السبت 27 ابريل 2024

حكايات «كليلة ودمنة».. قصة «الرجل والتاجر» (13-30)

كليلة ودمنة

ثقافة23-3-2024 | 14:44

أروى احمد

«كليلة ودمنة» هو من أشهر الكتب بالعالم التي تقدم عالما كبيرا من  الحكايات والكتاب يضم  مجموعة من القصص المتنوعة، التي ترجمها عبد الله بن المقفع من الفارسية إلى اللغة العربية في العصر العباسي وتحديدا في القرن الثاني الهجري، وكتبه بأسلوبه الأدبي، وقد أجمع عدد كبير من الباحثين على أن الكتاب يعود للتراث الهندي، وتمت ترجمته في البداية إلى اللغة الفارسية ثم إلى اللغة العربية، وسبب نشأته جاءت من رغبة ملك هندي يدعى دبشليم بتعلم خلاصة الحكم بأسلوب مسلي فطلب من حكيمه بيدبا أن يؤلف له هذا الكتاب.   

وكان للنسخة العربية من «كليلة ودمنة»  دورًا رئيسيًا ومهما في انتشاره ونقله إلى لغات العالم، ويصنفه النقاد العرب القدامى في الطبقة الأولى من کتب العرب، ويرون أنه أحد الكتب الأربعة المميزة إلى جانب كتب أخرى، وهو يحتوي على خمسة فصول تضم خمسة عشر بابًا رئيسيًا يتناول قصص تراثية للإنسان على لسان الحيوانات.     

وتقدم  بوابة «دار الهلال» لقرائها طوال شهر رمضان المبارك 1445 هجريا، من كتاب «كليلة ودمنة» كل يوم قصة،  وسنستكمل سلسلة الحكايات بقصة اليوم والتي بعنوان  «الرجل والتاجر».

وجاء بالقصة: زعموا أنه كان بأرض كذا تاجر، فأراد الخروج إلى بعض الوجوه لابتغاء الرزق، وكان عنده مائة طن من الحديد، فأودعها رجلا من إخوانه و ذهب في وجهه، ثم قدم بعد ذلك بمدة، فجاء والتمس الحديد فقال له: قد أكلته الجرذان، فقال: قدْ سمعت أن لا شيء أقطع من أنيابها للحديد، ففرح الرجل بتصديقه على ما قال و ادعى، ثم إن التاجر خرج فلقي ابنــــًا للرجل، فأخذه و ذهب به إلى منزله، ثم رجع الرجل إليه من الغد فقال له: هل عندك علم ٌ من ابني ؟ فقال له التاجر: إني لما خرجت من عندك بالأمس رأيت بازيا "أي طير جارح كالعقارب"،  قد اختطف صبيا صفته كذا و كذا، و لعله ابنك.

فلطم الرجل رأسه و قال: يا قوم هلْ سمعتم أو رأيتم أن البزاة تختطف الصبيان ؟ فقال: نعم، وإن أرضا تأكل جرذانها مائة طن من حديد ليس بعجب أن تختطف بزاتها الفيلة، قال له الرجل: أنا أكلت حديدك و هذا ثمنه، فاردد علي ابني.

وقد ضرب هذا المثل لنعلم أنه إذا صاحب أحد صاحبا و غدر بمن سواه، فقد علم صاحبه أنه ليس عنده للمودة موضع

Dr.Randa
Dr.Radwa