الهلال" وعراقتها وريادتها، وخلال حديثنا التقط عددا من "الهلال" يعود إلى سبعينيات القرن العشرين، وعلى الغلاف صورة لمحفوظ، كان العدد خاصا، للاحتفاء بتجربة محفوظ الروائية. وحين بادرته بالسؤال عن رحلته مع اللغة العربية أجاب ترافر ليجاسيك:

ـ رحلتي مع اللغة العربية طويلة وممتعة بدأت عام ١٩٥٥ في لندن، حين درست اللغة العربية الكلاسيكية، وتعمقت صلتي بها حين اخترت القومية العربية الحديثة موضوعا لأطروحتي للدكتوراه، وصولا إلى تدريسي للغة العربية في الجامعات الأمريكية من جامعة ويسكونسن إلى جامعة ميشيجان.

*  لماذا اللغة العربية؟

ـ أنا شغوف بدراسة اللغات وتعرف ثقافات الشعوب. كنت أبحث عن لغة أجنبية لدراستها إلى جانب الفرنسية والألمانية والروسية التي درستها. حين درست اللغة العربية لم تكن عندي أية دراية بالأدب العربي، وأنا مغرم بالأدب وتحديدا الرواية، لأني مؤمن بأن الطريقة المثلى لكسر الحاجز بين اللغة والثقافة هو الأدب، وهو الطريقة المثلى لفهم الثقافة والنسق الاجتماعي والقيمي للناطقين بهذه اللغة. وقد شغفت بالروايات العربية والأدب العربي لأني أريد أن أفهم تفاصيل البيت العربي من خلال النص الأدبي الذي يتيح لي أن أستمتع برفقة الإنسان العربي وفهم تفاصيل حياته ويومياته بعيدا عن الأجندة السياسية التي تعطي انطباعات مغايرة عن طبيعة المواطن. قبل اطلاعي على الأدب العربي كنت خارج الصورة فلم أكن في البداية أستطيع أن أفهم وجهة نظر العرب عن أهم قضايا الصراع الدائر في المنطقة، ولكن الأدب منحني القدرة على دخول الصورة بالقرب من الصوت العربي ومن نبضه.

* بدأت الرحلة بلبنان؟

ـ وصلت بيروت عام ١٩٦٠ بعد حصولي على منحة من جامعتي في لندن لاستكمال المصادر البحثية لكتابة أطروحتي للدكتوراه عن القومية العربية الحديثة. وكانت تجربة ممتعة، حيث زرت معظم مناطق بيروت شمالا وجنوبا وأعجبتني طبيعتها الساحرة وعلاقاتي بزملائي، كان عمري آنذاك ٢٦ عاما. وخلال فترة إقامتي البيروتية كنت أستمتع بقيادة سيارتي لأني عرفت الأمكنة وأحببتها.

* كنت صغيرا؟

ـ (يضحك) لم أكن وقتها أشعر بأني صغير.

* من أي نافذة دخلت إلى الأدب العربي عموما وكذلك الأدب المصري وخصوصا روايات محفوظ؟

ـ أود أن أعود قليلا إلى الوراء لأكثر من ٥٠ عاما، كنت قدمت أوراقي الأكاديمية عام ١٩٦١ للعمل أستاذا في جامعة ويسكونسن، وقبلت في تلك الجامعة، وكنت بصدد مغادرة الكويت، وفي طريق المغادرة توقفت لبضعة أشهر في بيروت ووجدتها فرصة للبحث عن كتّاب معاصرين لأني كنت متشوقا جدا لتعرف نتاجهم الإبداعي، وأشركت زملائي وأصدقائي الجدد والقدامى بلبنان وطلبت مساعدتهم في تزويدي بأسماء روائيين عرب مهمين، في ظل قلة أعداد الموضوعات المترجمة المتعلقة بالأدب العربي الحديث. كنت قلقا بشأن جهلي بهذا الجانب، وقد أعطيت قائمة بالأسماء ومن ضمنها محفوظ الذي كان آنذاك (١٩٦١) أشهر الكتّاب العرب بسبب ثلاثيته "قصر الشوق" و"بين القصرين" و"السكرية" وروايته "زقاق المدق"، ولأنه قدّم موضوعات عالمية مضمخة بعبير الثقافة العربية نجحت في تقديم الأدب العربي في تلك الفترة. لذلك بدأت بقراءة رواياته، وكنت أتطلع إلى نص إبداعي يمكنني من الغوص فيه لتنفتح لي مغاليق البعد الثقافي للغة العربية الذي كنت أجهله، وكنت أتوق إلى معرفته من خلال الأدب، وكنت أشعر بأن الأعمال الروائية المترجمة تقدّم الشرق الأوسط عموما والعرب خصوصا بأسلوب مغاير لواقعهم المعيش، أي أنني كنت أشعر بأنها انعكاس مباشر للأجندة السياسية وللصورة النمطية، وطمحت إلى القيام بهذا العمل، أي ترجمة نص إبداعي روائي عربي يعكس حقيقة الإنسان العربي وواقعه، بعيدا عن تلك الأجندة وتلك الصورة النمطية.

* كيف بدأت رحلتك مع "زقاق المدق"؟

ـ حين بدأت رحلتي في قراءة روايات نجيب محفوظ وجدت نفسي أمام عالم شائق متميز، وتوقفت كثيرا عند رواية "زقاق المدق" وتحمست لترجمتها لأني وجدتها مقدمة ذكية لتقديم العرب وحياتهم ومعتقداتهم وقيمهم وأسلوب تعاملهم، كما أعجبت بأسلوب محفوظ إذ استشعرت تقاربا كبيرا بين موقعه بوصفه ساردا وموقعي بوصفي قارئا أجنبيا للرواية، فكلانا يتحرك من خارج الأفق السردي ـ أقصد من خارج الصورة ـ إلى داخل النص؛ فمثلما يصف محفوظ الأمكنة والشخصيات من الخارج ثم يغوص داخلها، كنت كذلك أدخل مع صوته السردي إلى أمكنة غريبة عني وغير مألوفة، ثم أغوص معه في تفاصيلها، لأجدني مولعا بها في نهاية المطاف كما السارد تماما.

* لماذا وقع اختيارك على "زقاق المدق"؟ هل كانت أول رواية عربية تعجبك؟

ـ لا ليست أول رواية، وإنما كانت الأفضل للترجمة من وجهة نظري للغتها المميزة، ولأنها تقدم العالم العربي الذي كنت أجهله تماما آنذاك (١٩٦١) ويجهله كثيرون، كما أنها تساعد بشكل واضح على فهم طبيعة المجتمع العربي ثقافيا واجتماعيا وقيميا. وجدت شخصيات هذه الرواية غير مألوفة، وراقتني حركة السرد التي منحتني متعة السياحة في أروقة الأمكنة وتفاصيل البيئة الشعبية التي أجهلها، وأستمتع برفقة شخصياته وأحاديثهم وحواراتهم التي تحمل عطر المكان فضلا عن مواقفهم وفلسفتهم إزاء الحياة والكون. وطالما أحسست خلال قراءتي لروايات محفوظ بأنه لا يكتب للمصريين فقط وإنما للقارئ الأجنبي أيضا؛ لأنه قدّم في رواياته عموما وهذه الرواية خصوصا مفاهيم المجتمع العربي التي لا تختلف كثيرا عن المفاهيم الغربية، وكشف عن أدق التفاصيل ولعل أهمها في هذه الرواية الإحساس بالخزي من معاقرة الخمرة أو ممارسة الرذيلة وهو ما يقترب من البعد القيمي للثقافة الغربية آنذاك. نجح محفوظ في تقديم ذلك بأسلوب أنيق ومقنع كشف عن تشابه القيم، على الرغم من الاختلاف الثقافي للبيئتين العربية والغربية، لذلك اخترت هذه الرواية. أعرف أن بقية أعماله مهمة أيضا ولكني وجدت نفسي مأخوذا برواية "زقاق المدق" أكثر، وكنت خلال ترجمتي لها أستشير زميلي البروفيسور العراقي في جامعة ويسكونسن "محمد علوان" في بعض الفقرات فأجده يقف حائرا مثلي تماما عندها ويؤكد أنها صعبة الترجمة. وإذا كان قد استخدم صيغا عامية في نصه السردي فذلك منحه القدرة على الدخول إلى آفاق مألوفة عند قرائه، آفاق مفعمة بالخبرة والتجربة والحكمة المضمخة بعبير البيئة الشعبية والثقافة المحلية، وهو بحد ذاته ارتفاع في مستوى اللغة السردية لديه.

* أين قابلت محفوظ لأول مرة؟

ـ كنت قد سمعت به حين كنت في بيروت، وبعد أن قرأت رواياته وترجمت "زقاق المدق" خلال وجودي في جامعة ويسكونسن تعاملت مع ناشر لبناني، حين أرسلت إليه مخطوطة الترجمة فأرسل إلي عقدا لنشرها في سلسلة ترجمة الأدب العربي التي تصدر عن الدار، وكان كتابي هو الكتاب الثاني في تلك السلسلة، وحين أخبرته أني سأسافر إلى مصر لحصولي على منحة من المعهد الأمريكي للبحوث طلب أن أحصل على توقيع محفوظ وموافقته على ترجمة الرواية، لأن الناشر طبعها ولن يستطيع توزيعها بدون موافقته. وقابلته، وتكررت لقاءاتنا، وبعضها في مبنى صحيفة "الأهرام" وكان يتشارك مع توفيق الحكيم في غرفة واحدة، وأذكر أن جمال عبد الناصر وفّر أمكنة مجانية للكتّاب المعروفين آنذاك، فكنّا نلتقي هناك. وقد وافق محفوظ على الترجمة، وحسب علمي فإن الأعداد كانت محدودة ولم يتم توزيعها خارج لبنان، وكانت ترجمتي أول ترجمة لتلك الرواية، ثم حاولت جاهدا أن أجد ناشرا أمريكيا وبالفعل تواصلت مع دور نشر كثيرة، ولكنهم كان يقرءون النص ويعيدونه إلي بلباقة قائلين إنه غير مناسب.

* ماذا تتذكر أيضا من تلك اللقاءات؟

ـ كان توفيق الحكيم موجودا، وكنا نتبادل أحاديث عابرة، ولفت انتباهي الشبه الكبير بين أسلوبه وأسلوب برنارد شو. أما محفوظ فكان مهذبا جدا ومستمعا جيدا ومستمتعا بأحاديثنا المشتركة ولكنه كان رسميا معي، وسمعت من أحدهم أنه متعجب جدا من أن المهتم بأدبه (يقصدني) أصغر منه سنا، وهو الأديب البارز في العالم العربي. (ضاحكا) كنت في العشرينيات، ٢٦ عاما، ربما كان محفوظ يريد كاتبا أكبر مني سنا.

   التقيت أيضا يوسف إدريس وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي، وربطتني ببعضهم علاقات أدبية وصداقة، كما ترجمت أعمالا لإدريس وعبد القدوس ويحيى حقي. ثم ترجمت لمحفوظ "اللص والكلاب"، و"الفجر الكاذب".

* بعد هذه الرحلة، ما مشاريعك المستقبلية وكيف ترى مستقبل ترجمة الأدب العربي؟

ـ لا أزال كما أنا دائما أبحث عن نص مناسب للترجمة، لا أخفي إعجابي بكثير من النصوص الإبداعية العربية، على سبيل المثال أعجبتني رواية "عمارة يعقوبيان" ولكني حين أشرع بترجمة نص فيجب أن يحمل مقومات النص العالمي، لأن القارئ الأجنبي المعاصر يتفاعل مع مضمون النص أكثر من تفاعله مع التقنيات السردية، فمثلا لا يمكن أن أترجم رواية لأنها مصرية أو عربية وإن كانت تستهويني شخصيا إلا أن القارئ الغربي المعاصر لا تهمه البيئة بقدر ما يهمه الفحوى والرؤية المغايرة، يجب أن يتضمن النص مضمونا عالميا يهم الجميع، فالقارئ الأجنبي لا تكفيه الدراما وإنما يريد مضمونا جديدا للبيئة الإنسانية، فعلى سبيل المثال ترجمت قصة "سوسو" ليحيى حقي استنادا إلى هذا الأساس، إذ تطرح القصة أسئلة فلسفية مربكة تهم الإنسان أنى كان، وإن كانت تتحدث عن حالة متكررة وهي ولادة طفلة منغولية ثانية لعائلة مصرية. القصة كتبت بإتقان وأحداثها شائقة، ولكنها ترتكز على أسئلة محيرة مثل لماذا يخلق الله (عز وجل) هذا النماذج البشرية المعذبة؟ هل هي مأساة؟ هل هي عدالة سماوية؟ ومثل هذا ينسحب على الروايات العربية المترجمة التي عرفت بنجاحها بالغرب، ومنها روايتا السوداني الطيب صالح "موسم الهجرة إلى الشمال" و"عرس الزين". كانت الثانية صعبة ولكن الأولى مفهومة بالنسبة إلي أنا القارئ الأجنبي؛ لأن البطل عاش في لندن وهي بيئة أعرفها، وناقشت الرواية إشكالية الصراع بين الشرق والغرب، وهي قضية عالمية لذلك نجحت الرواية في الغرب، وهو ما يعزز فكرتي التي عن مدى صلاحية النصوص العربية للترجمة وكيفية ملاءمتها للقارئ الأجنبي.

* هناك من يزعم أن فوز محفوظ بجائزة نوبل كان حصيلة نجاحه في ترجمة نتاجه إلى لغات عدة. فكيف ترى الأمر؟

ـ هو جدير بهذه الجائزة؛ لقدرته على صياغة نص عالمي متميز، وبراعته في تقديم معان جديدة للحياة بقوالب سردية مدهشة ومبتكرة، وإن كان نتاجه قد ترجم فلأنه يستحق ذلك عن جدارة، ولم تكن الترجمات تتم بطلب منه ولم يسع إلى ذلك، فهو مثلا لم يطلب مني ترجمة أدبه الذي أخذت بصياغته ورؤاه، ولهم أن يقيسوا على ذلك.

* هل تعرف أن ثلاثية محفوظ (بين القصرين وقصر الشوق والسكرية) قدمت في مسلسل تليفزيوني؟

ـ فعلا؟ ليس لدي علم بذلك!

* هل يهمك أن أرسل لك الرابط لذلك المسلسل؟

ـ رجاء لو تكرمت، أنا متشوق جدا لمشاهدته! ولكن هل تعرفين أن "زقاق المدق" قدمت في فيلم سينمائي بالمكسيك، حيث أدت الممثلة الهوليودية سلمى حايك دور "حميدة" بطلة الرواية؟ لقد اعتمدوا على ترجمتي لفهم تفاصيل الرواية التي أصبحت فيلما بالعنوان نفسه، وفيها إشارة إلى اسم نجيب محفوظ كونه روائيا مصريا.

   لكن الغريب أن الرواية تم تحويرها بطريقة عجيبة، فبدا الفيلم لا علاقة له بالرواية سوى العنوان واسم المؤلف، بعد تغيير كل شيء حيث دارت أحداث الفيلم في المكسيك، وصارت الشخصيات مكسيكية تماما، هل تتخيلين ذلك؟

* هل هو النسخة المكسيكية من الرواية؟

 ـ (يضحك ترافر): ليس ذلك فقط، فقد جعلوا الأحداث تدور في مجتمع مسيحي وليس إسلاميا، وهو جنون بحد ذاته. إذ نزعوا المناخ الروائي من سياقاته الاجتماعية والثقافية والعقائدية، فبدا شيئا آخر لا علاقة له بالأصل سوى العنوان واسم المؤلف.

* لا تقل إنهم أبدلوا الجامع بالكنيسة!

ـ (ضاحكا): بالفعل هذا هو الذي حصل بالفيلم المكسيكي. المجتمع في الرواية ملتزم دينيا يرفض الشخصيات المتمردة على قيمه الدينية والثقافية، فبدت الشخصيات خارجة عن الأخلاقيات والمعتقدات، والتنافر واضح بينها وبين النسيج الاجتماعي، أما في الفيلم فلم يرفض المجتمع المكسيكي تلك الشخصيات المتمردة واعتبر أفعالها مقززة ومثيرة للاشمئزاز فقط.

* بالعودة إلى الترجمة، لماذا أحببت الرواية لا الشعر؟

ـ (يضحك): ترجمة الشعر بالنسبة إلي صعبة لأني أولا لست شاعرا، ومهما حاولت سيفقد النص الشعري الأصلي جمالياته بالترجمة، ولن يكون مطابقا لنصه الأصلي، أما النص الروائي فحركة المترجم فيه أسهل وأكثر حرية بإضافة تعبيرات تسهل فهم النص.