لشهر رمضان طقوسه وعاداته المميزة التي اعتاد المصريون التمتع بها، وله أجواء خاصة تحل عليهم مع تتابع الأعوام، فتنقل إليهم إحساسًا متفردًا وتبث في أرواحهم السرور وتحيط قلوبهم بالبهجة.
ويتميز شهر رمضان أيضًا بمهن حرفية وإبداعية ارتبطت ارتباطًا جوهريًا بقدومه، فضلًا عن ظهورها بتوازٍ مع حلول هذاالشهر المبارك، وهذه المهن الحرفية المتعددة والمتميزة نالت حب المصريين، حتى غدت جزءًا لا يتجزأ من روح هذا الشهر المعظم، والتي سنستعرض بعضا منها في هذا الموضوع خلال أيام شهر رمضان المبارك لهذا العام 1445 هجريا.
بائع الفول
بائع الفول هو أحد المشتغلين بالمهن البارزة في شهر رمضان، حيث يُعتبر الفول وجبة أساسية في وجبة الإفطار لدى الشعب المصري بمختلف طبقاته.. فمن منا لا يستمتع بمذاق الفول؟ يعتبر الفول المدمس من بين البقوليات الهامة التي يُفضل تناولها نظرًا لاحتوائها على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية.
تظهر عربات الفول بشكل ملفت في شهر رمضان، حيث يكون الفول هو الضيف الرئيسي للسحور في مصر وأحيانًا أيضًا في وجبة الإفطار.
وتنتشر مهنة بائع الفول، خاصةً على "العربات"، بشكل كبير في مختلف مناطق مصر خلال شهر رمضان الكريم.
يواصل العديد منهم توريث هذه المهنة عبر الأجيال، حيث يُمكن أن يكون الجد والأب والابن هم جميعًا بائعي فول، هناك أيضًا من يفتح عربة الفول خلال فترات المواسم فقط، مجاورًا لاحتياجات الناس في تلك الفترة.
يحظى الفول بشعبية كبيرة في شهر رمضان، خاصةً في وجبة السحور، حيث يمد الصائمين بالعناصر الغذائية الضرورية لإكمال يومهم دون الشعور بالجوع، يحتوي الفول على نسبة كافية من الأحماض الأمينية الرئيسية، مما يسهم في بناء الخلايا وتعزيز الأجسام المناعية وإصلاح الأنسجة التالفة، وتبلغ نسبة البروتين فيه 25 جراما لكل 100 جرام من حبوب الفول.
تُحضّر حبوب الفول بطرق متنوعة في مصر، حيث يمكن تناولها بالبيض أو مع الطحينة أو الجبن أو الزيت الحار أو الليمون أو الصلصة أو السجق. يظهر هنا براعة المصريين في إعداد عدة أطباق متنوعة باستخدام نفس المكون الرئيسي، وهو الفول، مما يبرز إبداع بائعي الفول في هذا الشهر المبارك.