الأحد 28 ابريل 2024

المقاهي بين التاريخ والأثر.. «أم كلثوم» أثر من آثار مصر الفنية (8-30)

مقهى أم كلثوم

ثقافة18-3-2024 | 11:28

بيمن خليل

يُعدّ المقهى جزءًا مهمًا من تاريخ مصر الحديث، فهو أكثر من مجرد مكان لقضاء أوقات الفراغ كما يُظن، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي البارز، التي شهدت نهضة فكرية وثقافيةمهمة على مر العصور، مما أسهم في تغيير مجرى التاريخ، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة في ميادين مختلفة سياسية وفنية وأدبية.

 ونستعرض خلال أيام شهر رمضان المبارك بعام 1445 هجرية أشهر المقاهي بمصر والوطن العربي  مما لهم من تاريخ وأثر.

ونذهب اليوم في رحلة إلى مقهى  «أم كلثوم» أثر من آثار مصر الفنية

مقهى أم كلثوم، من أشهر مقاهي القاهرة، وهو ليس مجرد مقهى لشرب الشاي والقهوة، بل استطاع أن يتحول إلى أثر من آثار مصر الفنية، وأن يصبح مكانًا يُقدم فيه أغانيها أكثر مما تُقدم المشروبات، بل يعتبره عشاقها مزارًا فنيًّا يسترجعون فيه تاريخها وروحها على مدار اليوم كله، بنكهات أغانيها المختلفة وآهاتها التي يصل صداها ويخترف جدران القلوب، ولا يعلم الكثير أن السيدة أم كلثوم كانت تجلس على مقهى في وسط القاهرة، مع كبار الملحنين والصحفيين، في جلسات سمر،  وسط محبيها ببساطة كبيرة دون تكلف أو حدود.

يتكون مقهى أم كلثوم من عدة طوابق، الأول لاستقبال الزبائن التي تريد قضاء الوقت لمشاهدة التلفزيون وتقديم المشروبات والشيشية، أم الطابق الثاني والثالث والرابع "الروف" فهما لسميعة "الست" من أصحاب  المزاج الطربي العالي، فلدى المقهى جميع أغانيها على شرائط وأجهزة حديثة لتشغيلها.

وسيجد  الزائر للقهى عند دخوله إلى المقهى تمثال السيدة أم كلثوم وصور لها في كل مكان تزين الجدران، بل والأجمل أنك ستجد أغلب صورها هي التي أهدتها بنفسها إلى المقهى وتحمل توقيعها الشخصي عليها، بالإضافة إلى صورة كبيرة تعلو واجهة المقهى من الخارج تنبهك أن على أعتاب دخول زمن "الست" وستجلس في حضرتها تستمع إليها.

وفي المقهى نجد ركن خاص كانت تجلس فيه السيدة أم كلثوم برفقة الصحفيين مصطفى أمين، وعلي أمين، وفكري أباظة، والملحن رياض السنباطي والشاعر أحمد رامي، في جلسة حوارية اعتادت أن تكون بينهما في هذا المقهى، التي كانت ترتاد عليه، منذ عام 1948م وحتى 1959م، وستجد عند الركن رخامة مكتوبة عليها توثيق هذه اللحظات، تعلوها فاترينة زجاج موضوع داخلها إحدة نظارات أم كلثوم الخاصة التي كانت ترتديها في حفلاتها، كانت سبقت أن أهدتها للمكان هناك، تخليدًا لذكراها ولعشاقها.

وسنجد أيضًا في كل مكان بالمقهى يحمل جزءًا من تاريخ أم كلثوم، وأشهر أغانيها والمحطات المهمة في حياتها، وستجد أكثر من صورة نادرة لها مع أهم رموز الفن والطرب أمثال عبد الحليم حافظ، وصباح، وفريد الأطرش، ومحمد عبد الوهاب.

ويعود تاريخ مقهى أم كلثوم  إلى عام م1936،  وأنشأه الحاج عبد العزيز وأطلق عليه وقتها اسم "مقهى توفيق"، نسبة إلى شارع "الخديوي توفيق"، وبعد أن مرت السيدة أم كلثوم من هناك عام 1948م في طريق عودتها من إحدى بروفاتها بالأوبرا استوقفها المكان وقررت أن تشرب فنجان من القهوة، وهنا استأذنها صاحب المقهى بأن يطلق اسمها عليه، فوافقت على الحال.

Dr.Randa
Dr.Radwa