السبت 27 ابريل 2024

مستجدات الحرب على غزة.. فيتو صيني روسي ضد مشروع القرار الأمريكي واحتدام المعارك بجوار مجمع الشفاء

الحرب على غزة

تحقيقات22-3-2024 | 22:49

محمود غانم

أمريكا: روسيا والصين لاتريدان إدانة حماس 

روسيا: أمريكا تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بعملية في رفح 

الصين: مشروع القرار الأمريكي غامض ولا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار

 الجزائر: المشروع افتقر الدعوة الواضحة إلى وقف إطلاق النار 

إسرائيل: عدم تمرير مشروع القرار وصمة عار لن تنسى

فلسطين: مشروع القرار الأمريكي أحادي الأجانب 

حماس: صياغة مشروع القرار الأمريكي تضليلية ومتواطئة 

شهدت الحرب في غزة العديد من التطورات على كافة الأصعدة، كان أبرزها، استخدام روسيا والصين حق النقض ضد مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الحرب في غزة.

 فيتو ضد مشروع أمريكي

فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار أمريكي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة لمدة 6 أسابيع وإلى إبرام اتفاق بشأن المحتجزين بين حركة حماس وإسرائيل، بالإضافة إلى توفير الحماية للمدنيين والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية.

وحصل المشروع على تأييد 11 عضواً، في المقابل عارضه 3 دول، هي الصين، وروسيا، والجزائر، فيما امتنعت جيانا عن التصويت.

وهذه هي المرة التاسعة التي يجتمع فيها مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار منذ بدء عملية طوفان الأقصى وما تلاها من عدوان إسرائيلي غاشم على القطاع أودى بحياة عشرات الآلاف، لم ينجح مجلس الأمن إلا في اعتماد مشروعي قرار بخصوص الوضع في غزة.

وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد: "إن معظمنا يشترك في العديد من نفس الأهداف، أولاً وقبل كل شيء، نريد أن نرى وقفاً فورياً ومستداماً لإطلاق النار كجزء من صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس والجماعات الأخرى، وهذا من شأنه أن يسمح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية والمساعدات المنقذة للحياة إلى غزة".

وأضافت أن قرار مجلس الأمن لن يكون له معنى كبير إذا لم يتم تطبيقه على أرض الواقع، ولهذا السبب تعمل الولايات المتحدة ومصر وقطر على مدار الساعة في المنطقة لتأمين وقف فوري ومستدام لإطلاق النار كجزء من صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس والجماعات الأخرى.

وبعد التصويت، علقت جرينفيلد على استخدام روسيا والصين الفيتو ضد مشروع القرار، إن هناك سببين تهكميين بشدة وراء ذلك التصويت، أولهما أن روسيا والصين "ما زالتا غير قادرتين على إدانة حماس للهجمات الإرهابية التي وقعت في السابع من أكتوبر الماضي" على حد وصفها.

وأوضحت أن السبب الثاني هو أن الصين وروسيا لم ترغبا في التصويت لصالح قرار صاغته الولايات المتحدة "لأنهما تفضلان رؤيتنا نفشل بدلاً من رؤية هذا المجلس ناجحاً".

وأضافت "نعلم جميعاً أن روسيا والصين لا تقومان بأي جهد دبلوماسي لتعزيز السلام الدائم أو المساهمة بشكل هادف في جهود الاستجابة الإنسانية".

وتابعت:" ربما يكون هناك مشروع قرار آخر يرغب بعضكم في النظر فيه، ولكن في شكله الحالي، يفشل ذلك النص في دعم الدبلوماسية الحساسة في المنطقة والأسوأ من ذلك أنه يمكن أن يمنح حماس ذريعة للانسحاب من الصفقة المطروحة على الطاولة".

فيما قال السفير الروسي، فاسيلي نيبينزيا، الولايات المتحدة وعدت مراراً وتكراراً بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال، "والآن أدركت الولايات المتحدة أخيراً الحاجة إلى وقف إطلاق النار، بعد مقتل أكثر من ثلاثين ألف من سكان غزة".

وأضاف نيبينزيا، إن الولايات المتحدة تحاول "بيع منتج" للمجلس باستخدام كلمة "ضروري" في قرارها، مشيراً إلى أن "هذا لا يكفي" ويجب على المجلس أن "يطالب بوقف إطلاق النار".

وأشار إلى أن النص لم يتضمن أي دعوة لوقف إطلاق النار، واتهم القيادة الأمريكية "بتضليل المجتمع الدولي عمداً".

وذكر أن مشروع القرار الأمريكي يحتوي على "ضوء أخضر فعال لإسرائيل للقيام بعملية عسكرية في رفح".

وقال السفير الروسي، إن مشروع قرار بديل "متوازن وغير سياسي" يجري توزيعه من قبل بعض الأعضاء الآخرين في المجلس، في إشارة إلى المشروع المقترح من الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.

بدوره، قال الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، السفير جانج جون إن مشروع القرار الأمريكي خضع الشهر الماضي لعدة تعديلات ويتضمن عناصر تستجيب لشواغل المجتمع الدولي، لكنه يتجنب دائماً القضية الأكثر مركزية وهي وقف إطلاق النار. 

وأضاف جون، أن نص مشروع القرار النهائي- الذي استخدم الفيتو ضده، "يظل غامضاً ولا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، كما أنه لا يقدم حتى إجابة على سؤال تحقيق وقف إطلاق النار على المدى القصير"، مؤكداً أن هذا "انحراف واضح عن إجماع أعضاء المجلس، وأقل بكثير من توقعات المجتمع الدولي". 

وأوضح أن مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة يضع شروطاً مسبقة لوقف إطلاق النار، "وهو ما لا يختلف عن إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار عمليات القتل، وهو أمر غير مقبول".

وأكد السفير الصيني، أن مشروع القرار غير متوازن للغاية في العديد من الجوانب الأخرى، وبشكل خاص فيما يتعلق بإعلان إسرائيل الأخير والمتكرر عن خططها لشن هجوم عسكري على رفح، قائلاً إن مشروع القرار لا ينص بوضوح وبشكل لا لبس فيه على معارضة تلك الخطط، الأمر الذي من شأنه أن يبعث بإشارة خاطئة تماما ويؤدي إلى عواقب وخيمة. 

من جهته، قال عمار بن جامع، ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة، إن النص الأمريكي لم يتناول الاهتمام الأساسي لبلاده، وهو الدعوة الواضحة إلى وقف فوري لإطلاق النار الأمر الذي يطالب به الملايين من الناس، مشدداً على أن "المشاهد الحية للدمار والقتل لم تعد تحتمل".

أما إسرائيل اعتبرت عدم تمرير مشروع القرار وصمة عار لن تنسى، في المقابل أعربت فلسطين عن رفض مشروع القرار الذي وصفته بأنه "أحادي الجانب".

في غضون ذلك، نددت حركة حماس بصياغة مشروع القرار الأميركي، وقالت إنها تضليلية ومتواطئة تمكن إسرائيل من الاستمرار في حربها على قطاع غزة.

وأضافت حماس، إن مشروع القرار يعطي "الغطاء والشرعية لحرب الإبادة التي يرتكبها العدو ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، فالقرار لا يتضمن مطالبة صريحة بالوقف الفوري للعدوان على غزة"، وفقاً لما أوردته وكالة أنباء العالم العربي.

من جهتها، رحبت حركة الجهاد الإسلامي بإسقاط مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن الدولي مساء اليوم، قائلة إنه كان يهدف إلى شرعنة العدوان الإسرائيلي ضد شعبنا ومنحه الذريعة الدولية لمواصلة حرب الإبادة التي يشنها بحق الأطفال والنساء والمدنيين والمرافق الحياتية في غزة.

وأضافت الجهاد، أن مشروع القرار الأميركي الذي تم إجهاضه لم يكن منحازاً بالكامل إلى الجانب الصهيوني فحسب، بل سعى أيضاً إلى منح الكيان غطاء قانونياً صادراً عن مجلس الأمن الدولي لمواصلة حربه دون مساءلة قانونية.

 التطورات الميدانية

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي في اليوم الـ168 للعدوان على غزة، 9 مجازر راح ضحيتها 82 شهيد، بالإضافة إلى إصابة 110 آخرين.

وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 32,070 شهيد، إلى جانب إصابة 74.298 آخرين.

ميدانياً، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن المقاومة الفلسطينية تخوض اشتباكات عنيفة ضد قوات الاحتلال المتوغلة بمحيط مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة.

ويواصل جيش الاحتلال لليوم الخامس على التوالي اقتحام مستشفى الشفاء الذي كان يضم أكثر من 7 آلاف مريض ونازح، وينفذ حملة اعتقالات واسعة بصفوف النازحين، ويقصف المنازل المحيطة بالمستشفى، مما خلف عشرات القتلى والجرحى.

من الناحية الأخرى، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة 11 عسكريا خلال الساعات الـ24 الماضية في المعارك الدائرة في قطاع غزة.

وقال جيش الاحتلال، أنه نشر صوراً عن طريق الخطأ لأشخاص على أنهم اعتقلوا في مستشفى الشفاء بغزة وهم ليسوا معتقلين.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن إعلان الجيش الإسرائيلي أن القيادي بكتائب القسام رائد سعد اعتقل في مستشفى الشفاء تبين أنه خاطئ.

وكان الجيش الإسرائيلي نشر قائمة لما قال إنها تعود لقادة كبار في حماس تم اعتقالهم أثناء العملية المستمرة في مجمع الشفاء، وإنه لا يستطيع كشف هويتهم الآن.

 

 

 

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa