يظل المسرح بكل مراحل التاريخ البشري أبو الفنون فهو بلا شك أقدمها، وسيظل أيقونة المقاومة المستمرة ووسيلة مهمة حرة لطرح الرؤى والأفكار لكل مشارك في رحلته وستبقى مكانته عالية شامخة في قلوب وعقول الملايين من البشر، وتبقى خشبات المسرح وكل فضاء مسرحي  محرابًا للمسرحيين في مصر وعالمنا العربي والعالم كله.

ومع بوابة «دار الهلال» نلتقي كل يوم بشهر رمضان المبارك بعام 1445  هـجرية مع إحدى خشبات أبو الفنون والفضاءات المسرحية الأكثرة شهرة بالعالم  لنتعرف على بعض من ملامح تاريخها المهم.

 ونذهب اليوم في رحلة مع  «المسرح الكبير»  في وارسو

 

المسرح الكبير في وارسو عاصمة بولندا  في أوربا الوسطى ( Teatr Wielki w Warszawie)‏ أو الأوبرا الوطنية ( Opera Narodowa)‏ يمثل  مجمعًا مسرحيًا وشركة أوبرا وموطن للباليه الوطني البولندي، ويقع في ساحة المسرح التاريخية في وارسو، بولندا، و يعد مسرح وارسو الكبير أحد أكبر المسارح في أوروبا والعالم، بسعة جلوس تزيد عن 2000م.

 

تاريخ المسرح 

 

تم بناء المسرح في ساحة المسرح بين عامي 1825م و1833م، ليحل محل المبنى السابق لماريويل، وهو من التصاميم الكلاسيكية البولندية التي تم تصميمها من قبل المهندس المعماري الإيطالي أنطونيو كورازي من ليفورنو، لتوفير مكان أداء جديد لشركات الأوبرا والباليه والدراما النشطة في وارسو، تم افتتاح المسرح في 24 فبراير 1833م بإنتاج روسيني حلاق إشبيلية.

 

تم إعادة تصميم المبنى عدة مرات، وفي فترة الكسوف السياسي البولندي من 1795م إلى 1918م، أدى دورًا ثقافيًا وسياسيًا مهمًا في إنتاج العديد من الأعمال من قبل الملحنين ومصممي الرقصات البولنديين.

 

تطور الأوبرا البولندية

 

ساحة المسرح في وارسو بين 1890 و1905

 

 استقبلت أوبرا ستانيسلاف مونيوسكو الأكثر شهرة، في المسرح الجديد، أول عرضين لهما: النسخة الكاملة من هالكا (1858)، ومانور المسكون (1865). بعد فريديريك شوبان، كان «مونيوسكو» أعظم شخصية في الموسيقى البولندية في القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى إنتاج أعماله الخاصة، كان مديرًا لأوبرا وارسو من عام 1858م حتى وفاته في عام 1872م.

 

وأثناء إدارة المسرح الكبير، قام مونيوسكو بتأليف الكونتيسة، والعديد من الأغاني التي تشكل 12 كتابًا الأغاني البولندية.

 

المسرح الداخلي

 

 تم بناء المسرح الصيفي الخشبي (يتسع لـ 1065) بالقرب من حديقة ساكسون، وذلك تحت إشراف مونيوسكو، يتم تقديم العروض الصيفية سنويًا، من مجموعة من مسارح جراند وفاريتي. كتب جوزيف شتشوبليفسكي أنه خلال هذا الوقت، على الرغم من أن البلاد قد قسمت من الوجود السياسي من قبل جيرانها.

وازدهر المسرح  وأثار الباليه إعجاب الزوار الأجانب؛ لم يكن هناك فرقة متساوية من الكوميديين بين وارسو وكانت باريس ومودرزجوسكا مصدر إلهام للدراما».

 

خلال معركة وارسو عام 1939م، حيث أحداث  الحرب العالمية الثانية  تم قصف المسرح الكبير وتدميره بالكامل تقريبًا، مع بقاء الواجهة الكلاسيكية فقط،  خلال انتفاضة وارسو عام 1944م أطلق الألمان النار على المدنيين في الأنقاض المحترقة. يخلد اللوح الموجود على يمين المدخل الرئيسي معاناة وبطولة ضحايا الفاشية.

 

 

 

ترميم البناء

بين عامي 1945م و1965م، قامت الشركة بأداء على خشبات مسارح أخرى أثناء ترميم مبنى المسرح وتوسيعه ليشمل تصاميم بوهدان بنايوسكا، تحت إشراف أرنولد سفيمان،  عندما تم فتح المسرح الذي تم ترميمه للجمهور في 19 نوفمبر 1965م،   ذولك بعد إغلاقه لأكثر من عشرين عامًا،  كان واحدًا من أكثر المسارح مهيبة وأفضل تجهيزًا في أوروبا، و كانت الأوبرا الوطنية البولندية أكبر مسرح في العالم.