يعتبر فن الإنشاد الديني من أبرز الفنون وأقدمها، فهو يشتمل على ذكر الله، والتهليل، والتسبيح، والابتهالات، ومدح النبي الكريم و أل البيت بكلمات تحمل إيقاع موسيقي، يطرب النفس ويريح القلب، حيث اشتهر فن الإنشاد الديني منذ عهد الرسول، وذلك تتبعا للتاريخ الإسلامي.
تطور فن الإنشاد الديني يوما بعد يوم بعد عهد الرسول حتى أصبح فن مستقل له قواعده وضوابطه وإيقاعاته التي تميزه عن غيره من الفنون، يحتل فن الإنشاد الديني الاحتفالات الدينية سواء القومية أو الخاصة، حيث لاقى هذا الفن الكثير من الاهتمام من الناس، حتى أصبح له فرق وكبار المنشدين الذين تركو بصمتهم بفن الإنشاد الديني والتواشيح.
يزداد الاستماع للإنشاد الديني والتواشيح خلال شهر رمضان المبارك وتعرض لكم بوابة دار الهلال يوميا خلال شهر رمضان الكريم سلسلة من أعلام المنشدين المصريين واللذين حققوا شهرة واسعة داخل وخارج مصر.
و باليوم العاشر من رمضان نلتقي أحد أشهر المبتهلين بالعالم الإسلامي المبتهل الشيخ محمد ساعي نصر الجرزاوي
ولد الشيخ محمد ساعي نصر الجرزاوي 1912م بمركز العياط محافظة الجيزة، بدأ حفظ القرآن الكريم بكتاب المركز وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمرة، ثم التحق بالأزهر ليكمل دراسته الثانوية
واكتشف الشيخ الجليل عذوبة صوته بالإنشاد الديني بمحض الصدفة في إحدى المناسبات الدينية، حيث قام بفاصل من الابتهالات الدينية ونال أعجاب الحضور وأخذوا يمدحون صوته و أسلوبه، وذلك شجعه على التقدم للإذاعة المصرية
قدم الشيخ محمد ساعى نصر الجرزاوى إلى اختبارات القراء الجدد بالإذاعة ونجح بتفوق وتم اعتماده قارئًا بالإذاعة في عام 1961م وصافح صوته آذان المستمعين يوم الأحد العاشر من شهر ديسمبر عام 1961م، وكانت أول قراءة له بما تيسر من سورة الحديد وفي العاشر من شهر أغسطس عام 1963م قرأ لأول مرة بالتليفزيون المصرى حيث قرأ في القناة الأولى.
وتم تعيينه لقراءة القرآن الكريم في مسجد الزمالك بمحافظة القاهرة
وسافر الشيخ محمد ساعى نصر الجرزاوى في بعثات وزارة الأوقاف إلى العديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية لإحياء ليالى شهر رمضان ونذكر على سبيل المثال: المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة وليبيا والجزائر وتونس وسلطنة عمان وفرنسا وسويسرا وبلجيكا وإنجلترا وكرمته الدول التي زارها إعجابًا به وتقديرًا له.
عُرف عن الشيخ محمد ساعى نصر الجرزاوى حبه لأعمال الخير وكان يفعل الخير سرًا ولا يأخذ أجرًا مقابل إحياء ليالى المآتم، طلبت منه شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات تسجيل القرآن الكريم بصوته ولكنه رفض بقوله: إن القرآن الكريم لا يباع.
تزخر مكتبة الإذاعة بتسجيلاته الرائعة والتي ما زالت تذاع على الموجات المتعددة للإذاعة حتى الآن.
في أوائل شهر أبريل عام 1984م دخل الشيخ محمد ساعى نصر الجرزاوى مستشفى مصر الدولى لمرضه وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها في التاسع من شهر مايو وفي الحادى عشر توارى جثمانه بين ثرى مدافن العائلة بجرزا مركز العياط محافظة الجيزة.