حظي كل رسول أنزل ليبلغ رسالة ربه فالارض، بالعديد من المصاعب والمشقات التي كانت تثقل عليهم كاهلهم، ولولا وجود الصحابة الكرام بجانبهم، لما هونت عليهم الرسالة ولستصعبو تبليغها، فمن نعم الله عليهم بأن رزقهم بمن يساندهم ويشدد عضدهم، ومنهم رسول الله محمد الذي كان له عدد كبيرا من الصحابة الكرام، وكلمة صحابة تعني: من أمن بدعوة الرسول محمد ورآه ومات على دينه، وأيضا هم من لازمو الرسول في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة.
ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، أحد صحابة رسول الله، ممن سعو دائما لنصر دين الحق، ونستكمل في اليوم الثالث عشر من رمضان 1445هـ، في جولة مع الصحابة الكرام بـ«عكاشة بن محصن».
هو الصحابي الجليل عكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس الأسدي، كان من السابقين للإسلام، وأحد الصحابة الذين بشرهم الرسول بالجنة بغير حساب.
هاجر مع الرسول إلى المدينة المنورة، وشهد معه جميع غزواته، وقد حارب في غزوة بدر حتى كسر سيفه، وبعد وفاة الرسول محمد، ارتدت العديد من القبائل العربية المسلمة عن الإسلام، فخرج للمحاربة في حروب الردة في عهد أبو بكر الصديق، وقتل فيا في الحادي عشر من الهجرة، وهو لديه من العمر خمسة وأربعون عام.
من مواقفه مع الرسول، أنه عندما ذكر النبي محمد عن الذين يدخلون الجنة بغير حساب، قام إليه عكاشة بن محصن، فقال له: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: نعم! فقام رجل آخر فقال مثل ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: سبقك بها عكاشة.