لشهر رمضان طقوسه وعاداته المميزة التي اعتاد المصريون التمتع بها، وله أجواء خاصة تحل عليهم مع تتابع الأعوام، فتنقل إليهم إحساسًا متفردًا وتبث في أرواحهم السرور وتحيط قلوبهم بالبهجة.

ويتميز شهر رمضان أيضًا بمهن حرفية وإبداعية ارتبطت ارتباطًا جوهريًا بقدومه، فضلًا عن ظهورها بتوازٍ مع حلول هذاالشهر المبارك، وهذه المهن الحرفية المتعددة والمتميزة نالت حب المصريين، حتى غدت جزءًا لا يتجزأ من روح هذا الشهر المعظم، والتي سنستعرض بعض منها في هذا الموضوع  خلال أيام شهر رمضان المبارك  لهذا العام 1445 هجريا.

راقص التنورة

يُعَدُّ راقص التنورة من الفنون التي تشهد نشاطًا خاصًا في شهر رمضان، ويتميز رقص التنورة بأنه يعتبر رقصة إيقاعية تؤدي جماعيًا بحركات دائرية، وتمتاز بجذورها الصوفية، حيث يتبنى مؤديها الفلسفة الصوفية التي تعتبر الحركة في الكون تنبع من نقطة وتنتهي في النقطة ذاتها، تعكس حركاتهم الدائرية هذا المفهوم، حيث يُظهرون وكأنهم يرسمون هالات، يدورون كما لو كانوا كواكب يسبحون في الفضاء.

وتُعتبر رقصة التنورة فنًا مصريًا بأصول صوفية، وتحظى بشعبية واسعة بين السياح العرب والأجانب الذين يزورون مصر.. يسعى العديد من الشبان في مصر إلى تعلم هذه الرقصة التي أصبحت جزءًا مهما من طقوس الاحتفال، حيث تؤدى في العديد من المناسبات.

وتُصنع التنورات من القماش الخشن الذي يستخدم في صناعة الخيام، لتحمل الاستخدام الشاق وتيارات الهواء خلال الدوران.

يبدأ الراقص بلف الحاناتي من اليسار إلى اليمين، ويكون ذراعه الأيمن موجهًا نحو السماء والأيسر نحو الأرض، يتسارع لفه بزيادة إيقاع الإنشاد الديني، وغالبًا ما يقوم بخلع سترته العلوية ومن ثم التنورات بعد تقديم بعض العروض. تشمل عروض التنورة أيضًا استخدام الدفوف والفوانيس، وينهي الراقص رقصته في نفس النقطة التي بدأ منها.