السبت 27 ابريل 2024

حكايات «كليلة ودمنة».. قصة «الثعلب والحمار» (12-30)

كليلة ودمنة

ثقافة22-3-2024 | 14:53

أروى أحمد

«كليلة ودمنة» هو من أشهر الكتب بالعالم التي تقدم عالما كبيرا من  الحكايات والكتاب يضم  مجموعة من القصص المتنوعة، التي ترجمها عبد الله بن المقفع من الفارسية إلى اللغة العربية في العصر العباسي وتحديدا في القرن الثاني الهجري، وكتبه بأسلوبه الأدبي، وقد أجمع عدد كبير من الباحثين على أن الكتاب يعود للتراث الهندي، وتمت ترجمته في البداية إلى اللغة الفارسية ثم إلى اللغة العربية، وسبب نشأته جاءت من رغبة ملك هندي يدعى دبشليم بتعلم خلاصة الحكم بأسلوب مسلي فطلب من حكيمه بيدبا أن يؤلف له هذا الكتاب.    

وكان للنسخة العربية من «كليلة ودمنة»  دورًا رئيسيًا ومهما في انتشاره ونقله إلى لغات العالم، ويصنفه النقاد العرب القدامى في الطبقة الأولى من کتب العرب، ويرون أنه أحد الكتب الأربعة المميزة إلى جانب كتب أخرى، وهو يحتوي على خمسة فصول تضم خمسة عشر بابًا رئيسيًا يتناول قصص تراثية للإنسان على لسان الحيوانات.    

وتقدم  بوابة «دار الهلال» لقرائها طوال شهر رمضان المبارك 1445 هجريا، من كتاب «كليلة ودمنة» كل يوم قصة،  وحكاية اليوم والتي بعنوان  «الثعلب والحمار».

وجاء بالقصة: زعمو أن ملك الغابة جاع  فقال للثعلب: أحضر لي طعاماً أيها الثعلب وإﻻ أكلتك

 قال الثعلب: سأحضر لك حماراً، ثم انطلق الثعلب للحمار وقال له: إن ملك الغابة يريد أن يسود السلام في المنطقة، لذلك قرر أن يختار أميراً جديداً للغابة، فرح الحمار وذهب مسرعاً إلى الملك وما إن دخل عليه حتى ضربه الملك فقطع أذنيه، فخاف الحمار وهرب.

قال ملك الغابة للثعلب:  أحضر لي الحمار مرةً ثانية وإﻻ أكلتك، قال الثعلب: سأحاول إحضاره، ولكن إياك أن تفشل، ذهب الثعلب للحمار وقال له: لماذا تركت اﻷسد وهربت؟، قال: إنه يريد أن يأكلني أﻻ ترى كيف قطع أذني؟!، قال الثعلب: أنت بالفعل حمار، كيف يستقر التاج على رأسك ولك أذنان طويلتان؟!، فرح الحمار ورجع مسرعاً، حالماً بالإمارة، وما إن دخل عليه حتى قفز عليه الملك وقطع ذنبه، ففر الحمار من جديد خائفا.ً

 قال الملك للثعلب: أحضر الحمار وإﻻ أكلتك، قال الثعلب: ربما اكتشف الحمار مكرنا، ولكنني لن أيأس وسأحاول، ذهب الثعلب للحمار وقال له: لماذا هربت ياحمار؟، قال: إن الملك يريد أكلي أﻻ تراه كيف قطع ذنبي؟.!

قال الثعلب: وكيف تستطيع الجلوس على كرسي العرش بذنبك!

 اقتنع الحمار، وعاد إلى ملك الغابة، يمني نفسه باﻹمارة، وما إن دخل عليه حتى قفز الملك وقتله، ثم قال للثعلب: اذهب واسلخه وأحضر لي القلب والكبد والمخ، ذهب الثعلب فسلخ الحمار وأكل المخ وجاء بالقلب والكبد.

 قال ملك الغابة: أين المخ؟

 فضحك الثعلب وقال: لم أجدفيه مخاً، لأنه لو كان له مخ لما رجع إليك ثلاث مرات"

Dr.Randa
Dr.Radwa