السبت 27 ابريل 2024

فلاسفة الإسلام | «ابن مسكويه» ربط الموسيقى الروحية بالمعرفة (13_30)

صورة تخيلية ابن مسكويه

ثقافة25-3-2024 | 17:32

إسلام علي

تعد الفلسفة الإسلامية من أرقى أنواع العلوم الإنسانية، حيث تعتبر بوابة لفهم حقائق غير ظاهرة في مختلف الميادين العلمية، ويعتبر الفلاسفة المسلمون «الفلسفة» هي العلم الذي تميز به الأنبياء للوصول إلى مرحلة اليقين في المعرفة الإلهية  وقام علماء الفلسفة المسلمين بتوظيف قوانين الفلسفة في استكشاف حقائق الأمور في جميع ميادين المعرفة.

 

و نقدم  خلال  30 يومًا من شهر رمضان 1445 هجرية، سنعرض إسهامات هؤلاء الفلاسفة في ميدان الفلسفة وتوضيح كيفية ربطها بالعلوم الأخرى، في رحلة مع أبرز علماء الفلسفة في  تاريخ الحضارة الإسلامية.

 

كان "ابن مسكويه" فيلسوفا وطبيبا بالإضافة إلى تمكنه بعلم الفلك والتاريخ، فكان متعدد المواهب، نتيجة لنشأته في أسرة مثقفة مما دفعته إلى أن يدرس على يد كبار العلماء في عصره.

 

ولد ونشأ في مدينة الري " تقع في إيران"، وعرف بكثرة ترحاله والتنقل بين الحضارات المختلفة، وكان سبب كثرة تنقله بين البلدان هو سعيه إلى العلم، فاكتسب خبرة  كبيرة جعلته طبيبا للسلطان "عضد الدولة البويهي" في بغداد وكان كاتم أسراره.

 

وعلي الجانب الآخر، اشتهر بعلم الفلسفة، وكان أول من اعتبر الأخلاق علما  قائما بذاته، أكد علي أن الأخلاق والفضائل تأتي من الحياة المتزنة التي يقودها العقل الأعلى وليس النفس السفلية التي يسيطر عليها الملذات الجسدية و الرذائل و أيد أن الملذات الجسدية لن تأتي بالسعادة الحقيقية بل أنها تكمن في الفضائل الأخلاقية.

 

وناقش نظرية النفس لخدمة الأخلاق والفضائل، فاعتبر أن النفس عند تطهيرها بالأخلاق عندها ترتبط مباشرة بالعقل وتأتي بالمعارف الحقيقية والإلهية، بالإضافة إلي قوله أن النفس تسعي دائما إلي السعادة الروحية والتي تكون بالوصول إلي المعارف الإلهية.

 

 

أما من ناحية علم الفلك، تحدث عن إمكانية ربط ذلك العلم بالإنسان وعن طريقة يمكننا تهذيب النفس.

 

وفي الوقت نفسه، قال أن لعلم الفلك تأثيرات كبيرة علي صحة الإنسان ويمكننا دراسته من الجانب التأثيري، فربط بين علم الفلك والطب لكي يمكنه من علاج الإنسان بطرق جديدة وتوقعه بما سوف يكون عليه الإنسان في الفترة المقبلة.

 

وأكد على أن علم الفلك يمكن استخدامه لتعظيم قدرة الخالق من حيث اتساع الكون ودقة النسب في كل جزء فيه، فضلا عن خلق الله الكون من العدم وحفظه من الفساد.

 

 

ومن الناحية الموسيقية، فقد ربطها بنظرية النفس بالإضافة إلى الأخلاق. وكانت مهمة الموسيقي بالنسبة له هي تهذيب النفس، وحدد نوعين من الموسيقي هما الموسيقي التي تصلح النفس وتثري العقل وتزيد من مقدرته المعرفية وهي الموسيقي الهادئة والروحية، أما النوع الثاني فهو الموسيقي التي تجذب الشهوات الدنيوية وحذر من أنها تمثل عائق وتحدي كبير أمام الإنسان لوصوله إلى خالقه.

 

وأضاف :أن هناك موسيقى تربط الإنسان بالمعرفة العليا وهي الموسيقي الفلسفية والدينية.

 

وربط ابن مسكويه بين الفلسفة والتاريخ في كتابه "تجارب الأمم" فكانت اأهم نظرياته في التاريخ تعتمد علي نظرة جديدة لا تقوم على تسجيل الأحداث فقط بل التعرف علي السلوك الإنساني من مناظير عديدة  فلسفية ونفسية للوصول إلى دراسة وافية عن الحضارات السابقة لكي نأخذ العبرة من ما حدث في السابق.

 

 

 

 

 

وسلط على الأحداث التاريخية نظرياته مثل الأخلاق قائلا: أن الفضائل واستخدام العقل هو من شيم الحضارات، والرذائل تؤدي إلى اتجاه الأفراد في المجتمعات إلى المادية فتؤدي بهم إلي السقوط في بحر الشهوات والملذات الدنيوية.

 

اتجه ابن مسكويه في التاريخ اتجاها عقلانيا في تحليل الأحداث بشكل منطقي، فلا يهتم بحفظ الحدث أو متي حدث وأين بل اهتم سؤال نفسه "لماذا حدث وما هي النتائج .

Dr.Randa
Dr.Radwa