الأحد 5 مايو 2024

مع الصحابة| «طلحة بن عبيد الله» (7ــ 30)

طلحة بن عبيد الله

ثقافة17-3-2024 | 16:46

أروى أحمد

لاقى كل رسول أنزل ليبلغ رسالة ربه في الأرض، العديد من المصاعب والمشقات التي كانت تثقل عليهم كاهلهم، ولولا وجود الصحابة الكرام بجانبهم، لما هونت عليهم الرسالة وما استصعبوا تبليغها، فمن نعم الله عليهم بأن رزقهم  بمن يساندهم ويشدد عضدهم،ومنهم رسول الله محمد الذي كان له عدد كبيرا من الصحابة الكرام.

وكلمة صحابة تعني: من آمن بدعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،  ورآه ومات على دينه، وأيضًا هم من لازموا الرسول في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على توصيل رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات كثيرة.

 ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، أحد صحابة رسول الله، ممن سعوا دائما لنصر دين الحق

ونلتقي  في اليوم السابع من رمضان 1445هـ،  مع الصحابي   «طلحة بن عبيد الله» رضي الله عنه

الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله التيمي القرشي، رضي الله عنه، هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو أحد الستة الذين استعان بهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده.

وقال  رسول الله محمد  صلى الله عليه وسلم، عن  طلحة بن عبيد الله :" إنه شهيد يمشي على الأرض، وقال أيضا فيه: "من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله".

كان "طلحة" من أوائل من اتبعوا دعوة رسول لله للإسلام،  وقد لاقى ما لاقاه المسلمون في بداية الدّعوة من الأذى، فقد كان أخوه عثمان وقيل نوفل بن خويلد يربطه مع أبي بكر الصديق في حبل واحد؛ ليمنعانهما من أداء الصّلاة، فكان طلحة قريناً لأبي بكر.

وهاجر طلحة بن عبيد الله مع الرسول إلى المدينة المنورة، وشهد معه جميع غزواته ماعدا غزوة بدر لأنه كان مسافرا في بلاد الشام،

سجّل  طلحة بن عبيد الله  مواقفاً كثيرة تدلّ على عطائه وسخائه، منها:

اشترى بئراً لسقي المسلمين منه، وذبح جزوراً لإطعامهم. أنفق مالاً كثيراً في تجهيز غزوة العسرة، و افتدى عشرة من أسرى بدر بماله. باع أرضاً له بسبعمئة ألف، فلم يهنأ له النّوم ليلاً والمال عنده، فما لبث أن طلع عليه الصّبح حتّى وزّعه.
وتصدّق طلحة بن عبيد الله بمئة ألف درهم، ثمّ لم يجد ما يلبس إلّا شيئاً قديما وكان يُرسل إلى عائشة -رضي الله عنها- كلّ عام عشرة آلاف درهم؛ لتوزّعها على فقراء المسلمين.

وكان طلحة بن عبيد الله لا يترك غارماً من قومه بني تيم إلّا وسدّد عنه وقضى دينه، فقد سدّد عن عبيد بن معمر ثمانين ألف درهم، ودفع عن رجل من تيم ثلاثين ألفًا.

كان  الصحابي طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- ممّن أبلى بلاءً حسناً يوم  غزوة أُحد، يوم أن اشتدّت الحرب على المسلمين وجاءت قريش من كلّ حدب ناويةً كسر شوكتهم، حتّى وصلت نبالهم وسيوفهم إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- واقتربت منه، فجعل طلحة يذبّ عن حبيبه ويجعل نفسه درعاً لِيَقيه من وصول أسلحتهم للرسول -صلى الله عليه وسلم-، فأُصيب بجروح بالغة وقُطع إصبعه، وهو بهذه الحال حمل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على ظهره، فأوصله إلى صخرة؛ ليستقر عليها.

 

واستشهد طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- في معركة الجمل، حيث رمى مروان بن الحكم سهماً أصابت طلحة، فظلّ جرحه ينزف حتّى مات، وكان أوّل من قُتل في هذه المعركة، وحزن عليّ -رضي الله عنه- لموته حُزناً شديدًا.