أينما ذهبت بشوارع مصر سواء بشهر رمضان الكريم، والذي له قدسيته الخاصه بالإسلام أو في باقي شهور السنة، تستمع إلى القرآن الكريم بأصوات عذبة للكثير من المشايخ الأجلاء، التي تشعرك بالخشوع واستشعار كلمات القرآن الكريم، وتجعل كلمات الله تتخلل عقلك وتصلك رسالتها، فهي أصوات مدرسة التلاوة المصرية.
وتعرض بوابة دار الهلال يوميا خلال شهر رمضان الكريم سلسلة من أعلام التلاوة المصرية.
وفي اليوم الثاني عشر من شهر رمضان الفضيل مع القارئ الشيخ الجليل محمود علي البنا، يعد القارئ محمود علي البنا من أبرز قراء القرآن الكريم بمصر والعالم العربي، ولد في 17 ديسمبر عام 1926م بثرية شبرا باص بمحافظة المنوفية، التحق بكتاب القرية بسن صغير لحفظ القرآن الكريم، وأتم حفظه بعد بلوغة الحدية عشر من عمره، درس العلوم الشرعية وعلم القراءات بالجامع الأحمدي.
سافر الشيخ محمود البنا للقاهرة لدراسة علوم المقامات، حيث ذات شعبيته بين الناس بصوته الشجي وعلمه الوفير، كما تهافت علية الناس يطلبونه لإحياء الليالي الدينية والمأتم، اختارته جمعية "الشبان المسلمين" ليكون قارئا بها، حيث استمع إليه وأشاد بصوته كبار الأعيان والبشوات الذين حضروا حفلات الجمعية الدينية.
قرر الالتحاق بالإذاعة المصرية، وما إن بدأ بث آيات الذكر الحكيم زادت شعبيته وأصبح من أعلام دولة التلاوة المصرية، كما سافر إلى الكثير من الدول العربية وسجل بها المصحف مرتلا ومجودا.
ورحل الشيخ الجليل القارئ محمود علي البنا عن عالمنا يوم 3 ذي القعدة سنة 1405هـ، بعد أن خاض رحلة مثمرة بالكثير من التسجيلات بالإذاعة المصرية.