لشهر رمضان طقوسه وعاداته المميزة التي اعتاد المصريون التمتع بها، وله أجواء خاصة تحل عليهم مع تتابع الأعوام، فتنقل إليهم إحساسًا متفردًا وتبث في أرواحهم السرور وتحيط قلوبهم بالبهجة.
ويتميز شهر رمضان أيضًا بمهن حرفية وإبداعية ارتبطت ارتباطًا جوهريًا بقدومه، فضلًا عن ظهورها بتوازٍ مع حلول هذاالشهر المبارك، وهذه المهن الحرفية المتعددة والمتميزة نالت حب المصريين، حتى غدت جزءًا لا يتجزأ من روح هذا الشهر المعظم، والتي سنستعرض بعض منها في هذا الموضوع خلال أيام شهر رمضان المبارك لهذا العام 1445 هجريا.
بائع الياميش
قبل بداية شهر رمضان بفترة قصيرة، يظهر بائع الياميش في الأسواق وهو يعد عدته استعدادًا لاستقبال الشهر الكريم، حيبث تُعَدُّ هذه المهنة من المهن الموسمية، حيث يكون نشاطها ملحوظًا فقط في شهر رمضان.
يعتبر الياميش جزءًا هامًا من تجهيزات حلول شهر رمضان المبارك، وتشتهر محافظة بورسعيد باستيراد مختلف أنواع المكسرات، حيث أصبحت عادة للكثيرين القيام برحلة إلى بورسعيد لشراء هذه المكسرات.
كما يعتبر شهر رمضان موسمًا هامًا بالنسبة لبائعي الياميش، حيث يترقبونه بشغف من عام إلى عام، ويبدأون في تجهيز بضاعتهم قبل بداية الشهر الفضيل بعدة أسابيع.
مصطلح "الياميش" يُستخدم للدلالة على الفواكه المجففة والمكسرات، وجاءت كلمة "ياميش" من اللهجة المصرية، وقد تم استخدامها في العهد الفاطمي. واليوم، أصبح تناول الياميش جزءًا من التقاليد الرمضانية التي انتشرت في الوطن العربي بشكل سريع، إذ يجمع بين المكسرات والفواكه المجففة في طبق واحد، مما يوفر وجبة مغذية تحتوي على عناصر غذائية هامة للجسم، حيث تمد الجسم بالبروتينات والدهون من خلال المكسرات، وبالفيتامينات والمعادن والألياف من خلال الفواكه المجففة.