تميز العصر الإسلامي بغزارة عمائره الدينية، والتي أساسها بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّيت المساجد بهذا الاسم؛  باعتبارها مكان للسجود، والمكان الذي أعد للصلاة فيه على الدوام، ويطلق على المسجد هذه التسمية إذا كان صغير الحجم، وهو مكان مهيئ للصلوات الخمس، أمّا إذا كان كبير الحجم فيُسمى جامعًا ، لأنه علامة لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه وكذلك لإقامة صلاة الجمعة فيه أيضًا، ويُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، مساجد وجوامع تاريخية، وسنلقي الضوء على الجوامع التاريخية  في مصر بشكل عام ومدينة القاهرة التي عرفت بمدينة الألف مأذنة بشكل خاص.

ونذهب في اليوم السابع من رمضان 1445 هـ،  في جولة مع «جامع محمد علي» بالقاهرة.

يعد جامع محمد علي باشا أحد المساجد التاريخية الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، وهو يقع داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، وقد أمر بإنشائه محمد علي باشا في عام 1265هـ ، وقد بني الجامع موضع قصور ترجع للعصر المملوكي.

عُرف جامع محمد علي باشا بمسميات أخرى، فأطلق عليه اسم جامع الألبستر و جامع المرمر ، إشارة إلى الألواح الرخامية التي كسيت بها جدارنه الداخلية والخارجية، وتعتبر مئذنتا الجامع  الأعلى بمصر حيث يبلغ ارتفاع كل منهما 84 مترًا.

أنشأ جامع محمد علي على الطراز العثماني، والذي يتكون في تخطيطه من فناء مكشوف وبيت الصلاة والذي يتكون من مساحة مربعة غطيت بقبة مركزية ضخمة يحيطها أربعة أنصاف قباب بالإضافة إلى أربعة قباب صغيرة في الأركان.

 ويوجد داخل جامع محمد علي منبران أحدهما من الخشب المطلي باللون الأخضر والذهبي وهو المنبر الأصلي للجامع أما الآخر فهو من الرخام وقد أضيف إلى الجامع لاحقًا.

ويوجد ضريح لمحمد علي باشا على يمين الداخل بالركن الجنوبي الغربي للجامع وقد بني من الرخام الأبيض.