الثلاثاء 14 مايو 2024

مع الصحابة| خالد بن الوليد.. سيف الله المسلول (30 - 14)

خالد بن الوليد

ثقافة24-3-2024 | 18:40

أروى أحمد

حظي كل رسول أنزل ليبلغ رسالة ربه في الأرض، بالعديد من المصاعب والمشقات التي كانت تثقل عليهم كاهلهم، ولولا وجود الصحابة الكرام بجانبهم، لما هونت عليهم الرسالة ولوجدوا صعوبة في تبليغها، فمن نعم الله عليهم بأن رزقهم  بمن يساندهم ويشدد عضدهم، ومنهم رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، الذي كان له عدد كبير من الصحابة الكرام، ممن آمنوا بدعوة الرسول ورآه ومات على دينه، وأيضا هم من لازمو الرسول في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة.

 ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، أحد صحابة رسول الله، ممن سعوا دائما لنصر دين الحق، ونستكمل في اليوم الرابع عشر من رمضان 1445هـ، في جولة مع الصحابة الكرام  بـ«خالد بن الوليد».

هو الصحابي الجليل أبو سليمان خالد بن الوليد المخزومي القريشي، كان قائد عسكريا عظيما، لقبه الرسول بسيف الله المسلول، عرف عنه عبقريته الفذة في التخطيط العسكري، وهو يعد من أحد القادة المسلمين الذين لم يتم هزيمتهم طوال حياتهم في أي معركة.

كان لخالد بن الوليد دورا كبيرا في انتصار جيش قريش على جيش المسلمين في غزوة أحد قبل إسلامه، كما شارك ضمن صفوف الأحزاب في غزوة الخندق.

واعتنق خالد بن الوليد الإسلام بعد صلح الحديبية، وشارك في غزوات وحملات مختلفة في عهد الرسول محمد، أهمها غزوة مؤتة وفتح مكة.

ومن أبرز خططه العسكرية التي خلدها التاريخ له في عهد رسول الله، هي خطته في عزوة مؤتة والتي كان فيها لا يزال جديد العهد فالإسلام خرج فيها جيش المسلمين ليواجه أكبر وأعظم الجيوش وهو جيش الروم، وفي هذه الغزوة لم يخرج الرسول معهم للقتال، وعين ثلاث لقيادة الجيش، وحمل لواء المسلمين فعين في البداية زيد بن حارثة وإن قتل فيمسك الراية جعفر بن أبي طالب، وإن قتل عبد الله بن رواحة، وإن قتل فليختار الجيش أحد منكم ليصبح القائد.

وتفوق عدد جيش الروم على جيش المسلمين بكثير، ولكن رغم مشاورات عديدة بينهم قرروا القتال، وقتل خلال الحرب القادة الثلاث الذين قد عينهم رسول الله، فقرر الجيش اختيار خالد بن الوليد ليصبح القائد عليهم، صمد الجيش بقية اليوم، وفي المساء خطط خالد بن الوليد لنقل ميمنة جيشه إلى الميسرة، والميسرة إلى الميمنة، وجعل مقدمته موضع الساقة، والساقة موضع المقدمة، وأمر طائفة بأن تثير الغبار ويكثرون الجلبة خلف الجيش حتى الصباح، وبالفعل فوجئ جيش الروم والغساسنة بتغيّر الوجوه والأعلام عن تلك التي واجهوها بالأمس، إضافة إلى الجلبة، فظنوا أن مددًا قد جاء للمسلمين،  وأمر خالد بالانسحاب ولكن خشي الروم أن يلاحقوهم، خوفًا من أن يكون الانسحاب  ماهو إلا مكيدة من المسلمين.

ونجحت خطة خالد بن الوليد في أن يحفظ الجيش من إبادة شاملة، وبعد أن عاد إلى المدينة المنورة أثنى عليه الرسول ولقّبه بسيف الله المسلول.

وفي عام 638، وهو في أوج انتصاراته العسكرية، عزله الخليفة عمر بن الخطاب من قيادة الجيوش لأنه خاف أن يفتتن الناس به، فصار خالد بن الوليد في جيش الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح وأحد مقدميه، ثم انتقل إلى حمص حيث عاش لأقل من أربع سنوات حتى وفاته ودفنه بها.

Dr.Radwa
Egypt Air