النجم الراحل محمود يس، من الفنانين القلائل الذين كانوا يتمتعون بنبرة صوت مميزة، وثقافة عالية والقاء من الصعب أن يتكرر، أكتسب هذه الصفات من نشأة مميزة أيضاً وسط مدينة بورسعيد الذي عاش بها طفولته وشبابه إلى ما قبل الجامعة،

تحدث الفنان الراحل محمود يس، معي عن ذكرياته بتلك المدينة الباسلة وكان يصفها بأنها ذكريات أكثر من جميلة وذكريات تكاد تكون خاصة جداً، خاصة وأنه تربي في هذه المحافظة التي شهدت مختلف مراحل عمره، وكيف كان الفن في رأسه قبل أن يأتي إلي القاهرة،

وأكد الفنان الراحل محمود يس، على أنه يوجد بهذه المحافظة مكان لا يوجد مثله في العالم وبدون مبالغة، هذا المكان يسمي (نادي المسرح) الذي شهد ذكرياته الجميلة، ويشرد بذهنه قليلاً ثم يستطرد قائلاً بنبرة يعتصرها شيء من الألم ولكن سرعاً ما تتحول إلى ثبات وثقة في نفسه وكأنه يسخر من الماضي، ويقول: "لقد أكتشفت أن المنزل الذي كنا نحيا به في بورسعيد أنه ليس ملكاً لنا بعد وفاة والدي، فهو كان ملكاً لهيئة قناة السويس وبحكم عمل والدي بها في ذلك الوقت كنا نعيش به وبوفاة والدي أخذوه رغم أن والدي توفي في عمر58 عام أي قبل خروجه على المعاش بعامين،

أعشق بورسعيد خاصة في شهر رمضان

ويكمل حديثه بآسي ويقول: "تخيل نفسك فجأة تجد نفسك تارك منزلك، أنا الآن صنعت منزلي هذا وجمعت به شمل أسرتي وأحفادي وصنعت ذكريات به نحيا عليها جميعاً، ولكن ما زلت أعشق بورسعيد خاصة في شهر رمضان العظيم، في بورسعيد له رائحة وعبق وقدسية خاصة أفتقدها في القاهرة"

ويستطرد النجم محمود يس، وقتها حديثه قائلاً: "على الرغم من أننا كنا نعيش في مكان لا تفرق فيه بين مسلم وأخيه المسيحي كنا نتعايش سوياً وحدة واحدة، كيان واحد، ربما هذا موجود الآن ولكن نضحك على أنفسنا إذا قلنا مثل الزمن الماضي،"

الفول والطعمية من أساسيات هذا الشهر الكريم

وعن الفرق بين اليوم والأمس قال: "كان خلفنا كنيسة يونانية بها ملعب لكرة السلة لم أري مثله وكنا نلعب به، وعن عزائم رمضان قال: "أنا الآن لست كما مضي ولا أخرج كثيراً ولا أحب أن أترك أسرتي أبداً ونجتمع على سفرة واحدة، ومن أحلي الأشياء في سحور رمضان الفول والطعمية وهو من أساسيات هذا الشهر الكريم في سحوره،

ولا أرفض أي طعام يقدم لي حتي لا أعود أحفادي على ذلك، ربما زمان كان عندي استلطاف لبعض الأطباق المعينة ولكن الآن لا أحب ذلك.