يكون عشاق الفلك والفضاء، خلال الساعات المقبلة على موعد مع خسوف شبه الظلي للقمر، حيث يصبح القمرأغمق قليلًا ولا يظلم تمامًا.
خسوف القمر
تشهد السماء، غدًا الإثنين، خسوفًا للقمر من نوع شبه ظلي، وهو الأول في عام 2024، ومن المرتقب أن يغطي شبه ظل الأرض 95.6% تقريبًا من قرص القمر.
ويحدث هذا النوع من الخسوف، حين يمر القمر عبر شبه ظل الأرض، حيث يصبح القمر أغمق قليلًا فقط ولا يظلم تمامًا أو يميل لونه إلى الاحمرار كالخسوف الكلي.
ومن المفترض أن تستغرق هذه الظاهرة منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها 4 ساعات و39 دقيقة تقريبًا، وتتزامن مع بدر شهر رمضان.
وبحسب خبراء الفلك فإن خسوف القمر لا يحدث أبدًا إلا إذا كان القمر بدرًا، أي عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر (ليسقط ظل الأرض على القمر)، كما أن كسوف الشمس (سواء كلي أو جزئي أو حلقي) لا يحدث أبدًا إلا إذا كان القمر محاقًا، أي عندما يكون القمر بين الشمس والأرض (ليسقط ظل القمر على الأرض).
وبناء على ذلك فإن كسوف الشمس وخسوف القمر تكون الفترة بينهما دائمًا حوالي أسبوعين، وهي الفترة التي تفصل بين المحاق والبدر، وبالتالي فإن كسوف الشمس الأول في عام 2024 سيحدث يوم 8 أبريل المقبل.
هل الخسوف مرئي في مصر؟
ولن يرى في مصر الخسوف المرتقب، وكذلك لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ويمكن رؤيته من خلال التليسكوبات في المناطق التي يظهر فيها القمر عند حدوث الخسوف ومنها جزء كبير من قارة أوروبا، شمال وشرق آسيا، جزء كبير من أستراليا، أمريكا الشمالية والجنوبية، جزء كبير من قارة أفريقيا، المحيط الأطلسي المحيط الهادي، والقارتين القطبية الشمالية والجنوبية.
أما الخسوف الثاني للقمر في عام 2024، يحدث يوم الأربعاء الموافق 18 سبتمبر، وهو من النوع الجزئي وسيمكن رؤيته في سماء مصر والسعودية والوطن العربي، وخلال هذا الخسوف سيكون 8% من قرص القمر فقط في داخل ظل الأرض عن الذروة العظمى للخسوف حيث ترصد ظلمة واضحة في قرص القمر.
ويحصل الخسوف الجزئي للقمر عندما يدخل جزء من القمر فقط في ظل الأرض، وقد يصاحبه ظل أحمر غامق اللون، أو رصاصي في بعض الأحيان على الجزء المظلم من سطح القمر.
ويشار إلى أن رصد الأحداث والظواهر الفلكية ليس لها أي أضرارعلى صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء كسوف الشمس؛ حيث أن النظر إليه بالعين المجردة يضر العين، أما باقي الظواهر والأحداث الفلكية فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.
ناسا توضح أنواع الخسوف
وبحسب كالة ناسا، فإن خسوف القمر يحدث في مرحلة اكتمال القمر، حين تكون الأرض في وضع دقيق بين القمر والشمس، حيث يسقط ظل الأرض على سطح القمر، مما يعتمه ويحول سطح القمر في بعض الأحيان إلى اللون الأحمر المذهل، على مدى بضعة ساعات.
وتوضح ناسا، بأن هناك ثلاثة أنواع مختلفة من خسوف القمر، أولها خسوف القمر الكلي، وفيها يتحرك القمر إلى الجزء الداخلي من ظل الأرض، أو منطقة الظل، حيث يصل بعض ضوء الشمس الذي يمر عبر الغلاف الجوي للأرض إلى سطح القمر، مما يؤدي إلى إضاءته بشكل خافت.
أما النوع الثاني، فهو خسوف القمر الجزئي، والذي يأتي نتيجة محاذاة غير الكاملة للشمس والأرض والقمر إلى مرور القمر عبر جزء فقط من ظل الأرض، إذ ينمو الظل ثم ينحسر دون أن يغطي القمر بالكامل.
والنوع الثالث، هو خسوف شبه الظل، والذي ينتج إثر انتقال القمرعبرمنطقة شبه الظل للأرض، أو الجزء الخارجي الباهت من ظلها، حيث يخفت القمر قليلاً بحيث يصعب ملاحظته.
صلاة الكسوف
وورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في مثل ذلك صلاة الكسوف، وهي سنة مؤكدة، تصلى حين كسوف الشمس، وخسوف القمر، حيث يصلي المرء ركعتين يحرم بالأولى، ويستفتح ويستعيذ ويقرأ الفاتحة وسورة البقرة، أو قدرها في الطول، ثم يركع فيسبح الله تعالى قدر مائة، ثم يرفع فيقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم يقرأ الفاتحة وآل عمران أو قدرها في الطول، ثم يركع بقدر ثلثي ركوعه الأول، ثم يرفع فَيُسَمِّع ويُحَمِّد، ثم يسجد فيطيل السجود فيهما، ثم يقوم إلى الركعة الثانية فيقرأ سورة النساء، ثم يركع فيسبح بقدر ثلثي تسبيحه في الثانية، ثم يرفع فيقرأ الفاتحة والمائدة، ثم يركع فيطيل دون الذي سبقه، ثم يرفع فيسمع ويحمد، ثم يسجد فيطيل.
فيكون الجميع ركعتين: في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان، ولو صلى صلاة الخسوف ركعتين كصلاة التطوع صح، ولو صلاها بست ركوعات في كل ركعة ثلاث ركوعات صح، فكل ذلك قد وردت به السنة.