الأضرحة تشكل معالم معمارية تُقام على قبر فرد ما، بهدف الإبقاء على ذكراه وتأريخ موقع دفنه، وفي مصر، تبرز العديد من الأضرحة التي تحمل أهمية خاصة لشخصيات دينية كبيرة تركت بصمتها في تاريخ الإسلام، يعتبر بناء الأضرحة وتزيينها بالزخارف والنقوش جزءًا من التقاليد المصرية لتخليد ذكرى الأفراد الذين قدموا إسهامات كبيرة في المجتمع.

يتميز المقام عن الضريح، إذ لا يكون بالضرورة مكانًا للدفن، بل قد يُقام في مكان قضى أو مارس فيه طقوسه الدينية، يُستخدم المقام لتخليد الشخصية والذكريات المرتبطة به، وقد يكون مكانًا للعبادة أو الزيارة من قبل الناس.. من بين الأضرحة الشهيرة والمقامات:

ضريح السيدة زينب

يُعدّ ضريح السيدة زينب في القاهرة من أبرز المزارات الإسلامية في مصر، إذ يقع المسجد والضريح في حيّ السيدة زينب.

وبالرغم من أهمية هذا المزار، إلا أن المصادر التاريخية لم تحدد بدقة تاريخ إنشاء المسجد الأول على القبر، غير أنه من المعروف أن الوالي العثماني علي باشا قام بتجديد المسجد في عام 951هـ/1544م، كما جدّده مرة أخرى الأمير عبد الرحمن كتخدا عام 1171هـ/1768م.

وفي عام 1940م هُدم المسجد القديم بالكامل، وأقيم المسجد الحالي مكانه على يد وزارة الأوقاف المصرية، لذا فهو غير مُسجّل كأثر إسلامي، وقد كان المسجد القديم يتكون من سبعة أروقة موازية لجدار القبلة وصحن مربع في الوسط مغطى بقبة، وفي الطرف المقابل يقع ضريح السيدة زينب محاطًا بسياج نحاسي ومغطى بقبة شاهقة، وفي عام 1969م تمّت زيادة مساحة المسجد ليصل إلى الشكل الحالي.